الخميس 01/مايو/2025

عملية تسليم الدفعة السادسة للأسرى.. رسائل سياسية في جميع الاتجاهات

عملية تسليم الدفعة السادسة للأسرى.. رسائل سياسية في جميع الاتجاهات

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

تواصل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة تقديم الرسائل السياسية في جميع الاتجاهات، ضمن عمليات تسليم الأسرى الإسرائيليين في إطار اتفاق وقف إطلاق النار.

وكسابقاتها، حملت عملية تسليم 3 أسرى إسرائيليين ضمن الدفعة السادسة من صفقة التبادل العديد من الرمزيات السياسية البصرية غير المباشرة، والرسائل السياسية المباشرة لسلطات الاحتلال التي باتت هي أيضا تعمل على بالسلوك نفسه.

فمن الانتشار المكثف لعناصر كتائب القسام وسرايا القدس الذراعين العسكريين لحركة حماس والجهاد الإسلامي، إلى لحظة التسليم الأخيرة للأسرى الذين حمل اثنين منهم الجنسيتين الروسية والأمريكية، دفعت القسام بالعديد من الرسائل التي تركز هذه المرة على رفض تهجير المواطنين الفلسطينيين من قطاع غزة، مؤكدة باللغات العربية والعبرية والإنجليزية بأنه لا هجرة إلا إلى القدس.

وانتشر عناصر القسام وسرايا القدس على مقربة من منزل رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس يحيى السنوار، الذي استشهد مشتبكا مع جيش الاحتلال في أكتوبر 2024، في مدينة رفح جنوبي القطاع.

وبدا لافتاً حمل المقاومين أسلحة حصلوا عليها يوم عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023، من بينها أسلحة رشاشة من نوع M-16 حملها عناصر من القسام ارتدوا زي جيش الاحتلال، وسيارة دفع رباعي سوداء حملت اثنين من الأسرى الإسرائيليين.

وشهدت منصة التسليم سلسلة من الرسائل المكتوبة التي بدت لافتة هذا الأسبوع، حيث وُضعت صورة تحمل مشهد التحرير والدخول للقدس، وأعلام الدول العربية مثل لبنان، ومصر، واليمن، والأردن، والسعودية، فيما كُتب فوق الأعلام باللغات الثلاث العربية والإنجليزية والعبرية: “يا قدس اشهدي.. نحن جنودك”، تعبيرا عن تمسك المقاومة بوجهتها الإستراتيجية نحو القدس.

وفي لافتة أخرى حملت رسالة للإدارة الأميركية، وتحديداً الرئيس دونالد ترامب، ظهرت صورة السنوار وهو يجلس لحظة استشهاده، فيما كان في الأمام طفل يحمل علم فلسطين وصورة المسجد الأقصى، كُتب عليها “لا هجرة إلا للقدس”، في رسالة واضحة لرفض مخططات التهجير التي يسعى ترامب لفرضها.

وأظهرت منصة التسليم صورًا لـ11 مستوطنة وموقعا عسكريا إسرائيليا، كانت المقاومة قد هاجمتها يوم السابع من أكتوبر 2023، وضع عليها عبارة “عبرنا مثل خيط الشمس”، في إشارة لسهولة عملية العبور التي نفذها مقاتلو “القسام” والفصائل الفلسطينية صباح ذلك اليوم.

أما المشهد الذي كان مغايراً، فهو وضع مجسم صغير للأسير متان ووالدته عيناف تسنجأوكر على منصة التسليم مع عبارة “الوقت ينفد”، إلى جانب ساعة رملية، سُلّمت لأحد المحتجزين الإسرائيليين لينقلها لها بعد وصوله إلى الأراضي المحتلة عام 1948.

وتُعد والدة الأسير متان المتحدثة باسم عوائل المحتجزين الإسرائيليين، ومن ضمن الفاعلين في حراك عوائل المحتجزين منذ انطلاق عملية طوفان الأقصى، وسبق أن هاجمت الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو عدة مرات على خلفية قتل المحتجزين، واستمرار الحرب.

كما تضمنت المنصة صور قادة بارزين في المقاومة الفلسطينية ممن استشهدوا خلال الحرب، من بينهم القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف وقائد لواء خان يونس رافع سلامة، إلى جانب شخصيات أخرى لعبت دورا محوريا في تطوير قدرات المقاومة العسكرية.

في حين ظهرت على يسار المنصة صورة لقائد عملية “طوفان الأقصى” يحيى السنوار ومقعده الذي استُشهد عليه في رفح، وقد كُتب أعلاها “لا للتهجير”، في إشارة إلى رفض خطط تهجير سكان قطاع غزة.

وفي خطوة غير معهودة ولاقت انتقاداً فلسطينياً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، قدمت كتائب القسام قدمت “قطعة ذهبية” للأسير الإسرائيلي ساغي ديكل حن هديةً لابنته التي وُلدت بعد 4 أشهر من أسره. وكتب ناشطون على شبكات التواصل إن ما فعلته القسام غير مقبول ويناقض كليا مع السياسة الإسرائيلية في التعامل مع الأسرى الفلسطينيين الذين يحرمون من زيارة أبنائهم لسنوات، وتعرضوا خلال الحرب وقبلها لعمليات قتل ممنهجة تجويعاً وتعذيباً، وحرمانا من العلاج.

وفي محاولة للانتقام إعلامياً من المشهدية السياسية التي تنفذها المقاومة، نشرت وسائل إعلام إسرائيلية، صوراً لأسرى فلسطينيين أفرج عنهم اليوم السبت ضمن الدفعة السادسة من المرحلة الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، ظهروا بالصور وهم يرتدون زيًّا رمادياً كتب عليه: “لا ننسى؛ ولا نغفر” وطبعت على القمصان نجمة داوود الموجودة في العلم الإسرائيلي.

ومع تسليم “القسام” و”سرايا القدس” لثلاثة أسرى إسرائيليين، يكون الاحتلال قد تسلم 19 أسيرا وأسيرة إسرائيليا، فيما تبقى 6 أسرى أحياء و8 أسرى جثثاً سيتم تسليمهم خلال الأسابيع المقبلة ضمن نطاق المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.

وشهد الأسبوع الماضي، توتراً كبيراً في عملية التسليم، حين أعلن الناطق العسكري باسم كتائب القسام أبو عبيدة تأجيل تسليم هذه الدفعة حتى إشعار آخر، بفعل الخروقات الإسرائيلية، وعدم تنفيذ البرتوكول الإنساني.

وتعقّد المشهد بشكل أكبر بعد إطلاق الرئيس الأميركي ترامب تهديدات كبيرة، من ضمنها أنه سيفتح “أبواب الجحيم” على غزة في حال لم تفرج المقاومة عن جميع الأسرى الأحياء والجثث السبت، إلا أن اتصالات قام بها الوسطاء أفضت للإعلان عن استمرار عملية الإفراج عن الدفعة السادسة.

وخلال عملية التسليم اليوم، تحدث الأسرى الإسرائيليون الثلاثة في كلمات مقتضبة، حيث طلب الأسير الإسرائيلي ساغي ديكل حن المفرج عنه، حكومة بنيامين نتنياهو بفعل كل شيء لاستمرار الصفقة، والإفراج عن جميع الأسرى. أما الأسير الإسرائيلي يائير هورن المفرج عنه، فقال إنه “يجب إعادة جميع المخطوفين إلى منازلهم ولا مزيد من الوقت لديهم”، فيما دعا الأسير الإسرائيلي ساشا تروبنوف المفرج عنه إلى عدم نسيان بقية الأسرى الإسرائيليين.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

91% من سكان غزة يعانون أزمة غذائية

91% من سكان غزة يعانون أزمة غذائية

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلن المدير العام لوزارة الصحة في قطاع غزة منير البرش، اليوم الخميس، أن 91% من سكان القطاع يعانون من "أزمة غذائية"...