هيئة شؤون الأسرى: الشتاء يضاعف معاناة أسرى النقب الصحراوي

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام

قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، إن الأسرى في سجن النقب يعانون من ظروف صعبة مع قرب حلول فصل الشتاء.

وأوضحت الهيئة في بيان، اليوم الخميس، أنه نظرا لتواجد السجن في صحراء النقب جنوب غرب مدينة بئر السبع، والتي تمتاز بأجواء شديدة البرودة في الليل، تتعمد إدارة السجن إبقاء الأسرى بملابس صيفية خفيفة جدا، وتحرمهم من البطانيات والأغطية، لمضاعفة معاناتهم.

هذا ما يحدث في #سجن_النقب
الصهاينة فاقدين أعصابهم وينتقمون من الأسرى المقيدة أيديهم وأرجلهم بالسلاسل الحديدية ويتعرضون لهم بالضرب والتنكيل والسب والشتائم وتعريتهم من الملابس وتقليل وجبات الطعام وقطعوا عنهم الماء والكهرباء كما سحبت منهم الأدوية والاغراض الشخصية #طوفان_الأقصى pic.twitter.com/Yfb2HspZZS

— زهراء قبيسي (@zahraakobeisi) October 17, 2023

وأكدت الهيئة أن كافة المعتقلين الذين تمت زيارتهم أصيبوا بمرض سكايبوس (الجرب)، ولم يقدم لهم أي نوع من العلاج والمتابعة الطبية، وأكدوا أن هناك عددا من الأسرى الآخرين وصلوا إلى مراحل متقدمة من المرض، وبسبب انتشار الدمامل والالتهابات لا يستطيعون الأكل أو التحرك إلا بمساعدة معتقلين آخرين.

ولفتت إلى أن طواقمها تمكنوا مؤخرا من زيارة خمسة من الأسرى في سجن النقب ممن أصيبوا بالجرب، للاطمئنان عليهم ومتابعة أوضاعهم الصحية والاعتقالية.

وتعرّف منظمة الصحة العالمية الجرب بأنه غزو طفيلي، تسببه حَلَم دقيقة تخترق الجلد وتضع البيض، مما يسبب حكة شديدة وطفحاً جلدياً. ويمكن أن يؤدي الجرب إلى تقرحات جلدية ومضاعفات خطيرة مثل تسمم الدم (عدوى مجرى الدم)، وأمراض القلب، ومشاكل الكُلى.

لبعض المفتونين بالسجون الاسرائيلية هذا مقطع مسرب لحفلة سحل وتعذيب أكثر من ٥٥ أسير في سجن النقب عام ٢٠١٩
هذا احتلال نازي لكنه خبير في اخفاء جرائمه. https://t.co/Y4FdzXcQC7

— Amani.. (@AmSenwar) June 10, 2021

ويُعالَج الجرب بالكريمات الموضعية أو الأدوية الفموية وتسبب طفيليات “العث” المرض، وعادة ما تنتشر عن طريق الاتصال المباشر بجلد شخص مصاب، وفي بعض الأحيان، من خلال الملابس المشتركة أو المناشف أو الفراش، بحسب دراسة “الجرب: المناعة المرضية والتغيرات المرضية” التي نشرتها المكتبة الوطنية التابعة لوزارة الصحة الأميركية في مارس/آذار 2024.

وسبق أن نقلت هيئة شؤون الأسرى العشرات من الشهادات لمعتقلين في سجن النقب الصحراوي تعكس سياسة الإهمال الطبي والتجويع التي تمارسها إدارة السجن بحقهم منذ زمن طويل، والتي تصاعدت بعد حرب الإبادة في غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وتكفل اتفاقية جنيف الرابعة في المواد 76 و85 و91 و92 وبروتوكولها الإضافي الأول حق الأسرى في تلقي الرعاية الطبية الدورية، وتقديم العلاج اللازم لهم من الأمراض التي يعانون منها، وتنص على وجوب توفير عيادات صحية وأطباء متخصصين، بحسب ورقة تقدير موقف صدرت بعنوان “سياسة الإهمال الطبي المتعمد بحق الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين” عن مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان في مايو/أيار 2019.

"النقب وضعه صعب، ضربوني حتى تكسرت أصابعي ولم يقدموا لي العلاج، احنا بنتحمل، لكن كبار السن ما بتحموا"

-الشبل محمد نزال (17 عامًا)، من الأسرى الذين تعرضوا للضرب والتعذيب في سجن النقب الصحراوي، وشهد على ارتقاء أحد الأسرى نتيجة الضرب. pic.twitter.com/EPBAdArLVM

— ق.ض 𓂆 (@qadeyah_) November 28, 2023

وتؤكد الورقة أن ما يتعرض له الأسرى من حرمان من العلاج أو تقديم الرعاية الطبية الضرورية يصل إلى حد ارتكاب جرائم القتل العمد، وذلك في الحالات التي ينتج عن هذا الحرمان وفاة الأسير أو المعتقل، أو جرائم التعذيب أو المعاملة اللاإنسانية، أو جرائم إلحاق أذى خطير بالصحة العقلية أو البدنية.

ومنذ اندلاع الحرب، تحدثت منظمات حقوقية فلسطينية ودولية عن تردي الأوضاع في سجون الاحتلال الإسرائيلية، لا سيما في “سدي تيمان” سيئ الصيت. ويصل عدد المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال إلى 11 ألفا و600، دون معتقلي قطاع غزة الموجودين في المعسكرات التابعة لجيش الاحتلال، وفق معطيات حقوقية.