الجمعة 02/مايو/2025

غزة لا تنكسر .. التفاف جماهيري حول المقاومة يفضح فشل إسرائيل

غزة لا تنكسر .. التفاف جماهيري حول المقاومة يفضح فشل إسرائيل

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

على مدار 470 يوماً من الإبادة الجماعية في قطاع غزة، حاولت إسرائيل كي الوعي الجمعي، وضرب الحاضنة الشعبية للمقاومة، عن طريق إيقاع أكبر ضرر ممكن، وهو الذي ترجمته عن طريق جرائم لم يشهدها التاريخ المعاصر، إلا أن الساعات الأولى لبدء وقف إطلاق النار كشف عن الفشل.

فما إن دخلت الساعة الثامنة والنصف صباحا حتى تقاطر الغزيون حاملين همومهم إلى الشوارع، فرحا وابتهاجا بانتهاء حرب الإبادة، مطلقين هتافات داعمة للمقاومة الفلسطينية وعلى رأسها كتائب القسام.

وما أن تمر سيارات المقاومة الفلسطينية حتى تبدأ الجموع الهادرة بتوجيه التحيات والهتافات الحماسية، “حطوا السيف قبال السيف كلنا رجال محمد الضيف”.

وحمل المواطنون اعلام فلسطين ورايات حركة حماس، معبرين عن التفافهم حول خيار المقاومة كخيار وحيد لاسترداد الحقوق، رغم الثمن الباهظ.

مقاتلون من كتائب القسام يجوبون عبر سيارت عسكرية شوارع مدن قطاع غزة، وكلهم ثبات وكان واضحا أن 15 شهراً من الإبادة والجرائم لم تكسر شوكة المقاومين، ولم تفض الجماهير عنهم.

إسرائيل حاولت بصلفها وإرهابها أن تكسر شوكة الفلسطينيين وتؤلبهم على المقاومة وهو ما فشل، حيث قالت وسائل إعلام عبرية في تعليق لها على المشاهد الواردة من غزة: “هذا هو الفشل”.

وقال موقع Middle East Eye البريطاني إن دولة الاحتلال الإسرائيلي دمرت الحياة في غزة لكنها بعيدة كل البعد عن الانتصار، وأن نقاط الضعف التي كشف عنها هجوم طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول تفاقمت بسبب سلوك الاحتلال في الحرب.

وأبرز الموقع أنه بعد 15 شهراً من القصف المتواصل الذي تسبب في موت وتدمير غير مسبوق في غزة، يجمع المحللون على أن دولة الاحتلال بعيدة كل البعد عن الانتصار.

ورغم قوتها النارية الساحقة ودعمها الدولي، فشلت “إسرائيل” في تحقيق العديد من أهدافها الرئيسية للحرب التي بدأت في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 بعد هجوم طوفان الأقصى.

يقول المحللان سامي عرابي وأمير مخول إن هذا الفشل، إلى جانب التكلفة البشرية الهائلة في غزة، يكشف عن أزمة أعمق داخل الاستراتيجيات العسكرية والسياسية لإسرائيل.

وقد كان السابع من أكتوبر/تشرين الأول فشلاً استراتيجياً وعسكرياً واستخباراتياً هائلاً بالنسبة لإسرائيل، وهو الفشل الذي كانت قواتها المسلحة عازمة على التعويض عنه.

ومع ذلك، فإن العمليات العسكرية الإسرائيلية لم تؤد إلا إلى تفاقم هذه نقاط الضعف، وليس تعزيزها، في كثير من النواحي، كما يجمع المحللون.

وقال عرابي: “لقد أُجبرت “إسرائيل” على توقيع اتفاق مع الحركة التي قالت إنها جاءت لتدميرها واستئصالها واقتلاعها من جذورها. وهذا يعني أن الصورة التي تحطمت في السابع من أكتوبر لم يتم ترميمها حتى هذه اللحظة”.

وعند تقييم الحرب والتنبؤ بتداعياتها، لا يمكن تجاهل التكلفة البشرية الهائلة والدمار الهائل في غزة، كما يقول عرابي.

وأضاف أن “النقاش حول النجاح والفشل يجب أن يكون حذرا ومتحفظا إلى حد كبير، لأنه يجب أن يأخذ في الاعتبار التكلفة البشرية التي دفعت داخل غزة”.

وتابع “يمكننا القول إن الاحتلال لم يتمكن من تحقيق بعض أهدافه، لكننا لا نستطيع أن نتجاهل الدمار الهائل والتكلفة الإنسانية الباهظة التي فرضها على الفلسطينيين داخل غزة”.

يبرز مخول، أن “الشعب الفلسطيني دفع ثمنا باهظا للغاية لكنه لم يستسلم أمام الاحتلال”.

ويقول “إن “إسرائيل” لا تستطيع أن تدعي تحقيق أي شكل من أشكال النصر. بل على العكس من ذلك، هناك شعور داخلي داخل دولة الاحتلال بأنها هُزمت”.

إذ فشلت “إسرائيل” في تحقيق انتصارات استراتيجية أو عسكرية كبرى. والواقع أنه يمكن القول إن “إسرائيل” خسرت استراتيجيا، الأمر الذي جعلها في وضع أسوأ على الصعيدين العالمي والإقليمي مقارنة بوضعها في السادس من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

كما لم تحقق دولة الاحتلال الأهداف التي حددتها عند بدرب الحرب بما يشمل القضاء على المقاومة وإطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين بالقوة العسكرية.

وهناك إخفاقات أخرى في تحقيق أهداف غير معلنة أيضاً، مثل استعادة الردع، وطرد الفلسطينيين من غزة، واحتلال أجزاء من القطاع، بحسب المحللين.

وأوضح عرابي أن “الاحتلال الإسرائيلي فشل في تهجير الفلسطينيين خارج قطاع غزة، وفرض الاستيطان، وفرض احتلال عسكري طويل الأمد، والقضاء على حماس أو إيجاد بديل لحكمها”.

يذهب مخول إلى أبعد من ذلك، فيؤكد أن “إسرائيل” لم تفشل عسكرياً فحسب، بل أيضاً استراتيجياً، مع انهيار التحالفات السياسية وتشويه سمعتها الدولية.

لقد تآكلت التحالفات مع الدول العربية التي تشكلت خلال إدارة دونالد ترامب الأولى بسرعة، مما ترك “إسرائيل” مع عدد أقل من الحلفاء الإقليميين والدوليين.

ويؤكد مخول أن “الوزن الاستراتيجي لإسرائيل تراجع بشكل كبير على المستويين العربي والعالمي”.

ويقول المحللان إن تصرفات إسرائيل أدت أيضًا إلى تحول عميق في الإدراك العالمي.

فقد أصبح الدعم الغربي لإسرائيل، والذي لم يكن له أي اعتراض في السابق، موضع تساؤل الآن، مع تزايد الدعوات إلى المساءلة.

ويشير مخول إلى أن القضية الفلسطينية عادت بقوة إلى الأجندة الدولية، خاصة في ظل الانتهاكات الإسرائيلية للقانون الدولي.

ويكتب قائلاً: “إن القضية الفلسطينية أصبحت الآن في وضع استراتيجي قوي للغاية على الساحة العالمية”، مستشهداً بالحكم الأولي لمحكمة العدل الدولية الذي اتهم “إسرائيل” بارتكاب إبادة جماعية في غزة والضغوط الدولية المتزايدة على دولة الاحتلال.

وستضطر “إسرائيل” إلى مواجهة الشعب الفلسطيني وتبرير الحرب، وتسهيل إعادة إعمار غزة وإعادة بناء قدراتها، بحسب عرابي.

ومن بين التغييرات الرئيسية التي سيستغرق تقييمها بعض الوقت هو مدى تأثير هذه الحرب على تصور أعدائها لإسرائيل، وما إذا كانت الحرب ستعمل على الردع.

وتساءل عرابي: هل نجح الإسرائيليون في تغيير نظرة الشعب الفلسطيني إلى عدم جدوى المقاومة؟، ويرى أن تدمير غزة كان كارثيا، لكن رفض الاستسلام جعل من حماس رمزا للتحدي.

وسوف يشكل هذا، إلى جانب المعاناة الإنسانية، القوة الدافعة وراء النضال الفلسطيني الأوسع على المدى الطويل.

ويشدد على أن أهمية هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول، الذي كشف عن نقاط ضعف في قدرات إسرائيل الاستخباراتية والعسكرية، ستظل حاضرة إلى الأبد “إذ للمرة الأولى، أصبح من الممكن استهداف “إسرائيل” وخداعها وهزيمتها”.

ويعتقد أن هذا الأمر سيكون له آثار دائمة على مستقبل المقاومة الفلسطينية والأمن الإسرائيلي لسنوات قادمة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

إسرائيل تقصف محيط القصر الرئاسي في دمشق

إسرائيل تقصف محيط القصر الرئاسي في دمشق

دمشق - المركز الفلسطيني للإعلام شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي - الجمعة- عدوانًا على سوريا، واستهدفت محيط القصر الرئاسي في دمشق، في تصعيد لسياسة...