الخميس 01/مايو/2025

محمد العارضة.. كسر القيد مرتين وعاد إلى حضن أمه مرفوع الرأس

محمد العارضة.. كسر القيد مرتين وعاد إلى حضن أمه مرفوع الرأس

الضفة الغربية – المركز الفلسطيني للإعلام

بعد 23 عامًا في الأسر، عاد محمد العارضة إلى بلدته عرابة جنوب جنين، حُرًّا رغم قسوة السجن وقيود الاحتلال؛ في صفقة طوفان الأقصى

للمرة الثانية، انتزع العارضة حريته، لكن هذه المرة خرج مكللًا بالنصر ضمن صفقة تبادل طوفان الأحرار؛ ليحقق أمنيته الوصول إلى أمه قبل أن يغيّبها الموت.

في السادس من سبتمبر2021، سطر العارضة و5 من رفاقه ملحمة بطولية حين تمكنوا من انتزاع حريتهم من سجن “جلبوع”، أكثر السجون الإسرائيلية تحصينًا، عبر نفق حفروه بأيديهم تحت الزنازين، متحدّين منظومة أمنية مدججة بالتكنولوجيا والحراس المدربين.

كانت تلك العملية بمثابة زلزال هزّ المنظومة الأمنية الإسرائيلية، لكن الاحتلال أعاد اعتقاله بعد أيام، ليعيده إلى الأسر والعزل الانفرادي.

يتحدث العارضة عن انتزاعه حريته الأول بلهجة لا تخلو من التحدي: “الحرية هي الحرية، بإحساسها ومعناها، ولو كنت أعيشها لدقيقة واحدة، فهي تساوي عندي عشرين عامًا من الذل والهوان. تلك الأيام الخمسة التي قضيتها طليقًا محَت من ذاكرتي كل سنوات السجن”.

لم يكن الهروب بدافع البحث عن النجاة، بل كان نداءً إنسانيًا خالصًا، كما يوضح العارضة: “كنا نريد فقط أن نرى أمهاتنا، قبل أن يخطفهن الموت.

كانت الفكرة من ابن عمي ورفيقي محمود العارضة، لأننا كنا نعلم أن الاحتلال قد يحرمنا من تلك اللحظة إلى الأبد.”

في الليلة الأولى بعد تحرره، لم يجد العارضة راحته في السرير الذي أعدّته له والدته، فقد انتظر 23 عامًا ليضع رأسه بجوارها، كما كان يفعل طفلًا.

وفي صباح اليوم التالي، خرج إلى أراضي بلدته، كأنه يتلمس الحرية بيديه، غير مصدّق أن المساحة التي يقف فيها الآن ليست زنزانة ضيقة، بل سماء مفتوحة بلا أسوار.

توقفت عيناه عند شجرة لوز، فقطف منها ثمرة صغيرة لم يكتمل نضجها، لكنه وجد فيها أشهى طعم ذاقه منذ أكثر من عقدين، قائلاً: “هذه أول حبة لوز أكلها منذ 23 عامًا، طعمها لا يشبه أي شيء آخر.”

بعد إعادة اعتقاله، دفع العارضة ثمن كسر القيد، حيث قضى سنوات في العزل الانفرادي، تعرض خلالها للضرب والتنكيل اليومي، دون أن يُسمح له بتلقي العلاج. لم يكن الاحتلال يكتفي بتقييد جسده، بل مارس ضده حربًا نفسية شرسة، حرمانًا من النوم، تفتيشات ليلية، وتعمد إذلال الأسرى في كل تفاصيل حياتهم اليومية.

ورغم ذلك، لم ينكسر العارضة، بل حول سنواته في الأسر إلى رحلة علم وصمود، حيث حصل على درجتي البكالوريوس والماجستير، ليؤكد أن السجن لا يقوى على كسر الإرادة.

اليوم، يعود العارضة إلى حياته الأولى فلاحًا في أرضه، يحمل معوله بدلًا من القيود، يقف على ترابه بدلًا من زنزانته.

لم يكن السجن سوى محطة، ولم يكن العزل سوى اختبار لصبره. واليوم، بعد كل ما مرّ به، يقف شامخًا، مؤمنًا أن الحرية حق يُنتزع، لا منحة تُوهب.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

قصف إسرائيلي على صحنايا بريف دمشق

قصف إسرائيلي على صحنايا بريف دمشق

دمشق - المركز الفلسطيني للإعلام شنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي -اليوم الأربعاء - عدة غارات على صحنايا في ريف دمشق، بالتزامن مع عملية أمنية ضد...