الجمعة 02/مايو/2025

تقرير يكشف كيف حولت إسرائيل سماء غزة إلى حقل للتجارب العسكرية

تقرير يكشف كيف حولت إسرائيل سماء غزة إلى حقل للتجارب العسكرية

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

كشف تقرير إخباري أن سلطات الاحتلال الإسرائيلية حولت سماء قطاع غزة خلال حرب الإبادة إلى ساحة تجارب عسكرية للطائرات المسيرة، ووظفت دماء المواطنين كأداة تسويقية لجذب المشترين الدوليين في مؤتمر دولي للشركات المصنعة للطائرات المُسيرة.

وسلط التقرير -الذي أعدته وكالة سند للتحقق الإخباري التابعة لشبكة الجزيرة- الضوء على آليات الحرب الجوية التي تنتهجها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، ويركز على استخدامها المدنيين في غزة كعينات تجريبية.

وأوضح أن جيش الاحتلال حول سماء غزة إلى مختبر مفتوح، ومسرح لتجارب عسكرية متطورة لعشرات الأنواع من الطائرات المسيرة متعددة المهام لتنفيذ عمليات الاغتيال والقتل والمراقبة المكثفة.

واعتمد التقرير على تحليل مصادر المعلومات المفتوحة، مبينا الدور المتنامي للشركات الخاصة في مجال إنتاج الطائرات المُسيرة، وكيف أصبحت الصناعات الإسرائيلية في هذا الحقل سلعة رئيسية في تجارة السلاح العالمية.

يظهر التقرير تعاونا وثيقا بين القطاعين العسكري والخاص في إسرائيل لتطوير واختبار ونشر طائرات مسيرة مصممة خصيصا للقتل المستهدف والمراقبة والحرب التجريبية.

وبين أنه تم الترويج لهذا الاستخدام الممنهج لغزة كميدان اختبار علنا في منتديات مثل مؤتمر “يوفيد” (UVID)، حيث تعرض الشركات المصنعة طائراتها المسيّرة بوصفها “مُجرّبة في القتال”، مستغلة دماء الفلسطينيين كأداة تسويقية لجذب المشترين الدوليين.

وأفاد التقرير بامتلاك سلطات الاحتلال الإسرائيلي منظومة تصنيع متقدمة للطائرات المسيّرة، حيث تعمل 30 شركة إسرائيلية على إنتاج 93 طرازا مختلفا، مما يعكس تطورا متسارعا في هذه الصناعة.

وأوضح أن الطائرات الإسرائيلية المسيرة تتراوح ما بين طائرات المراقبة الصغيرة والأنظمة الهجومية الكبيرة القادرة على تنفيذ عمليات قتالية معقدة، وتشمل طائرات متعددة الدوارات، وطائرات ثابتة الجناح، وأنظمة هجينة للإقلاع والهبوط العمودي “في تي أو إل” (VTOL)، بالإضافة إلى طائرات مروحية ومسيّرات انتحارية.

5 فئات متعددة الأغراض

ووفقا للمعلومات التي حللها التقرير، تمتلك إسرائيل 5 فئات من الطائرة المسيرة ويندرج تحت كل فئة العديد من الأنواع الأنواع، ففي فئة الاستطلاع والتتبع التكتيكي والاستطلاع يمتلك الاحتلال 38 نوعا من الطائرات متعددة الدوّارات.

أما الفئة الثانية فهي الطائرات ثابتة الجناح التي تمتلك إسرائيل 32 نوعاً منها، وتوفر قدرة تحمل أطول لمهام الاستطلاع والهجوم. في حين يمتلك 11 نوعاً من الفئة الهجينة وهي الطائرات المزودة بنظام هجين للإقلاع والهبوط العمودي “في تي أو إل”، والتي تجمع بين مرونة الإقلاع العمودي وكفاءة الطيران الأفقي.

أما الفئة الرابعة فهي الطائرات المروحية ذات دوّار واحد، وتملتك إسرائيل 6 أنواع منها لأغراض نقل الحمولات وتنفيذ عمليات المراقبة الثابتة. والفئة الخامسة هي الطائرات الانتحارية المُسيرة، وتمتلك إسرائيل 6 أنواع منها وهي قادرة على على البحث عن الأهداف وتدميرها.

ويلفت التقرير إلى أن تأثير الطائرات المسيّرة لا يقتصر على الضربات المباشرة، بل يمتد إلى البعد النفسي من خلال الطنين المستمر في الأجواء، والذي يعمل كأداة لفرض الخوف وتقييد الحركة، مما يخلق بيئة من الرعب والضغط المستمر على السكان.

ويكشف التقرير عن أن 9 شركات إسرائيلية على الأقل اختبرت 15 طرازا مختلفا من الطائرات المسيّرة في غزة خلال العمليات العسكرية، بما في ذلك المسيرات الانتحارية، والطائرات الهجومية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وأنظمة الاستطلاع المستقلة.

التسويق بدماء الفلسطينيين

ويؤكد أن هذه الاختبارات حولت غزة فعليا إلى مختبر حرب مفتوح، حيث يتم تقييم كفاءة هذه الطائرات في بيئات قتالية حقيقية قبل تسويقها عالميا، حيث كشفت لقطات فيديو وتسجيلات ميدانية عن أدلة على استخدام الطائرات المسيرة الإسرائيلية في استهداف المدنيين، والصحفيين والمنازل.

من بين هذه الأدلة، استخدام طائرات “دي جيه آي أجراس” (DJI Agras) الزراعية، التي تم تعديلها لإلقاء القنابل على المدنيين. هذه الطائرات، المصممة أصلا لرش المحاصيل، تحولت إلى أسلحة فتاكة في يد الجيش الإسرائيلي.

ويكشف التقرير، كيف أصبحت الطائرات المسيرة الإسرائيلية سلعة رائجة في سوق الأسلحة العالمية، حيث يتم تسويقها على أنها “مجربة قتاليا” في ساحات المعارك.

ففي مؤتمر “يوفيد 2024” (UVID 2024)، عرضت الشركات الإسرائيلية لقطات من عمليات قتالية في غزة كدليل على فعالية منتجاتها، ويعكس هذا التسويق المباشر لجرائم الحرب تجاهلا تاما لحياة المدنيين واستخدامهم كأدوات في تجارب عسكرية.

وجاء في التقرير أن صناعة الطائرات المسيرة الإسرائيلية تحولت من مجرد صناعة عسكرية، إلى صناعة مبنية على جرائم الحرب ومعاناة المدنيين، وحوّلت غزة إلى مختبر حربي مفتوح، حيث تم اختبار الأسلحة الجديدة على أهداف بشرية قبل بيعها للعالم.

وحسبما جاء في المؤتمر، فإن شركات خاصة مثل إلبيت سيستمز، ويو فيجن، ورافائيل استشهدت بالسيناريوهات القتالية، باستخدام ضربات الطائرات بدون طيار “الموثقة” على المدنيين كأداة تسويقية لجذب المشترين الأجانب.

ويوضح التقرير كيف يتم اختبار الطائرات بدون طيار التي تعمل بالذكاء الاصطناعي مثل “لانيوس” (Lanius)- شركة “إلبيت سيستمز” (Elbit Systems) و”سكوربيو كوادروتور” (Scorpio Quadrotor)- شركة “إكستند” (XTEND) في بيئات الحرب الحضرية، مما يشكل سابقة خطيرة للإعدامات الآلية.

طائرات تم إسقاطها

ووفق التقرير، تمكنت المقاومة الفلسطينية من استهداف وإسقاط والاستيلاء على 173 طائرة مسيرة إسرائيلية، 75 منها سليمة، فيما أُسقطت 37 طائرة، واستهدفت دون إسقاط 61 طائرة أخرى.

ومن بين الطائرات المسيرة التي تم الاستيلاء عليها كانت “ثور ميني يو إيه إس” (Thor Mini UAS)، وهي طائرة مسيرة تكتيكية عالية التحمل من إنتاج “فلاينغ برودكشن” (Flying Production)- شركة تابعة لشركة “إلبيت سيستمز” (Elbit Systems).

وتم إسقاط هذه الطائرة بدون طيار، المصممة للاستطلاع العسكري والعمليات التكتيكية، من قبل كتائب القسام في فبراير/شباط 2024، وكشفت عن نظام الدفع الصيني الصنع (T-Motor Folding Carbon Prop) وتستخدم تكنولوجيا بطاريات الليثيوم أيون الإسرائيلية (Amicell).

بالإضافة إلى ذلك، كانت مسيرة “إيفو ماكس 4 تي” (EVO Max 4T)- شركة “أوتيل روبوتيكس” (Autel Robotics)، الصين، و”دي جيه آي أفاتا” (DJI Avata)، و “سكاي لارك آي-ليكس” (Skylark I-LEX) و”إلبيت سيستمز” (Elbit Systems) أيضا من بين الطائرات بدون طيار التي تم الاستيلاء عليها أو إسقاطها.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

91% من سكان غزة يعانون أزمة غذائية

91% من سكان غزة يعانون أزمة غذائية

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلن المدير العام لوزارة الصحة في قطاع غزة منير البرش، اليوم الخميس، أن 91% من سكان القطاع يعانون من "أزمة غذائية"...