عاجل

الجمعة 18/أكتوبر/2024

احتفاء فلسطيني وعربي بالشهيد السنوار مقاوماً حتى الرمق الأخير

احتفاء فلسطيني وعربي بالشهيد السنوار مقاوماً حتى الرمق الأخير

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

لم تكن واقعة استشهاد الرجل الأول في حركة حماس، رئيس مكتبها السياسي يحيى السنوار حدثاً غير متوقع في أتون حرب الإبادة على غزة حيث يحرق الاحتلال الأخضر واليابس بحثاً عن فعالي المقاومة القياديين، لكن استشهاد المقاتل السنوار في خضم اشتباك مباشر مع قوات جيش الاحتلال أحيا سيرة الرجل، حتى ضحت شبكات التواصل الاجتماعي بمشهد معركته الأخيرة مشتبكاً مع مسيرة إسرائيلية، يقاوم حتى الرمق الأخير.. ويكأنه يقول، قام ولو بعصا، فالمقاومة جدوى مستمرة.

استشهد السنوار “أبو إبراهيم” في أكثر الأماكن خطورة في حي تل السلطان برفح الذي تم إخلاؤه منذ أكثر من 5 أشهر، ولم يكن في الأنفاق ولا بين النازحين، بل في ميدان المعركة فوق الأرض مشتبكا مقبلا غير مدبر، وليس كما كان يروج الإعلام الإسرائيلي وحلفاؤه من المتصهينين العرب أنه في عمق الأرض محاط بالأسرى، ويرتدي حزاما ناسفا.

وعدّ المغردون وأصحاب الرأي والفكر بأن استشهاد السنوار خسارة معنوية كبيرة لن تضعف المقاومة أو تفنيها، فهي اليوم تعمل بشكل أقرب إلى جزر وعقد قتالية متفرقة، حيث تتبع تعليمات مبدئية وميدانية تقل فيها الأدوار المركزية.

وأشار د. محمد مختار الشنقيطي إلى الطريقة التي اختارها قائد حماس لينهي رحلة طويلة من البحث عن الموت في سبيل الله، مكبداً الاحتلال خسائر لن ينساها التاريخ.

وكتب تامر، الناشط على منصة “إكس”، كيف أهدى الجنود الإسرائيليين الأغبياء حماس ويحيى السنوار صورة مشرفة بتسريب صوره وهو يحمل سلاحه مرتدياً جعبته، ليسلبهم وهو يقاتل في الصفوف الأمامية صورة النصر، ويدحض الدعاية الإسرائيلية باختبائه في الأنفاق التي لربما ادعوا انهم اغتالوه فيها!

وأكد الصحفي والكاتب السياسي المصري وائل قنديل، أن استشهاد السنوار لن ينهي حماس ولا المقاومة، وأن كتائب القسام ستكون أقوى من بعده كما حدث يوم استشهاد عزالدين القسام.

وكتب صانع المحتوى المصري الشهير ببرنامج “ألش خانة”، فصاغ سيناريو متخيلاً عما سيكتبه التاريخ عن طوفان الأقصى وقائده يحيى السنوار، وكيف أن أهل فلسطين وقعوا في مقتلة عظيمة دون أن يدفع ذلك “جيش البيت المقدس” إلى الاستسلام وإنما صمد مثخناً بالعدو بما أوتي من قوة، في إشارة إلى كتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس.

وغرد الإعلامي علاء صالح بقطع مصور أكد فيه على ما عاش لأجله السنوار من أفكار ومبادئ سياسية وعسكرية، فاستشهد مقبلاً غير مدبر سلاحه ليلهم الملايين، “فلم يمت كالبعير بل نال ما تمنى”.

وقال الناشط الفلسطيني خالد صافي، إن رئيس حماس ابن الستين عام استشهد ببزته العسكرية، يربط جرح يده ويقاوم رغم شيبته، ولم يترك ميدان القتال ولا ساحات التفاوض.

أما ناصر القرني فأشار إلى قصة أريكتين ختم السنوار حياته بعز بينها، واحد على أنقاض مكتبه الذي دمره الاحتلال عام 2021، حيث قام الاحتلال سياسيا، والأخرى بعد قتال ملهم للأطفال والأبطال، وكتب في تغريدة أخرى أن حماس بعد اغتيال الشهيدين المؤسسين أحمد ياسين وعبدالعزيز الرنتيسي لم تضعف، بل جاء بعدهم الطوفان.. “فالمقاومة جدوى مستمرة”.

وتداول مغردون نعي الممثل الأمريكي دان بيلزيريان، لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس، معربا عن أمنيته بخلاص العالم من الاحتلال وتحرير فلسطين.

وقال المعلق الرياضي حفيظ دراجي، إن السنوار رحل مثل غيره من الرجال في زمن الأنذال، صدق الله فصدقه ومضى شهيدا وفي يده بندقيته دفاعا عن دينه و وطنه و شرفه.

وأشار حمد الشامي، أن الله أراد أن تنشر صور استشهاد السنوار على يد أعدائه ليرفع مقامه، ويبرئه من شبهة الاختباء بين أبناء شعبه.

وأضاف د. خالد العتيبي بأن السنوار استشهد مشتبكاً لا مختبئاً كما يدعي الصهاينة العرب، وأن عمليات رفح البطولية كان يقودها بنفسه في الخطوط الأمامية، لابسا جعبة الحرب، مؤكدا في تغردية أخرى أن السنوار إنسان غير عادي أساء وجه العدو في حياته وفي استشهاده، وتجسدت فيه كل معاني الأمل والصمود و رباطة الجأش و الشجاعة و البطولة.

وقال الإعلامي المصري عبد المنعم محمود، إن صورة استشهاد السنوار مجعباً لن تمحى من ذاكرته، ووصفه “بالأيقونة المشرفة في أوج مأساتها، بسترته العسكرية وسلاحه، والساعة التي كانت تلمع على يده كما لو كانت أبلغ من السلاح نفسه”، مشيراً إلى أثر طوفان الأقصى الذي قاده في قلب موازني العالم الذي لم يعد ينتظر إلا حكمه على اللحظة.

وقال أحمد حجازي إن السنوار قضى مثله مثل أي جندي، يقاتل بإصرار حتى آخر نفس، دون أن يستوعب عقل أنه هذا هو قائد حماس.

واقتبس بلال بخاري فقرة من رواية الشوك والقرنفل التي سطر السنوار أوراقها في أسره عام 2004، والتي أهداها إلى من تعلقت أفئدتهم بأرض الإسراء والمعراج من المحيط إلى المحيط، مبيناً في تغريدة أخرى أنه في اللحظة التي كانت تُذبح فيها غزة، كان “المقاوم السنوار يُحكم سلكًا حديديًا حول يده المقطوعة بعد إصابتها في الاشتباك مع إسرائيل، ثم رمى بيده الأخرى ما تبقى من روحه على طائراتهم حتى فاضت إلى خالقها”.

أما علي البخيتي فكتب عن اختلافه مع منهج السنوار في المقاومة، مشيراً إلى الصهاينة العربة المتشمتين باستشهاده.

والسنوار إذن مات كما يتمنى، فقد استشهد وهو يقاتل بكل ما استطاع من قوة، ليكسر شوكة إسرائيل وهو الذي لطالما دعا ردد دعاءه “اللهم اكسر بنا شوكتهم، ونكِّس بنا رايتهم، وأذِّل بنا قادتهم، وحطم بنا هيبتهم، وأزل بنا دولتهم، وانفذ بنا قدرك فيهم بالزوال”، فقد حرم السنوار الاحتلال من صورة نصر حلموا بها، فكان مقتله “ضربة حظ” عن طريق الصدفة، ولم تكشف هوية الرجل إلا في اليوم الثاني بعد عملية تمشيط جرت لمكان الاشتباكات.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات