الأربعاء 30/أبريل/2025

الطوفان.. شهادة حية على فصل جديد من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي

الطوفان.. شهادة حية على فصل جديد من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

في حلقة استثنائية من برنامج “ما خفي أعظم”، التي بثتها قناة الجزيرة، كشف تحقيق “الطوفان” الذي أعده الإعلامي تامر المسحال عن تفاصيل غير مسبوقة حول العملية العسكرية الاستباقية التي نفذتها كتائب القسام يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ضد فرقة غزة في جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وتضمن التحقيق مشاهد حصرية كشفت عنها كتائب القسام لأول مرة، توثق مراحل التخطيط لعملية “طوفان الأقصى” وما بعدها، وذلك منذ انعقاد القيادة العسكرية وحتى لحظة التنفيذ.

الضيف يوقع وثيقة الطوفان

كما أظهر التحقيق لقطات نادرة تظهر القائد العام لكتائب القسام، محمد الضيف، بصورة كاملة وهو واقف على قدميه داخل غرفة العمليات العسكرية، يضع اللمسات الأخيرة على خطة الهجوم.

وقال الضيف مخاطبًا قادة العمليات: “علينا أن نغير مجرى التاريخ، ليكون لنا السبق في هذه المرحلة ونحقق يومًا من أيام الله تُرفع فيه الرايات”.

وعرض تحقيق “الطوفان” وثيقة سرية لأمر العمليات الذي أصدره محمد الضيف قبل يومين من عملية طوفان الأقصى. وتسرد الوثيقة تفاصيل أوامر العملية صباح السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وتحدد ساعة الصفر (عند الساعة 6:30 صباحًا بالتوقيت المحلي لقطاع غزة).

وأظهرت لقطات مصورة محمد الضيف، وهو يحدد المواقع العسكرية الإسرائيلية المستهدفة، والتي شملت قواعد عسكرية إسرائيلية رئيسية عليها مثل “يفتاح” و”ناحل عوز” و”كيسوفيم.

عمق التخطيط للطوفان

وكشف التحقيق عن عمق التخطيط الذي ميز عملية “طوفان الأقصى”، والتي ما زالت تداعياتها تهز أركان الاحتلال الإسرائيلي، حيث بث التحقيق لقطات حصرية أخرى كشفت عنها كتائب القسام، توثق عملية رصد دقيق لكامل الحدود قبل السابع من أكتوبر.

وبث أيضًا مشاهد لعمليات رصد كتائب القسام، شملت عملية رصد الضابط الأسير لديها حاليًّا آساف حمامي قائد اللواء الجنوبي في فرقة غزة. وكشفت اللقطات سيطرة أفراد القسام على كتيبة دبابات وآليات لجيش الاحتلال الإسرائيلي خلال هجوم السابع من أكتوبر.

واستعرض التحقيق تفاصيل يوم 7 أكتوبر، الذي شهد هجوماً مفاجئاً ومعقداً من قبل كتائب القسام على مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية في غلاف غزة. واختراق السياج الفاصل بين غزة والأراضي المحتلة، وتنفيذ هجمات متزامنة برية وبحرية وجوية.

وأظهرت لقطات حصرية لمقاتلي القسام وهم يقتحمون قاعدة عسكرية إسرائيلية وتسيطرون على دبابات وآليات عسكرية تابعة لجيش الاحتلال، كما وثق البرنامج مشاهد لجثث جنود إسرائيليين قتلوا خلال الاشتباكات، بالإضافة إلى لقطات نادرة لعملية تفجير عبوات ناسفة زرعها مقاتلو القسام لاستهداف الآليات العسكرية الإسرائيلية.

وفي الساعات الأولى من الهجوم، تمكن آلاف المقاتلين من اجتياز السياج الفاصل بين غزة والمناطق المحتلة، ووثق التحقيق مشاهد لمقاتلي القسام من داخل أنفاقهم، حيث قاموا بنصب العبوات الناسفة وتفجير الآليات الإسرائيلية. كما عرض لقطات لمقاتلي النخبة وهم يستولون على ناقلة الجند الإسرائيلية “النمر”.

ووفقًا للتحقيق، فإن العملية أسفرت عن مقتل المئات من الجنود والضباط الإسرائيليين، وأسر نحو 250 شخصًا، وكانت العملية بمثابة صدمة تاريخية لإسرائيل، سياسيًا وعسكريًا.

لغز كيبوتس بئيري

كما عرض التحقيق شهادة حصرية لأحد مقاتلي القسام الذين شاركوا في اقتحام “كيبوتس بئيري” في السابع من أكتوبر 2023، روى فيها تفاصيل الاشتباكات داخل الكيبوتس، مؤكداً أن المقاتلين حافظوا على حياة المدنيين ولم يقاتلوا إلا من اشتبك معهم.

كما كشف المقاتلون عن تفاصيل عملية أسر الجنود الإسرائيليين، والتي تمت وفق خطة مستقلة للتأمين، وأشار أحد المقاتلين إلى أن عدد الأسرى كان كبيراً، مما استدعى تعزيزات إسرائيلية مكثفة، أدت إلى قصف عنيف للكيبوتس وتدميره بالكامل.

وأشار التحقيق إلى أن عملية “طوفان الأقصى” كانت نتاج خداع إستراتيجي معقد، حيث تمكنت كتائب القسام من إيهام إسرائيل بأنها لن ترد على التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية وغزة.

السنوار يقود المعركة

وبث التحقيق لقطات حصرية ليحيى السنوار قائد حركة حماس أثناء قيادته معركة طوفان الأقصى قبل استشهاده. وأظهرت اللقطات أن السنوار كان فوق الأرض، يقود عمليات المقاومة ضد قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي المتوغلة في رفح ومناطق أخرى.

كما أظهرت اللقطات المصورة يحيى السنوار وهو يتنقل في أكثر من منطقة بين الكمائن، ويرفع معنويات المقاتلين من كتائب القسام. كما بيَّنت السنوار، وهو يجلس أثناء التخطيط لتنفيذ عمليات مع قائد كتيبة تل السلطان في رفح محمود حمدان الذي استشهد معه في رفح.

اللقطات بيَّنت أيضًا يحيى السنوار في الخطوط الأمامية، وهو ينظر إلى آلية إسرائيلية تم استهدافها وإعطابها في حي تل السلطان برفح.

ضربة استباقية

وقال عز الدين الحداد أحد أبرز أعضاء المجلس العسكري العام لكتائب القسام، وقائد لواء غزة إن معلومات استولت عليها حماس كشفت خطط قوات الاحتلال الإسرائيلي وتوقيته لحرب مدمرة على قطاع غزة قبل عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/ تشرين الأول عام 2023.

وأضاف الحداد في مقابلة حصرية ببرنامج الجزيرة التحقيقي “ما خفي أعظم” الذي بثته قناة الجزيرة مساء أمس الجمعة، أن ركن الاستخبارات في القسام اخترق أحد خوادم الوحدة الاستخبارية 8200 الإسرائيلية واستولى على وثيقة خطيرة، مشيرا إلى أن الخطة الإسرائيلية كانت تقضي بهجوم جوي مباغت يشمل استهداف كل فصائل المقاومة يتبعه هجوم بري واسع ومدمر.

وأكد أن “القسام اعتمدت خطة خداع إستراتيجي للعدو وأوهمناه أننا ابتلعنا طعم التسهيلات، وتم وضع الإخوة في محور المقاومة في صورة توجهنا لعملية طوفان الأقصى واحتفظنا بساعة الصفر في أضيق دائرة”.

وشدد الحداد -الذي تتهمه إسرائيل بإعادة ترميم قدرات كتائب القسام في شمال قطاع غزة- على أن عملية طوفان الأقصى جاءت بعد فشل كل محاولاتنا لدفع الإرادة الدولية إلى لجم الاحتلال بحق القدس والأقصى والأسرى، وأكد أن فصائل المقاومة قدمت بطولات منقطعة النظير في ملحمة التصدي أمام عدوان لا مثيل له في التاريخ.

ورأى الحداد أن من أبرز معالم فشل العدو في طوفان الأقصى الاستقالات في المؤسسات العسكرية والاعترافات بالإخفاق الكبير، معتبرا أن الجدل داخل إسرائيل سيتصاعد عندما تتعمق التحقيقات وتتكشف معالم الهزيمة في قابل الأيام والشهور.

وقال إن مطالب المقاومة تتمثل في وقف العدوان والانسحاب من قطاع غزة والإفراج عن الأسرى ورفع الحصار والإعمار، مشددا على أنه لن يكون أمام الاحتلال المستقوي بأميركا والغرب، على حد وصفه، إلا أن ينصاع لهذه المطالب العادلة في نهاية مراحل التفاوض على وقف إطلاق النار الدائم في غزة.

وعن تفاصيل عمليات الأسر وتأمين الأسرى في ظل حرب الإبادة على غزة التي شنها الجيش الإسرائيلي على مدى أكثر من 15 شهرا، قال الحداد “قمنا بتأمين عمليات الأسر ضمن مسارات مُعدة مسبقا بعيدا عن أعين الاحتلال وتقنياته المتطورة”.

وأضاف “كان توجيهنا بحسن معاملة الأسرى وفق تعاليم الإسلام. وحرصنا على حياة أسرى العدو ومعاملتهم معاملة حسنة.. وفي المقابل قرر عدوّنا قتلهم منذ اليوم الأول، واستمر في قتلهم حتى يومنا هذا”.

سردية حماس

ويقول الكاتب السياسي علي أبو رزق إن التحقيق الذي بثته الجزيرة حمل رواية حماس وسرديتها حول معركة طوفان الأقصى وأسبابها على لسان قادتها.

وفي قراءته لما بث من مشاهد، قال إن تاريخ طوفان الأقصى لم يكن السابع من أكتوبر، حيث يظهر في الوثيقة المنشورة أن هناك تعديلاً واضحا على التاريخ، “ويبدو أن تقديم الموعد جاء لتحقيق الضربة الاستباقية بعد وصول المعلومة الاستخباراتية عن ضربة إسرائيلية قوية ومباغتة”.

وأضاف: “هناك ثمن كبير على إسرائيل دفعه مقابل قائد فرقة غزة اللواء آساف حمامي، الذي أشير له قبل العملية وأثناءها وبعدها وهذا أكبر رتبة عسكرية يتم أسرها منذ بداية الصراع”.

وشدد على أن المعطيات تؤكد أن قرار الطوفان “فلسطيني بامتياز، فرغم علم قادة المحور بنية الكتائب تدشين هجوم كبير فإن ساعة الصفر ظلت فلسطينية بامتياز وفي أضيق نطاق ممكن”.

وبين أن كل المعطيات التي عرضها تحقيق الطوفان تؤكد أن القرار مهاجمة فرقة غزة “لم يكن أحمقاً ولا متهورا بل كان قراراً دفاعيا بامتياز وليس قراراً هجوميا، وذلك نتيجة الوصول لمعلومات استخباراتية مؤكدة عن نية إسرائيل شن حرب برية واسعة على غزة”.

ولفت إلى أهمية توظيف ما جاء في التحقيق والذي يدعم السردية الفلسطينية عن الادعاءات الإسرائيلية الكاذبة بشأن المجازر ضد المستوطنين والاغتصابات وقطع رؤوس الأطفال، إذ التزم المقاتل الفلسطيني بأقصى الحدود الأخلاقية للمعركة.

كما أشار إلى أن قائد لواء غزة عزالدين، الحداد ظهر كقائد مسيّس وليس شخص عسكري تنفيذي فقط، وأرسل رسالة مفادها أنهم يقاتلون للحصول على حقهم في دولة فلسطينية حرة ومستقلة ولا يقاتلون لأجل القتال والفناء فقط، بل لتحقيق هدف وطموح سياسي مستحق.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

حملة دهم واعتقالات في الضفة

حملة دهم واعتقالات في الضفة

الخليل- المركز الفلسطيني للإعلام شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر الأربعاء، حملة اقتحامات في مناطق متفرقة من الضفة الغربية، تخللتها اعتقالات بعد...