الأحد 04/مايو/2025

شو يعني لحمة؟ تساؤل ساخر يعود للواجهة مع تصاعد سياسة التجويع الإسرائيلية

شو يعني لحمة؟ تساؤل ساخر يعود للواجهة مع تصاعد سياسة التجويع الإسرائيلية

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

عندما ظهر طفل من قطاع غزة قبل سنوات على برنامج تلفزيوني وهو يتساءل “شو يعني لحمة؟”، أثار ذلك سخرية غالبية أهل القطاع لأن التساؤل لم يكن واقعيًا، رغم تأثيرات الحصار المرة، بيد أن هذا السؤال بات واقعيا بعد قرابة عام ونصف على الإبادة الجماعية الإسرائيلية وما تضمنه من تجويع إسرائيلي.

ولم يتناول غالبية المواطنين، منذ أشهر طويلة، الدجاج واللحوم والفواكه، نظرًا لمنع سلطات الاحتلال إدخالها إلى قطاع غزة، فيما يواجهون صعوبات في الحصول على الطحين والخضروات إمعانا في سياسة التجويع.

حال سكان قطاع غزة هكذا، فمنذ بدء حرب الإبادة في 7 أكتوبر 2023، تواصل إسرائيل سياسية القتل والتجويع ضد السكان.

يقول المواطن محمود الحداد والذي دمرت إسرائيل منزله في ديسمبر ٢٠٢٣: إن أطفاله يتضورون جوعاً، ومحرومون من الدجاج واللحوم والفواكه والأسماك بفعل سياسة الاحتلال.

يقطن الحداد مع زوجته وأطفاله الخمسة في خيمة مقابل جامعة الأقصى في مواصي خان يونس بظروف سيئة وقاهرة للغاية.

يؤكد أن أطفاله مصابون بالهزال، وضعف شديد في القوى، منبها أنه وأطفاله لم يتناولوا الفواكه والأطعمة المفيدة منذ بدء الحرب.

فقط المعكرونة والأرز والمعلبات هي طعام أطفال الحداد منذ بدء الحرب. طفله البكر إسلام يقول لمراسلنا إنه اشتاق لطعم اللحم والفواكه والخضروات.

يؤكد أن الاحتلال يحرمهم الأطعمة والحلويات والحياة، “شو عملنا حتى نقتل بهذه الطريقة، قنابل وقصف وجوع وحرمان”.

وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أكدت أن سكان القطاع محرومون من الغذاء وأساسيات بالبقاء، في حين أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة أن ٥٠ ألف طفل يعانون سوء التغذية الحاد.

أما الجهات الحكومية في غزة فأكدت أن مليون طفل بغزة يتهددهم سوء التغذية.

وما يزيد المشهد قتامة هو فقدان الطحين من الأسواق، وبلوغ ثمنه ما يقارب ٣٠٠ دولار أمريكي.

وعن ذلك يقول المواطن إسماعيل ثابت لمراسلنا: حرمونا اللحوم والدواجن والأسماك والبيض والفواكه، وها هم يحرمونا الدقيق، ماذا نأكل، هل يريدون قتلنا جوعا ومرضا.

يؤكد أن الاحتلال يمارس ضدهم الإبادة الجماعية العلنية، ويتفنن في الحرمان ضدهم.

طبيبة التغذية والصحة الدكتور عز الدين الزقزوق أكد في حديث لمراسلنا أن الأجسام تبلى وتضعف بفعل نقص البروتينات والفيتامينات والمعادن.

وأوضح أن سكان قطاع غزة منذ شهور طويلة لا يتناولون سوى الأرز و المعكرونة وهي ذات فوائد غذائية محدودة.

وأشار إلى أن سكان قطاع غزة يعيشون في مجاعة حقيقية وفق المعايير الدولية، فالناس لا يجدون ما يأكلونه، وإن وجدوا فهو بأسعار عالية جداً.

التاجر حسين صيام يؤكد لمراسلنا أن الاحتلال يمنع أصنافا مهمة من القوائم، والتجار يجدون أنفسهم مجبرون على السلع المتاحة.

وقال إن الزبائن يطلبون سلعاً أساسية الا أن الاحتلال يرفضها، ومن هذه السلع اللحوم والدواجن والفواكه، ويسمح بإدخال أصناف ثانوية بأسعار عالية.

وأكد أن من أبرز الممنوعات اللحوم الحمراء والبيضاء والمجمدة والبيض والحليب بمشتقاته، التي تدخل بكميات قليلة جدا، إضافة إلى ما يحبه الأطفال من شوكولاتة وبسكويت وشيبس وحلويات وغيرها.

وقال: “إن قائمة الممنوعات تدل على أنها لم توضع جزافا بل بشكل علمي مدروس، حيث توفر للمواطنين ما يقيتهم وليس ما يفيدهم”.

وأضاف صيام: هل يعقل السماح بإدخال النسكافيه والكابتشينو والشوكو والمشروبات التي تعتبر رفاهية وبأسعار مرتفعة ويمنع إدخال المواد الغذائية الأساسية؟

ويتعرض قطاع غزة لحرب إبادة إسرائيلية لم تقتصر على القصف بالطائرات الحربية والمدفعية والقذائف التي أودت بحياة عشرات الآلاف، بل هناك حرب من نوع آخر تحدثت عنها الأمم المتحدة واليونيسف وحذرتا منها، وهي حرب التجويع بحظر المواد الغذائية التي يحتاجها الإنسان بشكل أساسي.

ووفق لتقرير صادر عن منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، فإن أزمة الغذاء في قطاع غزة لا تزال الأكثر حدة في تاريخ التقرير العالمي عن الأزمات الغذائية، مع وجود ما يقرب من 2.2 مليون شخص من السكان ما زالوا في حاجة ماسة إلى الغذاء والمساعدة.

ويحظر القانون الدولي الإنساني تجويع السكان المدنيين كأسلوب من أساليب الحرب. كما منعت “الأمم المتحدة” استخدام التجويع كسلاح في النزاعات، بعد قرار من مجلس الأمن صادر عام 2018، وتعتبر ذلك “جريمة حرب”.

فيما تنص المادة الثامنة من نظام المحكمة الجنائية الدولية على أن “تجويع المدنيين عمدًا بحرمانهم من المواد الضرورية التي لا غنى عنها لبقائهم، بما في ذلك تعمد عرقلة الإمدادات الإغاثية الإنسانية” يعد جريمة حرب.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات