السبت 05/أكتوبر/2024

9 شهداء بعدوان واسع للاحتلال شمال الضفة والمقاومة تتصدى

9 شهداء بعدوان واسع للاحتلال شمال الضفة والمقاومة تتصدى

الضفة الغربية – المركز الفلسطيني للإعلام

استشهد 9 مواطنين على الأقل وأُصيب آخرون خلال عدوان واسع نفذته قوات الاحتلال الإسرائيلي في جنين وطوباس، في الضفة الغربية فجر اليوم الأربعاء، وسط اشتباكات ضارية.

وأعلنت وزارة الصحة وصول ٧ شهداء إلى مستشفى طوباس الحكومي، وشهيدان إلى مستشفى جنين الحكومي، جراء عدوان الاحتلال منذ منتصف الليلة الماضية.

وأعلنت جمعية الهلال الأحمر أن طواقمها تعاملت حتى اللحظة مع تسعة شهداء و13 إصابة جراء اقتحام الاحتلال الإسرائيلي لمحافظات طوباس، جنين، وطولكرم.

وذكرت أنها نقلت أربعة شهداء و8 إصابات من مخيم الفارعة في طوباس، و5 شهداء وإصابتين في محافظة جنين، وثلاث إصابات في محافظة طولكرم.

يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه قوات الاحتلال أنها بدأت فجر اليوم عملية عسكرية واسعة تستهدف جنين وطولكرم وطوباس شمال الضفة أطلقت عليها اسم “مخيمات الصيف”، في حين تصدت المقاومة لهذا العدوان، وأطلقت سرايا القدس على معركة التصدي “رعب المخيمات.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن عملية الاحتلال هي الأوسع منذ عملية “السور الواقي” في عام 2002، وأنها تتم بمشاركة سلاح الجو وقوات كبيرة، ويشارك فيها جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شاباك) وقوات المستعربين، كما يستخدم مروحيات ومقاتلات بشكل واسع.

وأفاد شهود بأن قوات كبيرة من جيش الاحتلال اجتاحت جنين وطوباس وطولكرم شمال الضفة الغربية من عدة محاور، ونفذت غارات جوية فيها وسط اشتباكات ضارية.

وشارك في العدوان المتواصل على شمال الضفة الغربية، طائرات مروحية ومسيرات، وعدد كبير من الآليات العسكرية المعززة بالجرافات.

وفرضت قوات الاحتلال حصارا على مدن جنين وطوباس وطولكرم، وأعاقت عمل فرق الإسعاف بشكل متعمد، ومنعتها من الوصول إلى المصابين في الأماكن التي استهدفتها.

جنين

ففي جنين، اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال المدينة من حاجز الجلمة العسكري، وتمركزت في محيط مستشفيي جنين الحكومي، وابن سينا، وسط اندلاع مواجهات عنيفة، أسفر عن استشهاد الشابين قسام محمد جبارين (25 عاماً)، وعاصم وليد ضبايا (39 عاماً)، وإصابة آخرين بجروح.

وبحسب مصادر محلية فإنّ الشهيد جبارين هو شقيق الشهيد أدهم جبارين الذي ارتقى في يناير/ كانون ثاني من العام الماضي، بينما الشهيد بلعوط، فهو جريح أصيب برصاص الاحتلال خلال انتفاضة الأقصى.

وفي الوقت ذاته، أفادت مصادر محلية أنّ قوات الاحتلال قصفت مركبة بين قريتي صير والمسلية جنوب جنين، ما أدى لاستشهاد 3 فلسطينيين وهم: سعيد الوهدان ومحمد أبو زميرو وأحمد الصوص.

كما اعتقلت تلك القوات الشاب يزن سوقية، بعد دهم منزله وتفتيشه في مدينة جنين.

وتفرض قوات الاحتلال في هذه الأثناء حظرا للتجول على الحي الشرقي من مدينة جنين، ومنعت خروج المواطنين من منازلهم.

طوباس

وفي طوباس، استشهد أربعة مواطنين وأصيب آخرون، فجرا، جراء قصف نفذته طائرة مسيرة للاحتلال على مخيم الفارعة، جنوب المدينة.

وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، إن قوات الاحتلال منعتها من الوصول إلى المنطقة المستهدف بالقصف، وفرضت حصارا مشددا على مخيم الفارعة.

والشهداء الأربعة، وفقا لمصادر صحية، هم: الشقيقان الطفلان مراد ومحمد مسعود جعايصة (13 و 17 عاما)، والشهيدين ابراهيم عبد القادر غنيمي (22 عاما)، واحمد صالح نبريصي (23 عاما).

واقتحمت قوات الاحتلال المخيم، منتصف الليلة الماضية، بعدد كبير من جنود المشاة، فيما أتبعتها بتعزيزات عسكرية من جهة حاجز الحمرا العسكري، برفقة جرافة، ونشرت القناصة داخل المخيم وفي محيطه، وسط تحليق مكثف للطائرات المسيرة.

طولكرم

وفي طولكرم، اقتحمت قوات الاحتلال المدينة من محورها الغربي، وانتشرت في أحيائها وتحديدا شارع نابلس ودوار اكتابا وحي الرشيد في ضاحية ذنابة، وجبل النصر على مدخل مخيم نور شمس شرقا، ونشرت فرق المشاة والقناصة في الأحراش والمزارع المحيطة بالمخيم، وسط تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع.

وحاصرت قوات الاحتلال مستشفيي الإسراء التخصصي في الحي الغربي، والشهيد ثابت ثابت الحكومي، وأعاقت حركة تنقل مركبات الاسعاف، واحتجزت أحدها امام المستشفى الحكومي، وفتشتها.

وتصدى مقاومون لقوات الاحتلال في طولكرم ومخيم نور شمس في طولكرم.

ودفعت قوات الاحتلال بأربع جرافات ثقيلة مدعومة بمزيد من الآليات العسكرية الى طولكرم، وشرعت بهدم وتجريف بركسات لصيانة المركبات على الشارع الغربي في محيط مسجد المرابطين يعود لعائلة سعادة.

كما جرفت البنية التحتية وشبكة المياه في محيط دوار العليمي “المحاكم” غرب المدينة، وأغلقت المكان بسواتر ترابية، وخربت محيط دوار اليونس في الحي الشمالي في طولكرم، وشارع السكة المحاذي لمديرية الشرطة في ضاحية اكتابا.

ودمرت جرافات الاحتلال خط المياه الرئيسي المغذي للمخيم، ما تسبب في انقطاع المياه عنه، ورافق ذلك تجريف واسع ودمار كبير في البنية التحتية لمداخله وشوارعه الرئيسية وممتلكات المواطنين على طول شارع نابلس المحاذي للمخيم.

وقصفت طائرة مسيرة للاحتلال موقعا في حارة المنشية في مخيم نور شمس، ما أدى إلى إصابة مواطنين. كما اعتقلت قوات الاحتلال الشاب حمزة مقبل من منزله في المخيم.

وتتمركز آليات الاحتلال ودورياته الراجلة في مختلف أحياء مخيم نور شمس وتحديدا في جبلي النصر والصالحين، وحارة العيادة، ومختلف مداخله، حيث تقتحم منازل المواطنين وتفتشها وتُخضع سكانها للتحقيق، إلى جانب مداهمة عدد من المحلات والمنشآت التجارية بعد خلع أقفال أبوابها، وسط تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع.

وقالت كتائب القسام : يخوض مجاهدونا بالاشتراك مع بقية فصائل المقاومة اشتباكات عنيفة لصد عدوان الاحتلال المستمر في مخيم الفارعة وطولكرم وجنين ويستهدفون قوات العدو وآلياته بالأسلحة الرشاشة والعبوات الناسفة محققين إصابات مباشرة.

وباستشهاد المواطنين التسعة في جنين وطوباس، يرتفع عدد الشهداء في الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إلى 660 شهيدا.

وزارة الصحة تحذر

وحذرت وزارة الصحة الفلسطينية من تداعيات حصار الاحتلال لمستشفيات جنين، وطولكرم، وطوباس وتهديداته باقتحامها.

وأضافت الوزارة في بيان لها، الأربعاء، أن عشرات المرضى يعالجون في هذه الأثناء داخل مستشفيات جنين الحكومية والأهلية والخاصة، وأن أي اقتحام لها هو تهديد مباشر لحياتهم وحياة الطواقم الطبية.

ووجهت وزارة الصحة جميع الطواقم الطبية في محافظة جنين التوجه لأقرب مركز صحي لمساندة زملائهم الأطباء في التعامل مع الوضع الطارئ في المحافظة خصوصا بعد تجريف الاحتلال للطرق المحيطة بالمستشفيات في المدينة ورفع درجة الجاهزية لخدمة أبناء شعبنا.

وطالبت الوزارة المجتمع الدولي والصليب الأحمر للتدخل لحماية المؤسسات الطبية، في الوقت الذي تعيق فيه قوات الاحتلال وصول سيارات الإسعاف إليها، ما يعرض حياة المرضى والمصابين للخطر، وهو ما يشكل انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان وللقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان.

وكانت قوات الاحتلال قطعت الطرق على مستشفى ابن سينا بالسواتر الترابية، وحاصرت مستشفى الشهيد خليل سليمان ومقر جمعيتي الهلال الأحمر وأصدقاء المريض.

حماس تعقب

وفي تعقيباها على العدوان، قالت حركة حماس إن العملية العسكرية الموسّعة التي أطلقها جيش الاحتلال الإرهابي في محافظات الضفة الغربية المحتلة، وخاصة محافظات الشمال، محاولة عمليَّة لتنفيذ مخططات حكومة المتطرفين الصهاينة، التي عبّر عنها وزراؤها الفاشيون، وتوسيع حرب الإبادة الوحشية القائمة في قطاع غزة لتشمل مدن وبلدات ومخيمات الضفة المحتلة.

وأشارت حماس في بيانها الأربعاء إلى استهداف الاحتلال الواسع في جنين وطوباس وطولكرم والخليل ورام الله، والشروع في عمليات اقتحام واعتقال وتدمير ممنهج للبنية التحتية، باستخدام قوات عسكرية كبيرة يرافقها قصف جوي من المُسيَّرات والطيران الحربي.

بدورها قالت حركة الجهاد الإسلامي في بيان لها إن الاحتلال يسعى من خلال هذا “العدوان إلى نقل ثقل الصراع إلى الضفة المحتلة في محاولة لفرض وقائع ميدانية جديدة”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات