الأحد 04/مايو/2025

مسجد الحسن .. شاهد على مجزرة إسرائيل ضد المصلين

مسجد الحسن .. شاهد على مجزرة إسرائيل ضد المصلين

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

بين يدي الله كان عشرات المصلين، يتأهبون لأداء صلاة الفجر في مسجد الحسن في مدينة غزة، عندما قصفتهم طائرات الاحتلال الإسرائيلي لتقتل وتصيب العشرات منهم.

بينما كان المؤذن يقيم الصلاة بعدما اصطف المصلون الذين توافدوا من المنازل القريبة إلى بيت الله في حي التفاح بمدينة غزة، ارتكبت قوات الاحتلال مجزرتها الدامية في منتصف الشهر الثاني لحرب الإبادة التي تشنها على القطاع.

المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان حقق في القصف الذي استهدف مسجد “الحسن”، وخلص إلى عدم العثور على أي أدلة على وجود أهداف عسكرية، سواء أعيان أو عناصر مسلحة، داخل المسجد أو في المنطقة المحيطة به وقت وقوع الاستهداف.

في حينه، أدى القصف الإسرائيلي إلى استشهاد أكثر من 15 مصليًّا وإصابة آخرين بجروح، بينهم نساء وأطفال وكبار سن.

وفي تفاصيل التحقيق، أفاد الأورومتوسطي أنه وفي حوالي الساعة 4:45 من فجر الأربعاء 16 نوفمبر/تشرين ثانٍ 2023، استهدفت طائرات الجيش الإسرائيلي مسجد الحسن في منطقة السنافور بحي التفاح شرقي مدينة غزة، دون أي تحذير مسبق، باستخدام قنبلة إلى قنبلتين من العيار الثقيل ذي القدرة التدميرية العالية. ووقع الاستهداف أثناء إقامة صلاة الفجر، وبمجرد أن شرع المصلون في أداء الصلاة.

بفعل الغارة الجوية الإسرائيلية، دُمر المسجد الذي يُعد أحد المسجد الكبيرة في المنطقة بشكل كلي خلال ثوانٍ فوق رؤوس المصلين بداخله، ولم يتبقَ منه سوى بقايا أحد مداخله والمئذنتين المحيطتين به. وقد أسفر الهجوم عن مقتل جميع المصلين داخل المسجد وتحولت جثث غالبيتهم إلى أشلاء.

خلف الهجوم كذلك شهداء ومصابين بجروح متفاوتة في منزل ملاصق للمسجد. بالإضافة إلى ذلك، تسبب بتدمير عدد من البركسات المجاورة للمسجد كانت تُستخدم كمغاسل وورش لتصليح السيارات وأخرى لأشغال النجارة، وتسبب الهجوم أيضًا في أضرار بالمباني السكنية والمنشآت المحيطة بالمسجد في المنطقة.

وأجرى الفريق الميداني للمرصد الأورومتوسطي كشفًا ميدانيًّا لموقع المسجد المستهدف قرب شارع السكة في منطقة “السنافور” بحي التفاح في مدينة غزة، حيث عاين حجم الدمار الهائل الناتج عن الهجوم. كما أجرى مقابلات مع ستة شهود من سكان المنطقة وأقارب الضحايا الذين بقوا في الحي، بعدما نزح معظم سكانه قسرًا، خاصة عقب استهداف المسجد.

يروي “عز الدين ماهر كُريم” (18 عامًا)، وهو أحد سكان المنطقة المحيطة بالمسجد بحي التفاح وابن أحد ضحايا المجزرة، بأنهم لدى دخولهم إلى المسجد بعد القصف الإسرائيلي “لم نجد أثرًا لأي أحد ممن كانوا في داخل المسجد في حينها. فجميعهم كانوا مقطعين أشلاء ولا أثر لأحد.”

وفي إطار التحقيق في استهداف المسجد، توجهت الفرق الميدانية للمرصد الأورومتوسطي إلى موقع الهجوم لمعاينته وتوثيق الأضرار البشرية والمادية، والتحقق من وجود أي مظاهر عسكرية أو نشاطات مسلحة في المنطقة وقت الاستهداف.

وأجرى الفريق الميداني مقابلات شخصية مع الناجين وشهود العيان، شملت شهادات ستة أفراد من سكان المنطقة وأقارب الضحايا الذين بقوا في الحي، رغم نزوح غالبية السكان قسرًا بعد استهداف المسجد. كما تم توثيق أسماء القتلى والمصابين.

وإلى جانب الزيارات الميدانية لموقع الهجوم وجمع الشهادات من الناجين وشهود العيان، حلل فريق الأورومتوسطي مقاطع فيديو وصورًا فوتوغرافية وثّقت آثار الهجوم وموقع الجريمة، بالإضافة إلى صور الأقمار الصناعية التي أظهرت حجم الدمار الكبير الذي لحق بالمكان قبل الهجوم وبعده.

وتمكن الأورومتوسطي من التحقق من هويات 10 من الشهداء، بينهم طفلة، وامرأة، و8 رجال، من بينهم اثنان من كبار السن. وتحولت جثامين العديد من الشهداء إلى أشلاء أو بقيت تحت الأنقاض.

الهجوم الإسرائيلي على المسجد لم يكن مبررًا بأي ضرورة عسكرية من الأساس، وفق الأورومتوسطي، الذي أشار إلى أن جيش الاحتلال لم يقدم أي تفسير أو مبرر لهذه الجريمة، مشددًا على أنه يمثل في جميع الأحوال انتهاكًا صارخًا لمبادئ القانون الدولي الإنساني، بما في ذلك مبادئ التمييز والتناسب واتخاذ الاحتياطات اللازمة، وهي قواعد أساسية يجب على إسرائيل الالتزام بها في جميع الأوقات بشكل مطلق دون استثناء.

ولم يكن مسجد الحسن، المسجد الوحيد الذي يتعرض للقصف الإسرائيلي، فمنذ 7 أكتوبر 2023، دمرت قوات الاحتلال (821) مسجداً دمرها الاحتلال كليا، و(157) مسجداً دمرها الاحتلال بشكل بليغ بحاجة إلى إعادة ترميم.

حرب الاحتلال على بيوت الله في قطاع غزة تبقى شاهدًا على نمط إجرامي وانتهاك صارخ لكل القيم والقوانين التي كفلت حق العبادة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

حماس تشيد بالضربات المباركة من اليمن

حماس تشيد بالضربات المباركة من اليمن

المركز الفلسطيني للإعلام أشادت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالضربات المباركة التي تنفّذها “أنصار الله” والجيش اليمني في عمق الكيان الصهيوني....

أبو عبيدة: المجد لليمن صنو فلسطين

أبو عبيدة: المجد لليمن صنو فلسطين

المركز الفلسطيني للإعلام وجه أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، التحية لليمن، مقدرًا مواصلتها حدي أعتى قوى الظلم ورفضها...