أسرى غزة ينقلون شهادات جديدة عن جرائم التعذيب في سجن عوفر

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام

تواصل إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب فظائع جسدية ونفسية بحق الأسرى الفلسطينيين من قطاع غزة، وفق شهادات جديدة نقلتها هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسرى عن معتقلي غزة في سجن عوفر الإسرائيلي، مؤكدين استمرار تعرضهم للتعذيب وحرمانهم من العلاج والطعام.

وقالت المؤسستان الحقوقيتان، في بيان صحفي مشترك اليوم الإثنين، إن الطواقم القانونية التابعة لها تمكنت مؤخرا من زيارة 15 معتقلا من قطاع غزة في سجن عوفر، والذين أكدوا استمرار تكبيلهم منذ أكثر من 10 شهور على مدار الساعة، وأنهم محرومون من استخدام المحارم، والصابون، وفقط يتم السماح لهم بالاستحمام كل 10 أيام، لمدة ثلاث دقائق، وفقدوا قدرتهم على تقدير الوقت.

السجون ممتلئة بكبار السن والمرضى والأطفال، ويتم تعذيب الجميع طوال الوقت وبلا رحمة

شهادة صادمة لأحد الأسرى الفلسطينيين ممن اعتقلهم الجيش الإسرائيلي في شمال قطاع #غزة وأفرج عنه جنوبي القطاع pic.twitter.com/r2wrvUAiMX

— HuMedia (@Humedia1) November 18, 2024

وأشاروا في إفاداتهم إلى أن إدارة المعتقل تستخدم بشكل ممنهج، الفتحة الموجودة على باب زنازينهم لمعاقبتهم من خلال إجبار المعتقلين المقيدين بإخراج أيديهم حتى الإبط من فتحة الزنزانة، وبعدها يستخدم السجانون عدة أدوات لضربهم على أيديهم وثنيها بعنف، ما يسبب ألما لا يحتمل.

وبينوا أن هذا النوع من التعذيب الجسدي تحول إلى أبرز أشكال التّعذيب اليومية، دون استثناء أي من المعتقلين سواء قاصرين أو مرضى أو جرحى، وكبار السّن.

وفي شهادة لأحد المعتقلين المبتورة أقدامهم (أ.أ)، قال إن إدارة المعتقل أجبرت المعتقلين المحتجزين معه في الزنزانة، على حمله كي يصل إلى مستوى فتحة الزنزانة لإخراج يديه منها، وقاموا بضربه وثني يديه بشدة، كـ”عقوبة” لعدم تمكنه من النزول عن “البرش” – المكان الذي ينام عليه الأسرى- أثناء ما يسمى (بالعدد – الفحص الأمني).

تغطية صحفية| أسرى من قطاع غزة أفرج عنهم اليوم في ظروف صحية صعبة جراء الانتهاكات وجرائم التعذيب التي يرتكبها الاحتلال في سجونه pic.twitter.com/poBuEdsnBb

— شبكة قدس | الأسرى (@asranews) November 15, 2024

وأضاف: رغم أن قدميّ مبتورتان، يجبرني السجانون يوميا على النزول عن “البرش”، والاستلقاء على بطني على الأرض، حتّى انتهاء فترة (العدد) لجميع الزنازين بالقسم، ويتكرر ذلك أربع مرات يوميا.

وأكّد أنّه منذ اعتقاله في 15 شباط/ فبراير 2024، فإنّه مكبل على مدار الوقت، ويعاني جراء ذلك من أوجاع حادة في يديه وكدمات وتورمات، وحرقة شديدة نهاية قدميه المبتورتين.

وأوضحت الهيئة ونادي الأسير أن إدارة المعتقل تستخدم (العدد)، كأداة من أدوات التّعذيب والتّنكيل بالمعتقلين، مشيرة إلى أنه ينفذ أربع مرات يوميا، ويتم خلاله إجبار المعتقلين على الاستلقاء على البطن حتى انتهاء العدد من كل الزنازين، أي نحو ساعتين، وكل من يخالف يتم عقابه عبر فتحة “الزنزانة.

"هذه الصورة المؤلمة تعكس حقيقة الظروف القاسية التي يعيشها أسرى قطاع غزة.

رجال تم تجريدهم من حقوقهم وإنسانيتهم، مكبلين ومعزولين عن العالم في مشهد يجسد أقصى درجات الظلم والتجبر".

– المحامي خالد محاجنة pic.twitter.com/Oo0sRF0ITx

— فريق التثقف والاشتباك (@tathaqaf50) November 17, 2024

وتحدث المعتقلون في إفاداتهم، عما يجري خلال عملية نقلهم إلى جلسات المحاكم، مشيرين إلى أنهم ينقلون منذ الساعة 7:00 صباحا إلى (قفص حديدي)، ويجبرون على الجلوس بوضعية غير مريحة (على الركب أو البطن) حتى انتهاء إجراءات المحاكم.

وفي إطار استمرار الاحتلال بتنفيذ جريمة الإخفاء القسري بحقّ المئات من معتقلي غزة، فإنّه لا يوجد معطى واضح لدى المؤسسات المختصة حول إجمالي أعداد المعتقلين من غزة في سجون الاحتلال ومعسكراته، سوى ما أعلنت عنه إدارة السّجون في بداية شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، بأنّ هناك (1627) معتقلا من غزة ممن يصنفهم الاحتلال (بالمقاتلين غير الشرعيين)، علماً أنّ هذا المعطى لا يتضمن كافة المعتقلين من غزة، وتحديداً من هم في المعسكرات التابعة لجيش الاحتلال.