الأربعاء 30/أبريل/2025

محمد حدوش .. الشهيد العريس يمضي في موكب الفداء

محمد حدوش .. الشهيد العريس يمضي في موكب الفداء

الخليل – المركز الفلسطيني للإعلام

لم يكد محمد أمجد حدوش (27 عامًا) يفرح بإعلان خطوبته، حتى تحولت سعادته إلى مأساة، وانقلبت زغاريد الأمس إلى نحيب وعويل.

في مخيم العروب شمال الخليل، حيث وُلد وعاش، لم يكن محمد يدري أن الاحتلال سيحرمه من مستقبله الذي بدأ يرسم ملامحه للتو، فكان هدفًا لرصاص غادر أنهى حياته قبل أن تبدأ.

نشأ محمد وسط معاناة دائمة، حيث لم تكن الحياة في المخيم سهلة يومًا.

عاش بين الاقتحامات والاعتقالات، لكنه ظل متمسكًا بالأمل، يحلم ببناء حياة جديدة بعيدًا عن القهر. بالأمس، احتفل بعقد قرانه وسط فرحة الأهل والأحباب، لكن رصاصة قاتلة من جندي صهيوني مجرم اخترقت جسد محمد قبل أن تكتمل سعادته، لتسرق منه مستقبله، وتحوّله من عريس إلى شهيد.

والدته، التي اعتادت أن تواسي أمهات الشهداء، وجدت نفسها اليوم في ذات الموقف. في طريقها إلى مركز بيت فجار الصحي، كانت تحاول التمسك بخيط من الأمل، لكنها صُدمت بالحقيقة عند وصولها، جثة ابنها مسجاة أمامها، وبدل أن تبارك له بزواجه، وجدته ملفوفًا بالكفن.

صرخت وسط الحشود: “بالأمس كنتَ عريسًا، واليوم تزف شهيدًا؟”.

بعد فقدان والده منذ سنوات، كان محمد هو العمود الذي تستند إليه أسرته، تحمل المسؤولية منذ صغره، وعمل جاهدًا لدعم والدته وإخوته، شقيقه فؤاد وصفه بأنه لم يكن مجرد أخ، بل كان الأب والصديق والسند، وحلمه الوحيد كان حياةً بسيطةً وآمنة.

عاد محمد من العمرة قبل عشرة أيام، وكان يستعد لبناء بيته الجديد، لكن الاحتلال كان له رأي آخر. خاله تيسير رشدي قال بحرقة: “كل شبابنا مشاريع شهادة.. محمد لم يكن الأول، ولن يكون الأخير.. الاحتلال يسرق أحلامنا، لكنه لن يسرق إرادتنا”.

الناشط عبد الحي جوابرة أكد أن الاحتلال لن يستطيع قتل روح المقاومة في المخيم، قائلاً: “محمد رحل، لكن الراية لن تسقط.. المخيم باقٍ رغم الألم، وكل شهيد يخلفه مقاوم جديد”.

وسط أجواء من الحزن والغضب، شيّعت حشود غفيرة جثمان محمد من مستشفى الأهلي في جنازة عسكرية مهيبة.

حمله رفاقه على الأكتاف، وسلكوا به الطرق الترابية المؤدية إلى منزل عائلته، حيث أُلقيت عليه نظرة الوداع الأخيرة.

كان المشهد مهيبًا؛ دموع أمه، صرخات إخوته، ووجوه الأصدقاء المصدومة، كلها رسمت صورة فراق مؤلم لم يكن في الحسبان.

بعد الصلاة عليه، وُري جثمانه الثرى في مقبرة المخيم، إلى جانب والده الذي فقده صغيرًا. كان لقاؤهما في الحياة قصيرًا، لكنهما اجتمعا مجددًا في مثواهما الأخير.

أحد أصدقائه، الذي وقف مطرق الرأس عند القبر، همس بصوت متهدج: “محمد لم يمت.. روحه ستظل تملأ أزقة المخيم، وصورته ستبقى محفورة في قلوبنا”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

حملة دهم واعتقالات في الضفة

حملة دهم واعتقالات في الضفة

الخليل- المركز الفلسطيني للإعلام شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر الأربعاء، حملة اقتحامات في مناطق متفرقة من الضفة الغربية، تخللتها اعتقالات بعد...

البرش: الاحتلال يبيد النسل الفلسطيني

البرش: الاحتلال يبيد النسل الفلسطيني

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال المدير العام لوزارة الصحة في قطاع غزة الدكتور منير البرش أن الاحتلال يبيد النسل الفلسطيني عبر منع الماء والغذاء...