الأحد 20/أكتوبر/2024

يحيى السنوار .. أيقونة عالمية للقائد المشتبك عصية على التضليل الإسرائيلي

يحيى السنوار .. أيقونة عالمية للقائد المشتبك عصية على التضليل الإسرائيلي

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

بعد يومين من نشر صور ومقاطع فيديو؛ ترسخ صورة رئيس حماس يحيى السنوار أيقونة عالمية للإنسان المقاوم، حاولت إسرائيل عبثًا الترويج لسردية مضللة لمحاولة كسر الصورة الأسطورية التي رسمها العالم للقائد المشتبك بعدما استشهد في خط المعركة الأول.

وظهر الناطق باسم جيش الاحتلال أمس في مؤتمر صحفي ليحاول الترويج أن السنوار بقي مختبئًا في نفق، محاولا حرف الأنظار عن الصورة العظيمة التي ظهرت له وهو يواجه الاحتلال وطائرته ويقاوم حتى بعد إصابته في تل السلطان برفح.

وجاء المؤتمر في سياق محاولة إسرائيلية على محاولة تشكيل سردية جديدة لاستشهاد السنوار بعدما لقيت صور ومشاهد اللحظات الأخيرة له تفاعلا واسعا مع “صموده البطولي”، وفق ما رآه عدد كبير من المتفاعلين.

سريعًا فندت حركة حماس مزاعم جيش الاحتلال، مؤكدة أن ما عَرَضَه ومحاولته الإيحاء بسيطرة مزعومة لجيشه المهزوم على الميدان العسكري والاستخباراتي المُرافق لظروف ارتقاء قائد طوفان الأقصى، رئيس حركة (حماس) القائد الشهيد يحيى السنوار، بعد يومين من اشتباكه البطولي وارتقائه أثناء مجابهته قوات الاحتلال الصهيوني في محور تل السلطان برفح؛ هو محاولة بائسة وسخيفة لتدارك ما ظهر من فشل يَعُمُّ المنظومة الأمنية والعسكرية الصهيونية.

وشددت حماس في تصريح صحفي على أن ما قاله المتحدث باسم جيش العدو أكاذيب مفضوحة ومسرحية فاشلة، في محاولة بائسة لحفظ ماء وجه جيشه المهزوم الذي أذلّه القائد السنوار وإخوانه.

وأكدت أن القائد المقدام الشهيد يحيى السنوار ارتقى مشتبكاً في ساحة المعركة، بعد أن قاد المعركة الأعظم في تاريخ شعبنا الفلسطيني طوفان الأقصى، متنقّلاً على مدار عام كامل على جبهات القتال في مختلف مناطق قطاع غزة، متصدّراً صفوف مقاومي شعبنا البواسل، حتى أصبحت صورة السنوار أيقونة عالمية للإنسان المقاوم.

وقالت: لقد ختم القائد السنوار حياته الحافلة بالجهاد والنضال؛ بالشهادة كما تمنّى، مقبلاً غير مدبر، ولينير بإقدامه لشعبنا طريق الحرية والخلاص، وتطهير الأرض والمقدسات من دنس الصهاينة الفاشيين.

وسبق أن اعترفت قوات الاحتلال بإصابة أحد ضباطها في الاشتباك مع السنوار ورفيقيه، وأن قائد حماس ألقى القنابل تجاه تلك القوات قبل وبعد إصابته قبل استهدافه بقصف مدفعي.

الكاتب السياسي ياسر الزعاترة، أكد أن السنوار يشغلهم حيَّا وشهيدا!، مشيرًا في تعليق له على منصة اكس، تابعه المركز الفلسطيني للإعلام إلى أنه منذ أمس ودوائر استخبارات الصهاينة مشغولة بترميم المصيبة التي وقعت على رؤوسهم بصورة السنوار الأخيرة كفارس يقاتل حتى الرمق الأخير، وينعكس ذلك في دوائر الإعلام.

ووصف ذلك بأنه “حشد هراء وصور سخيفة لقلب المشهد دون جدوى”، مشددًا على أنه “بطل استثنائي بدون الصور الأخيرة، فكيف به معها؟!”.

وعلى مدار عام كامل، سعت الدعاية الإسرائيلية إلى الزعم أن السنوار وقادة حماس يختفون في الأنفاق ويتركون الناس لتقتل، ليتبين أن السنوار الذي فشلوا في الوصول إلى أي معلومة عنه كان هو يلاحقهم من ساحة مواجهة إلى أخرى في قلب المعركة، ليستشهد في اشتباك مسلح بمحض الصدفة، حيث تعرفوا على هويته بعد يوم من استشهاده.

ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي مهند مصطفى أن محاولة الاحتلال وصم وجود السنوار داخل نفق عشية انطلاق عملية طوفان الأقصى بأنها نوع من الهرب “لا يعدو كونه محاولة تشويه للصورة التي رسمتها المنطقة والعالم للرجل خلال اليومين الماضيين”، في إشارة للمشهد الأخير في حياته، إذ استشهد وهو يرتدي بزته العسكرية ويقاوم الاحتلال حتى لفظ أنفاسه الأخيرة.

واستشهد السنوار الأربعاء 16 أكتوبر الجاري برفقة اثنين من مساعديه في اشتباك مع قوة إسرائيلية في حي تل السلطان في رفح، أصيب خلاله ضابط صهيوني بجروح.

واعترفت قوات الاحتلال أن القوة الإسرائيلية تحركت في مهمة اعتيادية ولم يكن لديها معلومات عن المقاومين الذين اشتبكت معهم، حيث تبين أن أحدهم هو القائد السنوار لاحقًا بعد تصوير من طائرة دورون.

وأظهرت صور ومقاطع فيديو السنوار وهو بجعبته العسكرية وتحدث الجنود كيف هاجمهم بالقنابل قبل إصابته وبعدها، وكيف ربط ذراعه المصاب لوقف النزيف ليواصل الاشتباك بيده الأخرى، حتى تصدى في لحظاته الأخيرة لطائرة الدورون التي حاولت تصويره بعصا وجدها جواره.

ويشدد مصطفى على أنه “لا رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ولا وزير جيشه يوآف غالانت ولا المتحدث باسم الجيش دانيال هاغاري يقاتلون إلى جانب جنودهم كما فعل السنوار حتى رمقه الأخير”.

وعزا مصطفى هذا التحرك الإسرائيلي لتشويه السنوار إلى الصورة الأيقونية والرمزية التي صنعها الرجل في مخلية جيل كامل من الفلسطينيين كمقاوم قاتل الاحتلال حتى اللحظة الأخيرة، وفق تعليقه في الجزيرة.

وقال مصطفى إن الطريقة التي تحاول بها إسرائيل تشويه السردية الفلسطينية “لا يمكن وصفها إلا بالغبية، إذ إنه لم يكن مطلوبا أو متوقعا من السنوار أن يقف في وسط غزة رافعا يديه للقول: أنا هنا”، مضيفا “هذا سلوك طبيعي من رجل مقبل على خوض معركة كبيرة”.

ويتفق المحلل السياسي سعيد زياد مع مصطفى بقوله إن الإسرائيليين لديهم قلق وجودي من السردية الفلسطينية بعدما تفاعل العالم كله مع بطولة الرجل “السنوار” حتى قال اليابانيون إنه ذكرهم بمقاتلي الساموراي الذين يقاتلون حتى النفس الأخير.

ويرى زياد أن الحالة الأسطورية التي تحيط باستشهاد السنوار سلبت الإسرائيليين الكثير من الانتصارات الاستخبارية والعسكرية، مضيفا أن قادة إسرائيل يظهرون أمام العالم وهم يركضون هربا من صاروخ يعرفون أنه لن يطالهم بالنظر إلى ترسانة الصواريخ والدفاعات التي يمتلكونها.

وأضاف “هل كنتم تريدون من السنوار أن يخرج للقتال؟ ها هو قد خرج وقاتل حتى قتل، فهل يخرج قادتكم أنتم للقتال؟”.

ويرى زياد أن الصور التي تنشرها إسرائيل تعكس أزمة إسرائيل السياسية والاستخبارية والإعلامية مع السنوار الذي ظهر غير محاط بالمدنيين كما كانوا يقولون، وكان يتحرك في غرفة معيشة بسيطة جدا.

ويعزو محاولات تشويه القائد المشتبك، إلى وجود سياسة إسرائيلية راسخة، مشيرا إلى أن نتنياهو سبق أن وصف السلطة الفلسطينية بأنها “أكبر مصدر للإرهاب في العالم”، منبها إلى أن الحركة الصهيونية تحاول تحويل المقاومة الفلسطينية إلى جزء من مشروع إيراني وليست حركة تحرر وطني.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات