“روح الروح” شهيدا برفقة ريم وطارق بعد عام من الفرقة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

ملتحقاً بحفيدته التي امتلك قلبه، استشهد المواطن خالد نبهان، جد الطفلة الشهيد ريم، والملقب بـ”روح الروح”، إثر قصف مدفعي إسرائيلي استهدف مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.

وذاع صيت نبهان “الشيخ أبو ضياء” خلال حرب الإبادة المستمرة على غزة، عندما ظهر في مقطع فيديو في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، وهو يودع حفيدته ريم التي استشهدت بقصف إسرائيلي، محتضنا جسدها ويقبل وجنتيها ماسحاً عينيها وهو مرددا عبارة “هذه روح الروح”.

إلى جنات الفردوس الأعلى يا "روح الروح" والعم ابو ضياء. pic.twitter.com/rPiYhUMKDE

— #القدس_ينتفض 🇵🇸 (@MyPalestine0) December 16, 2024

وقد أثار صنيع الرجل حزناً عميقاً في نفس كل من رأي ذلك المشهد من رجل يرتدي جلباباً ويرتدي عمامة بنت دعاية الإسلاموفوبيا عنها في مخيال عالم ما بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، عن أصحابها أنهم بلا رحمة، متنطعين لدينهم، لكن الشيخ “أبو ضياء” هدم تلك الصورة هو يحاول جاهداً أن يواري ريم بأبهى حلة كانت تحب أن تظهر فيها.

ولم يكن الحزن على ريم والتعاطف الواسع مع جدها، سوى تعبير عن عمق جريمة الإبادة التي تمارسها إسرائيل بحق غزة وأطفالها منذ 14 شهراً، حيث تقدر معطيات منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” بأن 14500 طفل استشهدوا منذ بدء الحرب على القطاع في السابع من أكتوبر 2023.

وفي وداع “روح الروح”، بدا الجد متماسكاً، صابرا ومحتسباً على فراق حفيديه، مغدقا بحنانه على حفيديه حتى اللحظة الأخيرة، يحضنها ويضمها إلى صدره، يقبل عينيها مراراً وتكراراً، مداعباً وجهَها الصغير بلحيته التي غزاها الشيب كما لو كانت على قيد الحياة.

طارق وريم وروح الروح معاً بعد عام من الفرقة..
الى روح وريحان وجنة نعيم يا ابو ضياء.. pic.twitter.com/n010XJUbRn

— أحمد حجازي 𓂆 (@ahmedhijazee) December 16, 2024

استشهدت ريم على بدوان، وعمرها عامان ونصف مع شقيقها طارق خلال وجودهما في منزل جدها من جهة أمها جراء قصف إسرائيلي في 22 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، استهدف المنزل المجاور لهم وأصيب فيه الجد بجروح خفيفة.

وفي ذكرى استشهادهما التي مضى عليها أقل من شهر، أطل الجد الفلسطيني الذي أبكى العالم أجمع على مواقع التواصل بمقطع جديد، وهو يبكي للمرة الأولى عند رأسي حفيديه حيث ووريا الثرى.

خلف المشهد الذي جاب المنصات ودفع وسائل الإعلام لاستضافة “روح الروح” للحديث عن سر صبره ورضاه بقضاء الله وأقدراه، كان ثمة جانب غير مرئي من الصورة، كما يروي المصور الصحفي أشرف أبو عمرة، إذ عمد الجد في البداية إلى غسل شعر ريم، وتنظيف وجهها ببمحلول ملحي من رماد الصواريخ. ثم بدء بصنع جدايل في شعرها كما كانت تحب.

لم يطق فراق روح الروح فلحق بها!

💔 pic.twitter.com/4jBGh83e37

— محمد بن أحمد الخالدي (@Hadeeth55) December 16, 2024

لم يكتفي “روح الروح” بذلك، كما يقول أبو عمرة، إذ حملها وبدأ يلاعبها ويرميها في الجو ويتلقفها، ويطبع قبلاته على خدها، “كان من الواضح أن لها معزة كبيرة عنده، ولم يكن يتحدث في تلك اللحظات سوى أنها روح الروح، وأنه لا يتأخر عن تلبية طلباتها”.

فمنذ ولادتها مثلت ريم كل شيء جميل في حياة “الشيخ أبو ضياء”، إذ ولدت في نفس يوم ميلاده 23 ديسمبر، فاحتضنتها بشكل قوي وأخبر والدتها حينها “ريم لي وأنا لها.. كنت اختار لها ملابسها وألعابها بعناية وأوفر لها كل الاحتياجات”.

موقف (روح الروح) المؤثر عند استشهاد حفيدته احدث ضجةً في الغرب، خبر استشهاده أيضًا يجب أن يحدث ضجة، يجب أن يُترجم الخبر إلى جميع لغات العالم، لكي يكون استشهاده شاهدًا على وحشية وإرهاب هذا الكيان الإرهابي. pic.twitter.com/o29XMEQnKN

— تركي الشلهوب (@TurkiShalhoub) December 16, 2024

كان قلب “روح الروح” موجوعا ويعتصره حزن كبير، إذ أخبر في حينه، “صورة ريم وطارق بعد القصف مباشرة ومسحت وجوههم قبل دفنهم.. شعرت أنهم نائمين ولم يستشهدوا وحاولت فتح عين ريم التي اعتبرها جزء مني، لأنظر إليهما، فهي فعلا روح الروح”.

وبصوت ملأه الحزن قال: “همست في أذن ريم: يا حبيبتي صاحية أنتي ولا نايمة .. فتحت عينيها وقبلتها منها وودعتها وقولت لها ستذهبين لربك وربنا معاكى.. ريم جزء من كياني وروحي ووجداني ومن حبي لها كنت ألعق أنفها وخدها وهي كانت تفعل ذلك معي في إطار مداعبتي لها فهي الحفيدة الأقرب إلى قلبي.

اليوم يلتحق “روح الروح” شهيداً رفقة ريم وطارق، ولن يضطر لزيارتهما كل يوم لتسكن روحه قرب من يحب.