عاجل

الجمعة 02/مايو/2025

الشهادة تليق بهم.. انتصار المقاومة بفلسطين مجبول بدماء الضيف ورفاقه

الشهادة تليق بهم.. انتصار المقاومة بفلسطين مجبول بدماء الضيف ورفاقه

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

لم تكن من كلماتٍ أبلغ في رحيل القائد الشهيد الكبير محمد الضيف ورفاقه الشهداء الكبار، بأنّ الشهادة في سبيل الله هي ما يليق بمثلهم.. حيث قالها الملثم بكل عزةٍ وافتخار: “هذا ما يليقُ بقائدنا محمد الضــيف، الذي أرهق الاحتلال لأكثر من 30 عاماً”..

هم أولئك الرجال الرجال، الذين لن تعرف الدنيا مثيلا لهم إلا من سار على طريقهم في دروب الفداء والتضحية وبذل الغالي والنفيسي في طريق القدس وطوفان الأقصى لتحرير الأمّة من العبودية قبل تحرير الأقصى والقدس من الاحتلال الغاشم.

وتختصر والدة زوجته الوصف والحال وهي التي عاشرته وخبرته فلم تجد سوى أنّه: “لن أرى في حياتي رجلاً مثله”.

وأكد أستاذ الشريعة الإسلامية الدكتور أحمد الشحروري، في تصريحاتٍ رصدها المركز الفلسطيني للإعلام: أنّ النصر الذي تحقق في غزة وفلسطين كتبه قادة المقاومة السياسيين والعسكريين بدمائهم وعلى رأسهم القائد الشهيد محمد الضيف.

وقال الشحروري: في خطاب أبي عبيدة أمس الخميس إعلان نصر عزّ نظيره فيما نرى أو نسمع، نصر كتبه قادة المقاومة السياسيون والعسكريون بدمائهم الغالية، وهم الذين تركوا كلمات مسجلة خالدة من بعدهم يعدّون فيها الموت على الفراش هزيمة ويتمنون الشهادة في سبيل الله على يد أعدائهم، فنالوها مقبلين غير مدبرين، متصدرين صفوف جيشهم فاتحين صدورهم للخلود، لا يختبئون كما كان الجرذ النتن يختبئ كلما سمع صفارة إنذار فوق رأسه العفن.

وأضاف “ليهنكم يا أهل غزة نصركم الذي جُبِل بدماء القادة العظماء فإنه أغلى النصر ثمنا وأثبته على الأرض قدما وأجدره من بين ادعاءات العز والتمكين تصديقا، ورحم الله شهداءنا الأبرار، وثبّت الله المجاهدين على دربهم وزادهم نصرا وهيبة في نفوس الأصدقاء والأعداء، وعوّضنا عن دماء شهدائنا فتحا مبينا قريبا لبيت المقدس وما حولها”.

بدوره، قال بلال نزال ريان: عن قائدنا الكبير أبو خالد محمد الضيف رحمه الله وأعلى مقامه في جنات النعيم، عند استشهاد زوجته وأطفاله، رأيته جبلًا من الصبر والثبات، رغم أن الألم كان يعتصر قلبه على فقدهم. كان يذكرهم دائمًا، ويكتم في قلبه شوقًا عظيمًا إليهم. حدثني مرة أنه كان مترددًا كثيرًا في الزواج قبل ذلك، خوفًا من أن يُرهق من سترافقه في هذا الدرب الطويل.

وتابع ريان بالقول: رأيت أيضًا صبره العجيب وقوة تحمله الأعجب، فقد كان أكثر ما يؤلمه هو ألم العمود الفقري، لكنه تحمّله بثبات، رافضًا أخذ المسكنات تمامًا، على عكسي، حيث كنت أتناولها صباحًا ومساءً.

ولفت إلى أنّ إصابته كانت الأساسية في العين اليمنى والفقرات السفلية من العمود الفقري، مما تسبب له بآلام شديدة وعجز في الأطراف السفلية. ورغم ذلك، كان يمارس مهامه التنظيمية بأدق التفاصيل، دون أن يضعف عزيمته.

وتابع منشوره بالقول: أخبرني ذات مرة أن العدو قد حصل على بعض المعلومات عن حالته الصحية، لكنهم لم يتوقفوا عن نشر الإشاعات بهدف التضليل وجمع المعلومات. فتارةً يدّعون أنه مشلول، وتارةً أخرى يزعمون أنه مبتور القدمين، وهكذا.

وأورد له صورة، قال عنها: “بالمناسبة، هذه أجمل صورة لأبي خالد قبل أن تُنهكه الإصابة ويتراجع وزنه بشكل كبير في السنوات الأخيرة”.

الصحفي تامر المسحال استذكر محمد الضيف في مشاهد “ما خفي أعظم”، وأعاد كلمات الشهيد القائد الكبير: ” ولي في هذه الأرض آلاف البذور، بهذه الكلمات تحدث قائد أركان كتائب القسام محمد الضيف أثناء الإعداد لعملية طوفان الأقصى قبل السابع من أكتوبر حيث أعلن اليوم الناطق باسم القسام استشهاده مع عدد من قادة القسام خلال الحرب.

أما الدكتور حمود النوفلي، فقال: رحلت هذه الكوكبة التقية الرضية، كوكبة كانت غير معروفة الشكل عند أهل الأرض ولكن كانت معروفة في السماء، نعم فقد عبدوا الطريق نحو القدس، وجهزوا الرجال، واليوم نحن ننتشي بالنصر الذي صنعوه لنا ثم ارتقوا للبرزخ ليعبروا للجنة بلا حساب. هنيئا لهم الشهادة.

ونعت القائد الشهيد محمد الضيف ورفاقه المساجد في فلسطين والعالم العربي والإسلامي كأحد رموز التضحية التي سيخلدها التاريخ بمداد من ذهب في صفحات الخالدين.

وعلى الرغم من الحزن الكبير الذي عمّ العالمين العربي والإسلامي وأحرار العالم، إلا أنّ التفاؤل بأنّ حركات المقاومة في فلسطين كما هي على العهد ولادةٌ بالقادة والرجال الذين يحملون بيارق النصر ومشاعل الحق ويكملون المسيرة حتى تحرير الأسرى والمسرى والأوطان من البحر إلى النهر.

الصحفي أحمد منصور قال: إنّ حركة حماس تتميز بأنها حركة ولادة للقيادات، فمنذ استشهاد مؤسسها وزعيمها الشيخ احمد ياسين وحتى القائد محمد الضيف وثلة القادة معه لم يلحظ أحد فراغا في القيادة أو تراجعا في الأداء، وربما تكون حركة التحرير الوحيدة في العالم التي تتميز بذلك لأسباب كثيرة، على رأسها صلابة المنهج ووحدة الصف، وقوة العقيدة.

وأعلن الناطق باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أبو عبيدة، رسميًّا استشهاد قائد أركان الكتائب القائد محمد الضيف، وعدد من أعضاء المجلس العسكري.

وقال أبو عبيدة في كلمة مصورة مساء الخميس: بكل آيات الشموخ والكبرياء والافتخار، وبعد استكمال كل الإجراءات اللازمة والتعامل مع كل المحاذير الأمنية التي تفرضها ظروف المعركة والميدان، وبعد إجراء التحقق اللازم واتخاذ كافة التدابير ذات الصلة، فإن كتائب الشهيد عز الدين القسام تزف إلى أبناء شعبنا العظيم، وإلى أمتنا، ولكل أنصار الحرية والمقاومة في العالم، استشهاد ثلة من المجاهدين الكبار والقادة الأبطال من أعضاء المجلس العسكري العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام:

شهيد الأمة الكبير القائد محمد الضيف (أبو خالد) قائد هيئة أركان كتائب القسام.

القائد الكبير الشهيد مروان عيسى (أبو البراء) نائب قائد أركان كتائب القسام.

القائد المجاهد الشهيد غازي أبو طماعة (أبو موسى) قائد ركن الأسلحة والخدمات القتالية.

القائد المجاهد البطل رائد ثابت (أبو محمد) قائد ركن القوى البشرية.

القائد المجاهد البطل رافع سلامة (أبو محمد) قائد لواء خان يونس.

وأضاف أبو عبيدة: كنا قد أعلنا خلال المعركة أيضًا عن استشهاد القائدين المجاهدين:

أحمد الغندور (أبو أنس) قائد لواء الشمال.

أيمن نوفل (أبو أحمد) قائد لواء الوسطى.

رحمهم الله ورضوانه عليهم، وسلام على أرواحهم الطاهرة، وعلى كل أرواح شهداء شعبنا.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

إسرائيل تقصف محيط القصر الرئاسي في دمشق

إسرائيل تقصف محيط القصر الرئاسي في دمشق

دمشق - المركز الفلسطيني للإعلام شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي - الجمعة- عدوانًا على سوريا، واستهدفت محيط القصر الرئاسي في دمشق، في تصعيد لسياسة...