ازدواجية بايدن .. يعترف بقتل إسرائيل للفلسطينيين ويمدها بالأسلحة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

في اعتراف متأخر، أقر الرئيس الأمريكي جو بايدن بأن الاحتلال الإسرائيلي قتل عمدًا آلاف الفلسطينيين خلال عدوانه الوحشي على قطاع غزة، متجاهلاً أن هذا القتل تمّ بالأساس بالأسلحة الأميركية وبغطاء سياسي من البيت الأبيض.

وقال بايدن الذي يستعد لمغادرة موقعه خلال أيام، إن دولة الاحتلال الإسرائيلي كانت تقتل عمدا آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة.

وأوضح بايدن في تصريحات نشرتها قناة /MSNBC/ الأمريكية، أنه خلال الأيام الأولى من الحرب وبعد زيارته إسرائيل، قال لرئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “لا يمكنك قصف المجتمعات في غزة بهذه الطريقة العشوائية (طريقة المسح)، وكان رد نتنياهو: أنتم فعلتم ذلك في الحرب العالمية الثانية وأسقطتم قنبلة نووية على اليابان”.

"قال لي: لقد قصفتم برلين، وصممتم قنبلة نووية وقتلتم آلاف الأبرياء".. #بايدن يقول إن نتنياهو هاجمه عندما احتج على قصفه العشوائي لـ #غزة#حرب_غزة #فيديو pic.twitter.com/ymHnQw6uEI

— قناة الجزيرة (@AJArabic) January 17, 2025

كما أقر بايدن في تصريحات صحفية أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلنه عنه الأربعاء الماضي من الدوحة هو نفسه اتفاق مايو 2024، الذي رفض نتنياهو الالتزام به في حينه.

بايدن: إسرائيل وحماس توصلتا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار ونحن مصممون على إعادة كل الرهائن ووضعت أطر هذه الخطة في أيار 2024 وسأتحدث بشكل موسع عن اتفاق غزة قريباً.

بايدن وترامب يتسابقان لنسب النجاح في إحراز اتفاق #وقف_إطلاق_النار لنفسيهما، والواقع أنه لولا ضغط ترامب لما اوقف…

— Maryame Mohammed ZRIRA (@RaMaryame) January 15, 2025

الاعتراف المتأخر لبايدن، يعكس حجم التضليل والنفاق – بحسب خبراء – الذي مارسته الإدارة الأمريكية من خلال استمرار تزويدها إسرائيل بالأسلحة والقنابل القاتلة والمدمرة، وتعطيلها المتعد لكل قرارات وقف إطلاق النار في مجس الأمن، إلى جانب تحميلها المتكرر لحركة حماس مسؤولية تعطيل التوصل لاتفاق إطلاق نار وتبادل أسرى، رغم إعلان الأخيرة موافقتها على خطة بايدن بهذا الصدد.

يؤكد الكاتب السياسي إياد القرا، أن اعتراف بايدن المتأخر يمثل إدانة له ولإدارته ويؤكد أن الإبادة الإسرائيلية التي استمرت 15 شهرًا بدعم السلاح الأمريكي والغطاء السياسي الأمريكي، رغم علم البيت الأبيض أنها تقتل عشرات آلاف المدنيين وتستهدف المستشفيات دون مبرر، وهو ما يضع واشنطن في موقع الشريك المباشر في جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة.

بايدن الداعم الرئيسي للحرب على غزة يحاول ان يُبر~ نفسه من المشاركة بحرب الإبادة

بايدن: قلت لنتنياهو: "لا يمكنك قصف هذه المجتمعات بالقصف العشوائي“،
فقال… لقد فعلتم ذلك…

قلت: “لكن يا بيبي، لا يمكنك قصف هذه المجتمعات بالقصف العشوائي".

فقال لي: حسنًا، لقد فعلتم ذلك. لقد قصفتم… pic.twitter.com/Jqn6xLWOJF

— محمد سعيد 🇵🇸 (@MhmedPs) January 17, 2025

وأشار القرا في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” إلى أن لجوء القادة الأمريكيين والأوروبيين إلى الادلاء بتصريحات صريحة بعد مغادرة مناصبهم أو قبيل مغادرتها يعكس حجم النفاق الذي يمارسونه في السياسة وازدواجية المعايير التي ينتهجونها على حساب دماء آلاف الأبرياء.

وقال: نضع هذه التصريحات، ومعها الدعم الأمريكي المعلن بالسلاح والقنابل القاتلة، وبقرارات الفيتو التي عطلت قرارات وقف إطلاق النار في مجلس الأمن، وترهيب المحكمة الجنائية الدولية، أمام الرأي العام العالمي ومنظومات العدالة الدولية، ليعرفوا من هم المتورطين في قتل عشرات الآلاف من الأبرياء الفلسطينيين في أكبر مذبحة في العصر الحديث.

انتقاد بايدن العلني لنتنياهو لم يكن هو الأول خلال هذه الحرب، ففي يونيو الماضي ألمح الرئيس الأمريكي ضمنيًا إلى أن نتنياهو “أطال أمد الحرب في غزة من أجل مستقبله السياسي”.

مجرم الحرب #بايدن كان يعلم منذ البداية ان النتن ياهو يُبيد غزة ومع ذلك استمر بامداده بالقنابل وهاهو يعترف بهذا 👇🏼 pic.twitter.com/WCU8lXgzBs

— Samar D Jarrah (@SamarDJarrah) January 17, 2025

وقال في تصريح آخر إن “الرأي العام لديه كل الأسباب لاستنتاج أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يطيل أمد الحرب في غزة من أجل مستقبله السياسي”. ولكنه سرعان ما كان يتراجع عن هذه التصريحات ويؤيد المذبحة التي يرتكبها نتنياهو ويمده بالمزيد من القنابل لارتكاب المزيد من القتل.

العدوان مستمر بأسلحة أمريكية

المهم من وجهة نظر الفلسطينيين، أنه رغم انتقاد بايدن لسياسات القصف الإسرائيلية، تواصل واشنطن إمداد الاحتلال بالسلاح والدعم اللوجستي الذي مكّن إسرائيل من الاستمرار في قصف قطاع غزة بلا هوادة على مدار 470 يومًا. القصف استهدف المستشفيات، المنازل، المدارس، والملاجئ، محولاً المناطق السكنية إلى أطلال على رؤوس ساكنيها.

ورغم التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار في غزة يبدأ 19 يناير 2025، إلاّ أن نتنياهو لا يزال يهدد باحتمال استئناف الحرب بذرائع مختلفة بعد الحصول على المزيد من الأسلحة الأمريكية في عهد خليفة بايدن (دونالد ترامب).

بايدن: قلت لنتنياهو: "لا يمكنك قصف هذه المجتمعات بالقصف العشوائي“،
فقال… لقد فعلتم ذلك…

قلت: “لكن يا بيبي، لا يمكنك قصف هذه المجتمعات بالقصف العشوائي".

فقال لي: حسنًا، لقد فعلتم ذلك. لقد قصفتم برلين عشوائياً ولقد ألقيتم سلاحًا نوويًا، وقتلتم الآلاف من الأبرياء لأنكم اضطررتم… pic.twitter.com/qUnNc96uFC

— نظام المهداوي – Nezam Mahdawi (@NezamMahdawi) January 17, 2025

تصريحات بايدن المتأخرة وتناقضها الواضح مع الموقف الأمريكي، يثير تساؤلات حول مصداقية الولايات المتحدة في التوسط لتحقيق السلام أو التزامها بحقوق الإنسان.

إبادة جماعية بأرقام صادمة

أدت الحرب إلى استشهاد وإصابة أكثر من 157 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب 11,000 مفقود تحت الأنقاض. وتسبب الحصار الشامل الذي يفرضه الاحتلال بمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود، ما أدى إلى مجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، لتغرق غزة في أسوأ كارثة إنسانية يشهدها العالم الحديث.

رسالة غزة إلى العالم

بينما يتحدث العالم عن مأساة غزة، تبقى الحقيقة الأهم أن إنهاء الإبادة يتطلب وقف الدعم العسكري والسياسي الممنوح للاحتلال، وتحركًا دوليًا جادًا لمحاسبة مرتكبي الإبادة الجماعية والشركاء فيها.