الجمعة 18/أكتوبر/2024

“آيسل وآسر”.. ماذا يعني أن تستخرج شهادة الميلاد والوفاة في اللحظة ذاتها؟

“آيسل وآسر”.. ماذا يعني أن تستخرج شهادة الميلاد والوفاة في اللحظة ذاتها؟

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

“الطفلان آيسل وآسر بأي ذنبٍ قُتِلا؟”.. بهذا التساؤل الذي يحمل كل معاني القهر والألم، ويروي حكاية أخرى من حكايا الوجع الفلسطيني في غزة، بطلاها هذه المرة وفصول حكايتها، عصفوران من عصافير الجنّة وأمّهما التي لم يتجاوز فرحها بهما ووالدهما الأيام الأربع، قبل أن يغتالهم القصف الصهيوني الغادر، فترحل العائلة ويبقى الأب محمد أبو القمصان وحيدًا شاهدا على فصول الإبادة المتواصلة، بحسب ما ذكرت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة.

وتقول وزارة الصحة الفلسطينية في تصريح وصل المركز الفلسطيني للإعلام: أربعة أيام هي عمر التوأم أيسل وأيسر أبو القمصان، واللذان ولدا على وقع أيام الحرب التي لم تُمهلهم إدراك من ولماذا وبأي سبب تُسلب براءتهم؟!

ويتابع البيان بالقول: فمع ساعات الصباح تبدلت تفاصيل عائلة أبو القمصان من فرحة الوالدين بالتوأم حيث كان الاب ينهي إجراءات استخراج شهادات الميلاد لتتحول تلك الشهادات الى نقطة أخيرة في حياة أيسل وأيسر ووالدتهما التي احتضنت طفليها أمام قصف المدافع والطائرات، ولكنها نقطة في مسلسل قتل الأطفال واستباحة دمائهم ضمن ما يسمّيه الاحتلال بنك أهدافه أمام مرأى ومسمع العالم حيث بلغ عدد الشهداء من الأطفال منذ بدء العدوان على غزة 115 طفلاً.

المواطن الغزّي محمد أبو القمصان الذي لم تسعه الفرحة وهو يستخرج شهادة ميلاد ولديه التوأم “أيسل وأيسر”، اللذين تركهما مع والدتهما وجدتهما في شقة نزحوا إليها من شمال قطاع غزة إلى دير البلح، حيث سارع الخطا فرِحًا لاستلام شهادة ميلادهما الذي كان قبل 3 أيام (10 أغسطس/ آب الجاري).

وبينما كان محمد يستلم شهادات ميلاد توأمه، رنّ جرس هاتفه، ليبلغه المتصل بأن شقتك قصفت وزوجتك وطفليك الآن في مستشفى شهداء الأقصى.

الشهيدان الطفلان آيسل وآسر أبو القمصان قضيا بغارة صهيونية

لم يتمالك محمد نفسه، فجع بطفليه اللذين انتظرهما بشوق هو وزوجته الدكتورة الصيدلانية جمانة عرفة، والتي كانت قد نشرت يوم إنجابها على حسابها على فيسبوك منشورًا أسعد كل من يعرفها، تبشرهم بقدوم طفلتها وطفلها التوأم إلى الدنيا (آسر وآيسل)، لتنهال عليها المباركات وعبارات الفرح والابتهاج بقدومهما إلى الدنيا، علّها تكون فرحة رغم كل المآسي حولهما.

لكن الفرحة والتهاني انقلبت لتعازي على ذات المنشور، وبدلًا من “مبارك” عبّر المعلقون عن صدمتهم بالخبر، معزّين برحيلها مع طفليها بقصف إسرائيلي غادر لشقتهم في دير البلح.

ونزح محمد وزوجته الشهيدة جمانة من مدينة غزة، وتمكن من العثور على شقة سكنية في دير البلح، حتى ترتاح فيها زوجته الحامل بالتوأم، لكنه لم يكن يعلم أن هذه الشقة ستكون هدفًا لصواريخ الاحتلال، وأن فرحته بتوأمه ستتحول بعد 3 أيام فقط لعزاء وألم.

وعلى صفحتها على فيسبوك، كتبت إحدى صديقات الشهيدة الأم: “الدكتورة جمانة كانت من ألطف وأرقى البنات في غزة، بتحكي 3 لغات، دكتورة صيدلانية، اهتمت بالتجميل كتير، كانت بشوشة وصوتها ناعم، وابتسامتها بتجنن، عمري ما طلبتها في شي وترد دعوتي”.

أضافت: “جمانة أقسى شي حملته هو جهاز في شفرة لقياس السكر! لا كانت مقاومة، ولا حملت سلاح، ولا كانت بدها تموت! يا بنات غزة الحلوات كتير…. إزرعوا الجنة شتلات الورد، وإحكوا لله كل شي!”.

بدورها قالت وزارة الصحة الفلسطينية، إنه باستشهاد الطفلين الرضيعين آيسل وآسر أبو القمصان، بلغ إجمالي عدد الأطفال الرضع الذين وُلِدوا واستشهدوا في حرب الإبادة الجماعية 115 طفلًا، عاشوا لحظات قصيرة من الحياة قبل أن تُزهق أرواحهم تحت وطأة القصف والعدوان.

وتتواصل حرب الإبادة الجماعية التي تشنها “إسرائيل” على قطاع غزة لليوم الـ 312 على التوالي، مخلفة 39 ألفًا و929 شهيدًا، بالإضافة لـ 92 ألفًا و240 مصابًا بجروح متفاوتة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات