الجمعة 02/مايو/2025

عبد الرحمن وعبد العزيز .. مصائر مجهولة وقلوب معلقة بالأمل

عبد الرحمن وعبد العزيز .. مصائر مجهولة وقلوب معلقة بالأمل

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

وسط أجواء الحرب والدمار، تبرز قصص إنسانية مؤلمة تبقى بلا إجابة، وإحداها قصة الشاب عبد الرحمن محمود جربوع ( 28 عامًا) والذي فُقد أثره يوم 7 أكتوبر 2023. لم يكن مقاتلًا، ولم يكن جزءًا من أي عملية إجلاء، بل خرج فقط ليرى ما يحدث عندما سمع أصوات القصف والاشتباكات، ولم يكن يعلم أن تلك اللحظة ستكون آخر مرة تراه فيها عائلته.

تقول خالته فاطمة معمر لمراسل المركز الفلسطيني للإعلام: “لم يكن في ‘السدة’ ولا في ‘الهده’، فقط خرج ليرى الوضع، ولم يعد منذ ذلك اليوم.”

ترك عبدالرحمن خلفه زوجة تعيش في خيمة بلا معيل، وطفلين صغيرين، أحدهما كان يبلغ أقل من 40 يومًا حين فُقد. اليوم، تعيش زوجته في ظروف إنسانية صعبة، بلا مصدر دخل، وتعتمد على المساعدات التي بالكاد تكفي لسد الرمق. أما والده، فهو مريض بالقلب وخضع لجراحة قلب مفتوح، بينما والدته متوفية. العائلة تعيش على أملٍ ضئيل بأن تصلهم أي معلومة عن مصيره.

تضيف خالته بحزن: “الصليب الأحمر يقول إنه لا يملك أي معلومات عنه. لا نعرف إن كان معتقلًا، مفقودًا، أم… لا نريد حتى التفكير في الأسوأ.”

تطالب عائلة جربوع كل الجهات الحقوقية والإنسانية بالتحرك للكشف عن مصير عبد الرحمن، في ظل حالة التعتيم التي تحيط بمصير آلاف المفقودين في قطاع غزة. “نريد أي خبر، أي دليل، فقط لنفهم ما الذي حدث لعبدالرحمن.” – تكررها العائلة بكل ألم وأمل.

مثل عبد الرحمن، لا يزال مصير المسن عبد العزيز عزات جودة (67 عامًا) غامضًا بعد اختفائه في أواخر سبتمبر من العام الماضي، في منطقة شمال مخيم النصيرات، حيث كان الاحتلال يجثم في المنطقة القريبة من محور الشهداء (نتساريم).

في أواخر سبتمبر، كان عبد العزيز برفقة شخص آخر في منطقة شركة الكهرباء شمال مخيم النصيرات عندما اختفى بشكل مفاجئ. تم العثور على الشخص الآخر لاحقًا مستشهدًا، ولكن عبد العزيز اختفى تمامًا. وُجدت بعض متعلقاته الشخصية، مثل دراجته الهوائية، هاتفه المحمول، وكشافه، لكنها لم تقدم إجابة على السؤال الكبير: أين هو عبد العزيز؟

عبد العزيز كان يعيش في ظروف قاسية للغاية. لم يكن له مصدر دخل ثابت، بل كان يعتمد على جمع الزيتون والبحث في الأراضي للحصول على ما يعينه على توفير لقمة العيش لعائلته وأحفاده. كان يسكن في منزل مؤجر مكوّن من ألواح الإسبست، وعاش فترة طويلة في ظروف غير مستقرة حتى اضطر لمغادرته بسبب آثار الحرب والدمار الذي لحق بمخيم النصيرات.

يقول ابن شقيقته: “رغم فقره المدقع، كان عبد العزيز معروفًا بكرمه وحسن ضيافته، حيث كان يشارك كل ما يمتلكه مع أسرته والجيران، حتى وإن كان ما يملكه بسيطًا مثل الفواكه أو الخضار. كانت الإنسانية هي شيمته في أصعب الظروف، إذ كان يشكل الأمل والركيزة لعائلته رغم التحديات.”

بعد اختفاء عبد العزيز، انهار عالم عائلته. أصبحوا يعيشون في حالة من الحزن العميق والقلق المستمر. العائلة تناشد الجهات المختصة، وكذلك المنظمات الدولية، بالتحقيق في مصيره وإيجاد إجابات حول ما حدث له، سواء كان أسيرًا أو شهيدًا.

يقول أحد أفراد العائلة: “عبد العزيز كان كل شيء لنا، وكان عمود بيتنا. نحن في حاجة لمعرفة مصيره، حتى لو كان ذلك يعني تلقي خبر محزن. فقط نريد أن نعرف ما حدث له، لنتمكن من إغلاق هذا الجرح الذي يطاردنا منذ أشهر.”

قصة عبدالرحمن وعبد العزيز ليستا الوحيدتين، بل هما جزء من مأساة أكبر يعيشها مئات العائلات الفلسطينية التي تبحث عن أحبائها وسط الحرب والدمار. في عالم يضج بالأخبار، تبقى عائلات المفقودين متمسكة بأمل أن يأتي يوم يحمل معها إجابة على السؤال المؤلم: أين أبناؤنا؟

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

مظاهرات مليونية في اليمن تضامنًا مع غزة

مظاهرات مليونية في اليمن تضامنًا مع غزة

صنعاء – المركز الفلسطيني للإعلام تظاهر مئات الآلاف من اليمنيين، الجمعة، في 14 محافظة بينها العاصمة صنعاء، دعما لقطاع غزة في ظل استمرار الإبادة...