بيت لاهيا بين الركام والألم .. منطقة منكوبة تنتظر الإغاثة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
بينما تتجول في شوارع بيت لاهيا، لن ترى سوى ركام المنازل ومشاهد الحطام التي تحكي قصة مدينة كانت تنبض بالحياة. أصوات العصافير التي كانت تملأ صباحات المدينة صمتت، واستبدلت بأصوات البكاء والاستغاثات. سكان البلدة، الذين كانوا يعتمدون على الأرض والماء كمصدر رزقهم، وجدوا أنفسهم بين ليلة وضحاها بلا مأوى ولا مصدر للحياة.
أحد السكان، الحاج إبراهيم أبو عودة (65 عامًا)، يجلس أمام منزله المدمر ويقول: “كل شيء ضاع. سنوات من التعب لبناء بيت يأوينا، واليوم نحن في الشارع. أطفالنا يسألون أين سننام، ولا نملك إجابة”.
وفي زاوية أخرى، قالت أم محمد، وهي أم لخمسة أطفال، “لم يبقَ شيء لنا. بالكاد نستطيع إطعام أطفالنا. لا ماء، ولا كهرباء، ولا طعام. حتى المستشفيات دُمِّرت… إلى أين نذهب؟”.
وعاد جزء من سكان البلدة إليها في أعقاب وقف إطلاق النار، ممن لم ينزحوا جنوباً، في حين ينتظر الآخرون السبت المقبل العودة من الجنوب في إطار الاتفاق المبرم.
دمار واسع النطاق ومعاناة إنسانية
وفي تصريحات أدلى بها رئيس بلدية بيت لاهيا، الدكتور علاء العطار، أكد أن البلدة أصبحت منطقة منكوبة بالكامل، حيث دُمِّرت 95% من المنازل، مما جعلها غير صالحة للسكن. وأضاف الدكتور العطار أن أكثر من 100 ألف مواطن باتوا بلا مأوى. “الدمار هنا شامل، ولا يوجد بيت إلا وتضرر أو سُوي بالأرض”، قال العطار.
أزمة المياه والغذاء
وأوضح العطار أن 80% من آبار المياه في البلدة دُمِّرت بالكامل، مما جعل السكان يعانون من أزمة حادة في الحصول على مياه الشرب النظيفة. كما أشار إلى انعدام الأمن الغذائي نتيجة تجريف الأراضي الزراعية، التي كانت تمثل شريان الحياة للسكان.
القطاع الصحي ينهار
الوضع الصحي في بيت لاهيا أصبح مأساوياً، حيث أكد العطار تدمير مستشفى كمال عدوان بالكامل وإحراق المستشفى الإندونيسي، مما أدى إلى حرمان الآلاف من الرعاية الصحية في وقت هم بأمس الحاجة إليها. بالإضافة إلى ذلك، تم تدمير 23 آلية تابعة للقطاع الصحي، مما جعل الاستجابة لحالات الطوارئ شبه مستحيلة.
صرخة استغاثة للعالم
وبعيون ملؤها الحزن، أطلق الدكتور العطار نداءً عاجلاً إلى المجتمع الدولي: “بيت لاهيا أصبحت مدينة منكوبة، ولا يمكن للسكان أن يواجهوا هذه الكارثة بمفردهم. نحن بحاجة ماسة إلى تدخل فوري لإعادة بناء المنازل، إصلاح البنية التحتية، وتأمين الغذاء والمياه للأسر المشردة.”
اليوم، تقف بيت لاهيا شاهدة على حجم المأساة، حيث غابت عنها مظاهر الحياة لتحل مكانها ملامح الحزن واليأس. بين الدمار المتراكم ووجوه الناس المنهكة، تتجلى صرخة شعب ينتظر العالم لمد يد العون في محنته الكبرى.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

إعلام الأسرى: الأسير القائد حسن سلامة يتعرض لتعذيب ممنهج
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام كشف مكتب إعلام الأسرى (حقوقي مستقل) عن "تعرض الأسير القائد حسن سلامة لتعذيب ممنهج داخل زنازين العزل في سجن مجدو،...

قاض أميركي يأمر بالإفراج عن الطالب الفلسطيني محسن مهداوي
المركز الفلسطيني للإعلام أمر قاض فدرالي أميركي، اليوم الأربعاء، أمرا بالإفراج عن محسن مهداوي، الطالب الفلسطيني الذي اعتُقل هذا الشهر أثناء حضوره...

حماس تدعو إلى مواصلة الحراك العالمي تضامناً مع غزة وضدّ العدوان الصهيوني
المركز الفلسطيني للإعلام دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) جماهير أمتنا العربية والإسلامية والأحرار في العالم إلى مواصلة الحراك الجماهيري العالمي،...

قصف إسرائيلي على صحنايا بريف دمشق
دمشق - المركز الفلسطيني للإعلام شنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي -اليوم الأربعاء - عدة غارات على صحنايا في ريف دمشق، بالتزامن مع عملية أمنية ضد...

حرائق كبيرة في إسرائيل والسلطة تعرض المساعدة
المركز الفلسطيني للإعلام اندلعت حرائق كبيرة في كيان الاحتلال الصهيوني، اليوم الأربعاء، وفشلت السلطات المحتلة في السيطرة عليه، في حين عرضت السلطة...

الاحتلال يصيب طفلاً في جنين وينصب بوابات حديدية جنوبي الأقصى
جنين - المركز الفلسطيني للإعلام أصيب طفل، اليوم الأربعاء، برصاص قوات جيش الاحتلال في جنين شمالي الضفة الغربية، فيما نصب الاحتلال حواجز عسكرية في...

أوكسفام وشبكة المنظمات الأهلية: مخازن المواد الغذائية نفدت تماما
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أكدت منظمة "أوكسفام"، وشبكة المنظمات الأهلية في غزة تزايد الأوضاع الإنسانية في القطاع صعوبة بشكل كبير منذ 2 مارس/آذار...