رفح.. مدينة تغرق في الدمار وتبحث عن الحياة

رفح – المركز الفلسطيني للإعلام
رفح، المدينة التي لطالما حملت عنوان الصمود والجمال، أصبحت اليوم وجهًا آخر للحرب والدمار.
القصف الإسرائيلي حوّل أحياءها المزدهرة إلى أكوام من الركام، وترك شوارعها خاوية إلا من ذكريات من عاشوا فيها.
مع كل مشهد من مشاهد الدمار، ترتفع أسئلة سكانها الموجوعين: كيف يمكن لمدينة كانت مليئة بالحياة أن تتحول إلى هذا الخراب؟ وهل تحمل الغيوم العناوين والذكريات لمن فقدوا كل شيء؟
مدينة منكوبة بلا مقومات للحياة
الوضع في رفح تجاوز كل وصف، المدينة التي كانت تحتضن آلاف العائلات، باتت مكانًا لا يصلح للحياة.
كل مقومات الحياة دُمرت بالكامل، من شبكات المياه والكهرباء إلى البنية التحتية الأساسية.
المشهد على الأرض يشير إلى كارثة إنسانية، حيث باتت العائلات الناجية مشردة بلا مأوى، تبحث عن الأمن والاستقرار وسط بحر من الدمار.
رئيس بلدية رفح، أحمد الصوفي، أعلن رسميًا أن رفح مدينة منكوبة، مؤكدًا أن حجم الأضرار يتخطى قدرات أي جهة محلية على التعامل معه. فالمدينة لم تعد تمتلك الحد الأدنى من الخدمات الأساسية، في وقت يعاني فيه السكان من نقص حاد في المياه والغذاء والمأوى.
قصص من تحت الأنقاض
داخل الأحياء التي كانت تعج بالحياة، أصبحت المشاهد تروي قصصًا لا تحتملها الكلمات.
في مكان كان يومًا ما منزلًا لعائلة كبيرة، يقف الناجون وسط الركام، يحاولون البحث عن أثر لذكرياتهم التي دفنت تحت الحجارة.
أم محمد أبو شعيرة، واحدة من الناجين، كانت قد فقدت منزلها في حي تل السلطان وأصبحت تعيش مع أطفالها الخمسة بلا مأوى.
شعور الخوف الذي يسكن عيون أطفالها لا يقل ألمًا عن فقدانها لكل ما تملك.
الحاج إبراهيم الدبش، الذي عاش عقودًا طويلة في المدينة، وصف المشهد كأنه نهاية للعالم. فالمباني التي كانت تُعتبر معالم للمدينة لم تعد موجودة، والشوارع التي طالما ضجت بالضحكات تحولت إلى صمت ثقيل يحمل رائحة الدمار والموت.
دعوات عاجلة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه
الأزمة في رفح تتطلب استجابة عاجلة من المجتمع الدولي. احتياجات السكان تفوق أي تصور؛ من المأوى والغذاء إلى توفير مياه نظيفة وخدمات طبية أساسية.
البلدية ناشدت المؤسسات الدولية التحرك سريعًا لإطلاق خطة طوارئ شاملة تهدف إلى إعادة بناء المدينة، ومعالجة الجروح العميقة التي تركتها الحرب.
صمود رغم الدمار
وعلى الرغم من كل ما حل برفح، لا يزال أهلها يتمسكون بالأمل، فقد أفاد مراسلنا بأن شباب المدينة يعملون بجهد لإزالة الركام ومساعدة المتضررين، في محاولة لإعادة جزء بسيط من الحياة إلى مدينتهم.
وسط كل هذا الظلام، هناك قناعة مشتركة بأن رفح ستنهض من جديد، كما فعلت دائمًا عبر تاريخها الطويل.
رفح اليوم ليست مجرد مدينة دُمرت، بل قصة نضال شعب يقاوم الموت بالحياة. كل حجر مهدوم وكل شارع مدمر يروي قصة الألم، لكنه يحمل أيضًا رسالة صمود. رفح ستعود كما كانت، حاضنة للأمل والحياة، رغم كل المحاولات لطمس وجودها.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

القسام يبث تسجيلا لأسير إسرائيلي بعد نجاته من قصف قبل أسابيع
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام نشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، السبت، تسجيلا مصورا لأسير إسرائيلي قال فيه، إنه يحمل الرقم 24، وإنه...

مستوطنون يحتجزون 3 صحفيين في رام الله
الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلاماحتجز مستوطنون، اليوم السبت، ثلاثة صحفيين وناشطا في قرية المغير شمال شرق رام الله، فيما اعتقلت قوات الاحتلال...

362 عملاً مقاوماً في الضفة والقدس خلال إبريل
الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلامتواصلت أعمال المقاومة في الضفة الغربية والقدس المحتلة، ضد قوات الاحتلال ومستوطنيه خلال شهر إبريل/نيسان...

المجاعة تتفشى بمستويات كارثية والأورومتوسطي يوثق ارتفاعًا حادًا في معدلات الوفاة الطبيعية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام وثق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان ارتفاعًا حادًّا في معدلات الوفاة الطبيعية بين البالغين من سكان قطاع غزة، إلى...

مستشفى الكويت برفح: المخزون الطبي لدينا يكفي لأسبوع واحد فقط
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام حذّر مستشفى الكويت التخصصي في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، اليوم السبت، من توقف عملياته معلنا أن المخزون الطبي لديه "يكفي...

77 شهيدا و275 جريحا في غزة خلال 48 ساعة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفادت وزارة الصحة بغزة، اليوم السبت، بأن مستشفيات القطاع استقبلت 77 شهيدا، و275 جريحا وذلك خلال 48 الساعة الماضية...

ألبانيزي: تجويع الفلسطينيين عار على الضمير العالمي
نيويورك - المركز الفلسطيني للإعلام استنكرت مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية فرانشيسكا ألبانيزي مواصلة الاحتلال...