الكفاءات الفلسطينية في دائرة الاستهدافات الصهيونية
كل بناء أعمدة يرتكز عليها حتى يستوي البناء على سوقه، لذا تحرص الدولة أو الجماعة أن تكون الاعمدة قوية لتؤدي رسالتها، اهمها منع البناء من الانهيار.
ما ينطبق على الأبنية ينطبق على المجتمعات البشرية، فكما أن لكل بناء أعمدة خرسانية تسند الجدران، فإن لكل مجتمع بشري شخصيات بشرية تسند الجماهير عليها ظهرها لتحميها من تقلبات دهرها، حتى لا يُحدِث غياب الأعمدة البشرية خللاُ في الجماهير، لأن هذا الخلل إن حدث، إما يستمر فتتهاوى الجماهير، وإما أن تتداركه الجماهير فتول وجهها شطر عمود بشري آخر تلتف حوله لتستمر مسيرة الحياة.
في حالتنا الفلسطينية وصراعنا مع الاحتلال منذ النكبة نلحظ أن الاحتلال عمد الى استهداف الاعمدة البشرية في كافة المجالات، إما بالإبعاد أو الاغتيال الجسدي أو المعنوي أو الاعتقال ظناً منه أن تلك الاستهدافات ستبرد نار الثورة في صدور الجماهير.
وقفزاً على مراحل زمنية كثيرة ووصولا لمرحلة العدوان الصهيوني على غزة منذ أكتوبر 2023 نجده استهدف كفاءات من مختلف القطاعات كالمعلمين والأطباء والمهندسين والأكاديميين والصحفيين ورجال المال والأعمال والقانونين، والمنشدين والكتاب والمؤثرين على مواقع التواصل، رغم ان طبيعة عملها ذات طابع مدني خدماتي بعيدا عن الجانب العسكري.
وعلى سبيل المثال لو تطرقنا لفئة التعليم، فكلنا نعلم أن التعليم هو أحد أهم أعمدة بناء الذات والمجتمع، والمعلمون هم الفئة الوحيدة القادرة على نقل المجتمع من وضعية سيئة الى أفضل، وإن غياب المعلم الجيد يعني دمار التعليم، ودمار التعليم يعني ضياع المجتمع، ودخوله في براثن التخلف والرجعية، لذا تسعى الدول لبناء معلم قوي.
فقد قتل الاحتلال أكثر من 100 شخصية فلسطينية أكاديمية، بدءا من رئيس الجامعة الإسلامية مرورا برؤساء اقسام وعمداء كليات وباحثين مميزين في مختلف المجالات العلمية، منهم من حاز على جوائز دولية، كما بلغ عدد الطلبة الذين قتلهم الاحتلال أكثر من 10 ألاف طالب من مختلف المستويات الدراسية، وهذا يؤكد أن الاحتلال ينظر لأطفال فلسطين على انهم نواة النصر والتحرير، لذا يقتلهم.
وقد زاد عدد المؤسسات التي دمرها الاحتلال عن 100 ما بين جامعة وكلية ومدرسة ومعهد ورياض أطفال، وهنا يؤكد الاحتلال ان راغب بتعطيل الحياة التعليمية في غزة لسنوات طوال.
إن هذا الاجرام الصهيوني بحق الكفاءات الفلسطينية، وخاصة التعليم يؤكد رغبة الاحتلال في التخلص من العقول العلمية في الشعب الفلسطيني، وتعطي دلالة واضحة أن دولة الاحتلال لا ترغب برؤية أحد يشاطرها التفوق والتميز في المجال الأكاديمي؛ لأن ذلك يشكل خطراً عليها، وتريده أن يبقى دوما يفكر في همومه المعيشية اليومية من مأكل ومشرب وملبس.
لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي سفن العدو، فكل الشعوب التي تسعى للتحرر تدرك أن ضريبة التحرير عالية، ولسان حالها يردد ” دفعنا ضريبة التحرير من دمنا والناس تزعم ان النصر مجانا”. لذا سرعان ما تنهض الأجيال الجديدة لحمل راية الأجيال السابقة وتقود شراع سفينة الوطن الى بر الأمان، وشعارها “يد تبني ويد تقاوم”.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

احتجاجات في جامعات أميركية تنديدا باعتقال داعمين لفلسطين
واشنطن - المركز الفلسطيني للإعلام شهدت جامعات كولومبيا وجورجتاون وتافتس وقفات احتجاجية منسقة، تنديدا باعتقال أكاديميين وطلاب دعموا القضية...

الكنيست تناقش فرض ضريبة على تمويل المنظمات الحقوقية الناقدة لإسرائيل
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام نددت منظمات حقوقية إسرائيلية، بمشروع قانون ناقشه الكنيست يفرض ضريبة بنسبة 80 % على التبرعات الأجنبية ويمنع...

الجبهة الشعبية تحمل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الأسير القائد أحمد سعدات
فلسطين المحتلة- المركز الفلسطيني للإعلامحملت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الاحتلال الصهيوني، ورئيس حكومته الفاشية بنيامين نتنياهو، ووزير أمنه إيتمار...

إصابة 3 مواطنين واعتقالات بمداهمات للاحتلال في الضفة
الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلامأُصيب ثلاثة مواطنين بكدمات وكسور، واعتُقل آخرون، خلال شن قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الثلاثاء، حملة...

حماس: العدوان على اليمن جريمة حرب وإرهاب دولة ممنهج
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام دانت تدين حركة "حماس" بأشدّ العبارات العدوان الاسرائيلي على اليمن، والذي نفّذته طائرات جيش الاحتلال، واستهدف مواقع...

تحذيرات من انهيار كامل لمستشفيات غزة خلال 48 ساعة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام حذر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، اليوم الإثنين، من أن مستشفيات القطاع على شفا الانهيار خلال 48 ساعة بفعل منع...

غوتيريش: توسيع إسرائيل هجماتها بغزة سيؤدي لمزيد من الموت والدمار
نيويورك – المركز الفلسطيني للإعلام قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن خطة إسرائيل لتوسيع هجماتها على غزة ستؤدي إلى مزيد من الموت...