مذكرة اعتقال نتنياهو وغالانت.. هل انتهى زمن إفلات إسرائيل من العقاب؟

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق بنيامين نتنياهو ويوآف غالانت بخصوص “جرائم حرب مزعومة” في قطاع غزة، وقالت إن هناك “أسبابا منطقية” للاعتقاد بأنهما ارتكبا جرائم حرب.
وقالت المحكمة في بيان لها الخميس: هناك ما يدعو للاعتقاد بأن نتنياهو وغالانت أشرفا على هجمات على السكان المدنيين.
وشهد القرار ترحيبًا واسعًا في العالم رسميًا وشعبيًا، ودعواتٍ متصاعدة لتنفيذ قرار المحكمة في سياق حقيقي وعملي لوقف الإبادة الجماعية، مع استمرار التأكيد على أنّ المحكمة الجنائية الدولية والعدالة الدولية ومؤسساتها ستظل محل تشكيك وتساؤل حتى وقف ازدواجية المعايير، واستمرار إفلات دولة الاحتلال وقادتها من العقاب.
قرار شجاع
بدوره أكد د. علي القره داغي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين على الترحيب بقرار المحكمة الجنائية الدولية الشجاع بإصدار مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، بتهمة ارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة. يُعد هذا القرار خطوة بالغة الأهمية نحو تحقيق العدالة الدولية ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.
وقال في تدوينة له على منصة “إكس” رصدها المركز الفلسطيني للإعلام: نتوجه بالشكر إلى بعض الدول الأوروبية التي أبدت تجاوبًا مع هذا القرار، فقد أعلنت بلجيكا عن استعدادها للامتثال لأوامر المحكمة الجنائية الدولية، ودعت دول أوروبا إلى تنفيذ قرار الاعتقال بحق نتنياهو وغالانت. كذلك أكدت فرنسا أن ردها على قرار المحكمة سيكون متوافقًا مع مبادئ العدالة الدولية، مما يعكس التزامها بدعم قرارات المحكمة الجنائية الدولية.
ووجه داغي رسالة: يا أمتي الحبيبة، قيادةً وشعوبًا، أحثكم جميعًا على دعم هذا القرار التاريخي، والتعاون الكامل مع المحكمة الجنائية الدولية في تنفيذ مذكرات الاعتقال. إن هذا التعاون يمثل ضرورة لتعزيز سيادة القانون الدولي، وضمان محاسبة مرتكبي الجرائم الجسيمة وعدم إفلاتهم من العقاب.
وأكد على أهمية الوحدة والتضامن بين الدول الإسلامية لمواجهة الانتهاكات والجرائم التي تُرتكب ضد الشعوب المسلمة، والعمل المشترك من أجل تحقيق العدالة والسلام في عالمنا.
خطوة متأخرة لكنّها حاسمة
بدورها قالت حركة مقاطعة إسرائيل، في تدوينة رصدها المركز الفلسطيني للإعلام: أصدرت المحكمة الجنائية الدولية، اليوم، مذكرات اعتقال بحق رئيس وزراء حكومة العدو “بنيامين نتنياهو” ووزير حربه السابق “يواف غالانت”، المهندسين الرئيسيين للإبادة الجماعية الإسرائيلية المستمرة بحق 2.3 مليون فلسطيني في قطاع غزة المحتل والمحاصر.
وشددت على أنّ هذا القرار يسجل خطوة حاسمة، وإن كانت متأخرة، في محاسبة اثنين من مجرمي الحرب البارزين واستعادة المصداقية المتضررة للمحكمة الجنائية الدولية. والآن أصبحت جميع الدول الموقعة على نظام روما الأساسي، بمن فيها الدول المتواطئة بعمق في الإبادة، مثل ألمانيا والمملكة المتحدة، ملزمة بالوفاء بواجبها والتعاون الكامل مع المحكمة لتنفيذ أوامر الاعتقال هذه.
وأضافت بالقول: نعلم أن هذا القرار لن يوقف الإبادة الجماعية في قطاع غزة، أو يُفكّك نظام الإستعمار الاستيطاني والأبارتهايد الإسرائيلي القائم منذ أكثر من 76 عاماً بحق الشعب الفلسطيني الأصلاني، بل بستوجب ذلك أن تفي الدول بالتزاماتها القانونية من خلال فرض عقوبات موجهة على إسرائيل، بما في ذلك حظر عسكري شامل لإنهاء جرائمها وإفلاتها من العقاب.
ودعت أحرار العالم وشعوب المنطقة العربية بالذات إلى تصعيد الضغط على الحكومات ومراكز القرار لوقف التواطؤ مع العدو الإسرائيلي، ومحاسبته على الجرائم التي يواصل ارتكابها ضد شعبنا الفلسطيني، وضد الإنسانية جمعاء، والاستجابة الفورية للدعوة الموحدة التي أطلقها المجتمع الفلسطيني، وكذلك قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، لفرض العقوبات على إسرائيل.
اختبار حقيقي للحكومات الغربية
من جانبه قال الأمين العام لحركة “المبادرة الوطنية الفلسطينية” (تنضوي تحت مظلة منظمة التحرير) مصطفى البرغوثي إن قرار المحكمة الجنائية الدولية اليوم الخميس، “يضع الكثير من الحكومات الغربية أمام مسؤولياتها، ويُلزمها بالاختيار بين الانحياز المخزي لإسرائيل وبين احترام القانون الدولي وميثاق روما لمحكمة الجنايات الدولية الذي وقّعت عليه”.
وأشار البرغوثي إلى أن القرار “بمثابة اختبار حقيقي لتلك الحكومات التي تروج لنفسها أنها ديمقراطية، وتدافع عن حقوق الإنسان، وتقف ضد الظالم”؟
ورأى أن “المطلوب الآن من محكمة العدل الدولية الإسراع في إصدار حكمها الذي يؤكد ارتكاب إسرائيل لجريمة الإبادة الجماعية”.
اما الخبير الفلسطيني في الشؤون الإسرائيلية، فراس ياغي، فقد اعتبر قرار محكمة الجنائية الدولية اليوم الخميس بمثابة “يوم القيامة لرئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، لأن حربه التي أسماها حرب القيامة أو النهضة أو الانبعاث تحولت إلى قيامة جهنم على رأسه”.
وعدّ ياغي في حديث مع “قدس برس” القرار بأنه “نصرا ساحقا لاستراتيجية قائد طوفان الأقصى الشهيد يحيى السنوار (رئيس المكتب السياسي لحركة حماس)، الذي حدد أمرين للوصول للحرية والاستقلال، إما عبر حلول سلمية وهذا غير ممكن، وإما عبر عزل إسرائيل دوليا، وفرض الحل عليها وهذا ما يحدث الآن، إسرائيل كل يوم تخسر وقرار الجنائية الدولية حسم الأمر نهائيا” على حد تقديره.
بطولة المقاومة وصمود غزة
من جانبه قال الكاتب والمحلل السياسي عبدالعزيز الفضلي: إنّ أحدًا لم يكن أحد يجرؤ على اتخاذ قرار ضد أيا من قادة الكيان الصهيوني .
وأكد على أنّه “اليوم بفضل الله ثم ببطولة المقاومة بقيادة حماس وصمود أهل غزة أجبرت العالم على اتخاذ المحكمة
الجنائية الدولية قرارا بإلقاء القبض على النتن ووزير الدفاع المقال بتهم ارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية”.
شكر لجنوب أفريقيا
أما الباحث والناشط الحقوقي بلال نزار ريان، فعلق بالقول: قرار المحكمة الجنائية الدولية اليوم باعتقال مجرمي الحرب بنيامين نتنياهو ويوآف غالانت يُعد قرارًا تاريخيًا سيشكل نقطة تحول كبرى.
ولفت إلى أنّ “هذه جزء من بركات دماء الشهداء والنساء والأطفال المظلومين، التي ستظل لعنة تطارد كل متواطئ ومتخاذل”.
وقال ريان: كل الشكر والتقدير للأشقاء في جنوب إفريقيا، فقد كانت جهودهم الكبيرة في نصرة غزة ركيزة أساسية لتحقيق هذا الإنجاز التاريخي العظيم.
دعوة لتوسيع القرار ليضم بايدن
أما اللاعب المشهور محمد أبو تريكة فعلق على مذكرة التوقيف بالقول: قرار المحكمة الجنائية الدولية بخصوص قتلة الاطفال والنساء جيد ولكنه متأخر وهل سيجد من ينفذه فى هذا العالم الظالم وايضاً كان لابد لهذا القرار أن يضم من يقود هذه الحرب فعلا وهو بايدن ووزير خارجيته الصهيوني بلينكن .
وعلق الناشط أنس الجمل بالقول: قرار المحكمة الجنائية الدولية هو عدالة ناقصة، العدالة الكاملة تتحقق فقط تحت بساطير أسود القسام.
بدوره قال الباحث السياسي أحمد دعدوش: القرار يلزم الدول الأعضاء في المحكمة الجنائية الدولية البالغ عددها 123 عضوًا -بما فيها معظم دول أوروبا- باعتقال المجرمين نتنياهو وغالانت إذا وطئت أقدامهما أراضيها.
واستدرك بالقول: “طبعا هذا لن يحدث لكنه محرج لهم أمام شعوبهم التي بدأت تفهم”.
أما الناشطة مُنى حوّا، فقالت: لن يستطيع بنيامين نتنياهو أو غالانت السفر أو مرور أو الهبوط حتى ولو اضطرارًا إلى أي دولة من الدول الملونة باللون الأحمر. أي توقف ولو كان ترانزيت أي من الدول الـ125 الأعضاء في المحكمة الجنائية الدولية يعني الاعتقال فورًا.
ونختم بتدوينة سفير ليبيا لدى الأمم المتحدة طاهر السني، التي جاء فيها: “إن مصداقية المحكمة الجنائية الدولية ستظل دائماً محل تساؤل ومتهمة بالتسيس وإزدواجية المعايير، إن لم يتم أخذ إجراءات فورية ضد مجرمي الحرب من قيادات قوات الاحتلال الإسرائيلي بسبب الإبادة الجماعية المقترفة لأكثر من عام ضد الشعب الفلسطيني في غزة.”
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

إغلاق مدارس الأونروا في القدس يهدد حق 800 طفل بالتعليم
القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، من أن إغلاق سلطات الاحتلال مدارس المؤسسة الأممية في...

مستشفيات غزة تستقبل 145 شهيدا وجريحا خلال 24 ساعة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفادت وزارة الصحة بغزة، بأن مستشفيات القطاع استقبلت 35 شهيدا، و109 إصابات وذلك خلال 24 الساعة الماضية جراء تواصل حرب...

برنامج الغذاء العالمي: غزة تواجه المجاعة و700 ألف بلا طعام
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أكد برنامج الغذاء العالمي أن الوضع الإنساني في قطاع غزة بلغ مرحلة حرجة للغاية، مبينا أن مخزون البرنامج من المساعدات...

العفو الدولي تتهم إسرائيل بارتكاب إبادة وانتهاك واسع للقانون الدولي بغزة
لندن - المركز الفلسطيني للإعلام اتهمت منظمة العفو الدولية، سلطات الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب "أعمال ترقى إلى الإبادة الجماعية" في قطاع غزة،...

حماس تدعو لحراك عمالي عالمي تضامناً مع غزة ورفضاً للإبادة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام دعت حركة حماس المنظمات الحقوقية والإنسانية عبر العالم إلى الوقوف عند مسؤولياتها في فضح جرائم وانتهاكات الاحتلال...

لليوم الـ94.. الاحتلال يواصل عدوانه على طولكرم
طولكرم – المركز الفلسطيني للإعلام تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ94 على التوالي، ولليوم الـ81 على مخيم...

عشرات المستوطنين يقتحمون الأقصى ويؤدون طقوسًا تلمودية
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام اقتحم مستوطنون متطرفون، صباح يوم الأربعاء، المسجد الأقصى المبارك من باب المغاربة، تحت حماية مشددة من قوات...