محمد الضيف: القائد الخفي الذي أضاء قلوب الملايين

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
في الخامس والعشرين من يناير 2025، سطعت شمسه من جديد بعد ثلاثة عقود من التخفي، لكن هذه المرة لم يكن ظهورًا عاديًا، بل كان وداعًا خلده التاريخ في صفحات النضال الفلسطيني. محمد الضيف، قائد أركان كتائب القسام، الاسم الذي لم يكن يظهر في الإعلام، لكنه كان محفورًا في قلوب الملايين. استشهد خلال معركة “طوفان الأقصى”، لكنه لم يكن مجرد قائد عسكري، بل كان أسطورة صنعتها المقاومة والتضحيات.
الضيف الإنسان: بين القسوة والحنان
لطالما كان “أبو خالد” رمزًا للصمت والسرية، لكن بعد استشهاده، خرجت عائلته عن صمتها لتروي جوانب خفية من حياته. غدير صيام، زوجته، قالت: “لم يكن من أهل الدنيا، كان يعيش فيها مختفياً عن أهلها، يحمل هم الأقصى في قلبه”.
رغم صرامته العسكرية واحتياطاته الأمنية المشددة، كان الضيف حاضرًا في تفاصيل عائلته اليومية، يدرس أبناءه، يعلمهم العلوم والرياضيات، ويغرس فيهم حب المعرفة والاستقلالية الفكرية. لم يكن يكتفي بإعطائهم الأجوبة، بل كان يريدهم أن يفهموا المنطق خلف كل مسألة.
التنظيم والانضباط: حياة محسوبة بالدقة
كان الضيف نموذجًا في التخطيط والتنظيم، يضع جدولًا يوميًا صارمًا لأسرته رغم انشغاله بالعمل العسكري. تبدأ يومه بصلاة الفجر، يتابع دراسة أبنائه، ويشرف على أدق تفاصيل حياتهم، وكأنه يعلم أن وقته معهم محدود. تقول غدير:
“كان يدرس الأطفال ست ساعات متواصلة إذا كان لديهم اختبارات، لم يكن يسمح لهم بالتهاون في العلم”.
في بيته، كانت هناك خريطة كبيرة لفلسطين، عليها أسماء الشهداء، يروي لأطفاله تاريخ المقاومة، ليزرع فيهم الإيمان بقضيتهم.
الصحة والرياضة: الجسد الذي قاوم الموت مرارًا
ورغم إصاباته المتكررة، لم يستسلم محمد الضيف للألم، بل واصل حياته بنظام صحي صارم. كانت زوجته تحرص على تقديم وجبات متوازنة، وكان يشرب الأعشاب بانتظام لتعزيز مناعته. ورغم فقدانه إحدى عينيه وإصابته في قدميه، لم يتوقف عن ممارسة الرياضة بقدر استطاعته، وكان يشجع من حوله على فعل ذلك.
عطاء بلا حدود: القائد الذي لم ينس المحتاجين
لم يكن الضيف قائدًا يعيش في برج عاجي بعيدًا عن الناس، بل كان حاضرًا في حياة من يحتاجونه. في أحد الأيام، وجد شابًا مبتور القدمين على كرسي مهترئ، سأله عمّا يحتاج، فأجاب الشاب متشككًا: “كرسي متحرك”. في اليوم التالي، ظهر الضيف عند بيته حاملًا كرسيًا كهربائيًا بنفسه، موقف لا ينساه من عرفه.
قلب رحيم رغم الحرب
رغم كونه المطلوب الأول للاحتلال، لم يمنعه ذلك من التواصل مع عائلته في ظروف أمنية معقدة. كان يزور أخته خلسة، يطمئن على أحوالها، ويرسل لها ما تحتاجه من مال واحتياجات. لم يشغله العمل العسكري عن صلة الرحم، وكان يحرص على إرسال الهدايا لأبناء إخوته عند نجاحهم.
رحيل الأسطورة.. وبقاء الفكرة
برحيل محمد الضيف، فقدت المقاومة أحد أذكى قادتها وأكثرهم صلابة، لكن إرثه باقٍ في كل من تأثر بمسيرته. لم يكن مجرد قائد عسكري، بل كان رجلًا صنع أسطورة، عاش في الظل لكنه بقي حاضرًا في وجدان الملايين.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

قاض أميركي يأمر بالإفراج عن الطالب الفلسطيني محسن مهداوي
المركز الفلسطيني للإعلام أمر قاض فدرالي أميركي، اليوم الأربعاء، أمرا بالإفراج عن محسن مهداوي، الطالب الفلسطيني الذي اعتُقل هذا الشهر أثناء حضوره...

حماس تدعو إلى مواصلة الحراك العالمي تضامناً مع غزة وضدّ العدوان الصهيوني
المركز الفلسطيني للإعلام دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) جماهير أمتنا العربية والإسلامية والأحرار في العالم إلى مواصلة الحراك الجماهيري العالمي،...

قصف إسرائيلي على صحنايا بريف دمشق
دمشق - المركز الفلسطيني للإعلام شنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي -اليوم الأربعاء - عدة غارات على صحنايا في ريف دمشق، بالتزامن مع عملية أمنية ضد...

حرائق كبيرة في إسرائيل والسلطة تعرض المساعدة
المركز الفلسطيني للإعلام اندلعت حرائق كبيرة في كيان الاحتلال الصهيوني، اليوم الأربعاء، وفشلت السلطات المحتلة في السيطرة عليه، في حين عرضت السلطة...

الاحتلال يصيب طفلاً في جنين وينصب بوابات حديدية جنوبي الأقصى
جنين - المركز الفلسطيني للإعلام أصيب طفل، اليوم الأربعاء، برصاص قوات جيش الاحتلال في جنين شمالي الضفة الغربية، فيما نصب الاحتلال حواجز عسكرية في...

أوكسفام وشبكة المنظمات الأهلية: مخازن المواد الغذائية نفدت تماما
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أكدت منظمة "أوكسفام"، وشبكة المنظمات الأهلية في غزة تزايد الأوضاع الإنسانية في القطاع صعوبة بشكل كبير منذ 2 مارس/آذار...

إغلاق مدارس الأونروا في القدس يهدد حق 800 طفل بالتعليم
القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، من أن إغلاق سلطات الاحتلال مدارس المؤسسة الأممية في...