السبت 03/أغسطس/2024

هل سيُعزِّز اغتيال “هنيَّة” في “طهران” حالة الاشتباك القائمة بالمنطقة؟

أنور بن قاسم الخضري

في وسط العاصمة الإيرانية “طهران”، وفي حدود الساعة الثانية فجر يوم الأربعاء، الموافق 31 يوليو 2024م، جرى اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، إسماعيل هنيَّة، والذي حضر مراسيم تنصيب الرئيس الإيراني المنتخب حديثًا، مسعود بزشكيان، في اليوم السابق.

ويأتي اغتيال “هنية” عقب ساعات معدودة مِن اغتيال القائد العسكري بـ”حزب الله” اللبناني، فؤاد شكر ، بهجوم مِن قبل الطيران الإسرائيلي، بالضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية “بيروت”، ردًّا على مقتل (12) مراهقًا وإصابة (30) شخصًا آخرين، في الهجوم الذي استهدف ملعب كرة قدم في قرية مجدل شمس الدرزية بمرتفعات الجولان المحتلَّة، السبت الماضي، والذي ألقت فيه “تل أبيب” اللوم على “حزب الله” اللبناني الموالي لإيران، حيث غرَّد وزير الجيش الإسرائيلي، “يوآف غالانت”، عبر منصَّة (X)، بعد دقائق مِن الغارة بالقول: ”لقد تجاوز حزب الله الخطَّ الأحمر”.

هذه الأجواء التصعيدية في المنطقة والتي وصلت عواصم عربية وإسلامية تستدعي المخاوف التي أطلقها مسئولون في المنطقة العربية -وخارجها- عن اتِّساع رقعة الحرب الدائرة في غزَّة في ظلِّ استمرار عدوان دولة الكيان الصهيوني على القطاع منذ أكثر مِن (300) يوم، في محاولة لاستعادة الأسرى التي احتجزتهم المقاومة الفلسطينية إثر أحداث عملية “طوفان الأقصى” التي جرت في 7 أكتوبر مِن العام الماضي.

فما مدى انفتاح الصراع في المنطقة على مصراعيه بانخراط دول وجماعات عربية وإسلامية في الصراع؟ وهل ستكون اليمن مسرحًا لتلك المواجهة؟ خصوصًا أنَّ جيش الكيان الصهيوني باشر قصف ميناء الحديدة، يوم السبت 20 يوليو 2024م، بغارات جويَّة أوقعت عددًا مِن القتلى والجرحى، وذلك غداة هجوم قامت بها جماعة الحوثي ضدَّ “تل أبيت”، بطائرة مسيَّرة، أسفر عن مقتل مدني واحد.

السياقات:
يأتي اغتيال قائد حركة “حماس” الفلسطينية المقاومة، إسماعيل هنيَّة، والذي لم يصدر حتَّى اللحظة أيَّ تبنٍّ إسرائيلي له، في ظلِّ سياقات حديثة عدَّة شهدتها المنطقة ترتبط بأحداث العدوان على غزَّة، منذ أكتوبر 2023م.

فعلى الصعيد التركي، كانت الأنباء تواردت بشأن دعوة الحكومة التركية للرئيس الفلسطيني، محمود عبَّاس، ورئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، إسماعيل هنيَّة، لإلقاء كلمة أمام البرلمان التركي ، كردٍّ على قيام الولايات المتَّحدة الأمريكية بدعوة رئيس الحكومة الإسرائيلية، “بنيامين نتنياهو”، لإلقاء كلمة أمام الكونغرس الأمريكي.

وكان خطاب الرئيس التركي، رجب طيِّب أردوغان، الذي أدلى به خلال اجتماعه بمسئولي “حزب العدالة والتنمية”، في مدينة ريزا شمال شرقي تركيا، في 28 يوليو، والذي قال فيه: “كما دخلنا قرَّه باغ، وكما دخلنا ليبيا، قد نفعل الشيء نفسه معهم..”، في إشارة إلى إسرائيل، أثار حفيظة القيادات الإسرائيلية، ما دفع وزير الخارجية الإسرائيلي، “يسرائيل كاتس”، بالردِّ عليه، عبر حسابه على منصَّة (X)، بالقول: إنَّ الرئيس “أردوغان” يسير على خطى الرئيس العراقي السابق، صدَّام حسين، ويُهدِّد بمهاجمة إسرائيل؛ وأضاف: إنَّه ينبغي عليه أن يتذكَّر كيف انتهى ذلك الأمر في العراق .

وقد جاء خطاب “أردوغان” عقب إعلان تركيا رسميًّا قطع جميع العلاقات التجارية مع إسرائيل، في شهر مايو الماضي؛ في ظلِّ جهود دبلوماسية وسياسية واقتصادية تبذلها تركيا لإيقاف العدوان على غزَّة، ودعوات داخلية تطالب الحكومة التركية بالتدخُّل لإيقاف الحرب.

وعلى الصعيد الإيراني، كانت إيران قد شهدت مقتل رئيس الجمهورية، إبراهيم رئيسي، وعدد مِن المسئولين الإيرانيين، إثر تحطُّم مروحيَّة كانت تُقلُّهم بمنطقة جبلية شمال غربي البلاد، في 20 مايو (الماضي)، في ظلِّ ملابسات عديدة أثارت الأسئلة حول طبيعة مقتله، فإيران تعدُّ داعمًا رئيسًا لحركة المقاومة الإسلامية، وحركة الجهاد الإسلامي، في فلسطين، خصوصًا عقِبَ تراجع الدعم والإسناد العربي لها منذ عقدين مِن الزمن. وقد ساندت إيران الحركة في عدَّة ملفَّات، ومِن خلال جهود دبلوماسية وسياسية، ودعم اقتصادي وعسكري.

وشكَّل “محور المقاومة” الذي تتزَّعمه إيران، وخصوصًا “حزب الله” في لبنان، و”جماعة الحوثي” في اليمن، مؤخَّرًا، وفي ظلِّ العدوان الجاري على غزَّة سندًا للمقاومة الفلسطينية التي تركت تواجه مصيرها أمام الكيان الصهيوني وحلفائه مِن الدول الغربية، بزعامة الولايات المتَّحدة الأمريكية وبريطانيا، في حرب غير متكافئة، ذهب ضحيَّتها حتَّى الآن أكثر مِن (40) ألف قتيل، و(200) ألف مصاب، وعشرات الآلاف مِن المفقودين والجوعى والمرضى، في ظلِّ حصار خانق ساهمت فيه دول عربية محيطة بفلسطين.

وشكَّلت هجمات جماعة الحوثي على السفن الإسرائيلية، أو المتَّجهة إلى إسرائيل، المارَّة بالبحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن، وهجمات “حزب الله” على المناطق الشمالية مِن الكيان المحتلِّ، عامل إزعاج وقلق للقيادة الإسرائيلية التي تواجه ملحمة بطولية في غزَّة، وخسائر وضربات متوالية مِن المقاومة الفلسطينية. هذا فضلًا عن الهجمات التي انطلقت مِن الكيانات الشيعية في العراق وسوريا والموالية لإيران باتِّجاه إسرائيل. وهي جميعًا تشير إلى انخراط إيران بشكل غير مباشر في الصراع مع إسرائيل، وفق حسابات وأجندات تراها طهران، وتتقاطع مع حالة المقاومة الفلسطينية في غزَّة.

وتأتي زيارة إسماعيل هنيَّة في هذه الأجواء المتوتِّرة بين محور إيران وإسرائيل في المنطقة، وعقب حوادث اغتيال طالت قيادات عسكرية إيرانية وأخرى مِن “حزب الله”، وهجمات متبادلة بين إيران وإسرائيل وعلى امتداد سوريا والعراق. وآخرها اغتيال فؤاد شكر بالضاحية الجنوبية ببيروت قبل مقتل “هنيَّة” بساعات.

لماذا اغتيال “هنيَّة”؟
يذهب المحلِّلون إلى أنَّ الإخفاق الكبير الذي منيت به إسرائيل في قطاع غزَّة، وعجزها عن تحقيق أهدافها العسكرية لعمليَّاتها المستمرَّة منذ عشرة أشهر تقريبًا ضدَّ المقاومة الفلسطينية، في محاولة لاسترداد الأسرى وتحرير الرهائن، والقضاء على قيادات حماس وكتائب القسَّام في القطاع، وتدمير قواها العسكرية، دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي “نتنياهو” للقيام بعمليَّات عسكرية خارج إسرائيل، لتحقيق عدَّة أهداف:

إطالة أمد الصراع والحرب لصالح بقاء حكومته وبهدف تجنُّب محاكمته على قضايا فساد سابقة، ونجاته مِن المحاسبة التي تطالب أطراف عدَّة في الكيان الصهيوني بها إزاء فشل حكومته أمام أحداث 7 أكتوبر (2023م).

استعراض قوَّة إسرائيل التي انهارت صورتها واهتزَّت سمعتها أمام الرأي العام العالمي والإقليمي، في ظلِّ الضربات التي توجَّه للجيش الإسرائيلي في ميدان المعركة، لهذا فإنَّ عمليَّات القصف ضدَّ القنصلية الإيرانية بدمشق في سوريا، وميناء الحديدة في اليمن، وقصف الضاحية الجنوبية ببيروت، والقيام باغتيال “هنيَّة” في طهران، ستظهر إسرائيل كقوَّة إقليمية لا تزال تتفوَّق على محيطها.

توجيه رسالة للداخل بنجاح حكومة “نتنياهو” في القضاء على قيادات عسكرية وسياسية معادية لإسرائيل، مِن خلال استهدافهم بشكل مباشر ودون أيِّ خوف مِن أيِّ ردِّ فعل على ذلك.

الضغط على حركة حماس لخفض سقف مطالبها في المفاوضات الجارية بشأن إيقاف الحرب الجارية في غزَّة، فقد سبق أن هدَّد “نتنياهو” باستهداف قيادات الحركة، العسكرية والسياسية، في الداخل والخارج.


ولا شكَّ أن شخصيَّة بحجم “فؤاد شكر” في “حزب الله”، وحجم “إسماعيل هنيَّة” في حركة حماس، تمثِّل هدفًا مناسبًا لتحقيق تلك الأهداف. وقد كان مِن الاتِّفاق العجيب أن يتمَّ اغتيال الرجلين في أقل مِن (12) ساعة، وفي ظلِّ وجود “هنيَّة” على الأراضي الإيرانية حيث ينشط “الموساد” الإسرائيلي، وهو ما سهَّل العملية.
في المقابل، ظلَّت حركة حماس متمسِّكة بمطالبها وشروطها لإطلاق سراح الأسرى والرهائن الصهاينة، الجنود والمدنيين، طيلة فترة المفاوضات الجارية بين الكيان الصهيوني وحركة حماس، منذ نوفمبر الماضي؛ ورفضت كافَّة الضغوط التي مورست عليها، سواء مِن خلال استهدافها واستهداف قياداتها وكوادرها ومؤسَّساتها، أو مِن خلال رفع كلفة فاتورة الحرب، على صعيد القتلى والمصابين والدمار والخراب.
ردود الفعل الإقليمية والدولية:
على إثر اغتيال “هنيَّة”، اجتمع مجلس الأمن القومي الأعلى الإيراني مع المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية، علي خامنئي، بحضور قائد فيلق القدس، إثر حادثة الاغتيال، معتبرًا اغتيال “هنيَّة” “مقامرة خطيرة” . وقال الحرس الثوري الإيراني في بيان له إنَّنا ندرس أبعاد حادثة اغتيال “هنيَّة” في طهران، و”سنعلن عن نتائج التحقيق لاحقًا”. وقال المتحدِّث باسم الخارجية الإيراني، ناصر كنعاني: الجهات المختصَّة لا تزال تحقِّق في أبعاد وتفاصيل اغتيال هنية، وأضاف: دماء المجاهد المناضل للخلاص مِن براثن المحتلِّين الصهاينة لن تذهب هدرًا أبدًا. مؤكِّدًا أنَّ استشهاد “هنيَّة” في طهران سيقوِّي ويُعمِّق الصلة الوثيقة بين طهران وفلسطين والمقاومة.
وقد أدانت وزارة الخارجية التركية اغتيال “هنية”، معتبرة أنَّ هدف الهجوم “توسيع الحرب في غزَّة إلى مستوى إقليمي”، وحذَّرت مِن أنَّه في حال لم يتَّخذ المجتمع الدولي إجراءات لوقف إسرائيل فإنَّ “منطقتنا ستواجه نزاعات أكبر بكثير”. وقال رئيس البرلمان التركي، نعمان كورتولموش، عن حادثة اغتيال “هنية”: “إسماعيل هنية استشهد جرَّاء هجوم دنيء للإدارة الإسرائيلية الصهيونية عدوَّة الإنسانية”.
مِن جانبها، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن نائب وزير الخارجية الروسي، “ميخائيل بوغدانوف”، قوله: إنَّ مقتل “هنيَّة” هو “جريمة سياسية غير مقبولة على الإطلاق”، مضيفًا: أنَّها “ستؤدِّي إلى مزيد مِن التصعيد في التوتُّرات”. وأضاف أنَّ مقتل “هنيَّة” ستكون له تداعيات سلبية على محادثات وقف إطلاق النار في غزَّة. وكثيرًا ما ندَّدت روسيا التي تربطها علاقات مع الدول العربية وإيران وحماس وإسرائيل بالعنف في المنطقة، واتَّهمت الولايات المتَّحدة بتجاهل ضرورة وجود دولة فلسطينية مستقلَّة . وكذلك أعلنت وزارة الخارجية الصينية اعتراضها وإدانتها لاغتيال “هنيَّة”، ومؤكِّدة على ضرورة وقف إطلاق النار بغزَّة في أقرب وقت لتجنُّب زيادة التصعيد والمواجهة .
مِن جهة أخرى، أدانت جمهورية مصر العربية، في بيان صادر عن وزارة الخارجية، سياسة التصعيد الإسرائيلية الخطيرة خلال اليومين الماضيين، واعتبرت أنَّ هذا التصعيد الخطير ينذر بمخاطر إشعال المواجهة في المنطقة بشكل يؤدِّى إلى عواقب أمنية وخيمة، ومحذِّرة مِن مغبَّة سياسة الاغتيالات وانتهاك سيادة الدول الأخرى، وتأجيج الصراع في المنطقة .

وأدانت المملكة الأردنية الهاشمية حادث الاغتيال، معتبرة إيَّاه “خرقًا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وجريمة تصعيدية ستدفع باتِّجاه المزيد مِن التوتُّر والفوضى في المنطقة”. كما أدانت الجمهورية السورية الحادثة وقالت وزارة الخارجية والمغتربين السورية: إنَّ “الكيان الصهيوني ارتكب جريمة جديدة عندما قام بعدوان إرهابي في العاصمة الإيرانية طهران أدَّى إلى استشهاد هنية”، مضيفة أنَّها تدين هذا “العدوان الصهيوني السافر، وهذا الانتهاك الخطير لسيادة الدولة الإيرانية، الذي يمثِّل انتهاكًا للقانون الدولي”، مضيفة بأنَّ “استمرار استهتار الكيان الإسرائيلي بالقوانين الدولية، وعدم انصياعه لقرارات مجلس الأمن والجمعية العامَّة، ودعوات معظم دول العالم لوقف مجازره، قد يقود إلى اشتعال المنطقة برمتها”.

وقال رئيس الجمهورية اللبنانية، نجيب ميقاتي، في إدانته للحادثة: “نرى في هذا العمل خطرًا جدِّيًّا بتوسُّع دائرة القلق العالمي والخطر في المنطقة” .

كما أدانت الخارجية القطرية اغتيال “هنيَّة”، واعتبرته “جريمة شنيعة”، و”تصعيدًا خطيرًا”، وانتهاكًا سافرًا للقانون الدولي والإنساني، مؤكِّدة أنَّ استهداف إسرائيل للمدنيين بغزَّة سيؤدِّي لانزلاق المنطقة للعنف وتقويض فرص السلام. وجاء في بيان نشرته وزارة الخارجية القطرية، على حسابها الرسمي على موقع “إكس”، أنَّ الدوحة تؤكِّد أنَّ “عملية الاغتيال هذه والسلوك الإسرائيلي المستهتر باستهداف المدنيين المستمر في غزَّة مِن شأنهما الإفضاء إلى انزلاق المنطقة إلى دائرة الفوضى وتقويض فرص السلام” .

علمًا بأنَّ قطر تستضيف أعضاء المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، بالعاصمة الدوحة، وترعى مفاوضات الوساطة الجارية بين الحركة وإسرائيل منذ أحداث 7 أكتوبر الماضي، في سبيل إيقاف الحرب وإطلاق الأسرى الصهاينة المحتجزين لدى حركات المقاومة الفلسطينية بغزَّة.

مِن جهتها، أعلنت واشنطن نفيها التورُّط في عملية الاغتيال، فقد أكَّد وزير الخارجية الأمريكي، “أنتوني بلينكن”، عدم علم بلاده المسبق بعملية اغتيال إسماعيل هنيَّة في طهران، وأنَّه لم يكن لها أيُّ دور فيه.

التداعيات:
إنَّ حادثة اغتيال إسماعيل هنيَّة، في هذا التوقيت، سيكون لها تداعيات عدَّة، خصوصًا أنَّها تأتي في ظلِّ سياق عدوان إسرائيلي متوحِّش وهمجي على قطاع غزَّة، وصدام إيراني إسرائيل بشكل مباشر وغير مباشر، على مستوى المنطقة، وعبر أدوات إيران في العراق وسوريا ولبنان واليمن، وتحذيرات متكرِّرة مِن خطورة انجرار المنطقة لحرب مفتوحة في حال اتَّسعت جبهات الصراع وانخرطت أطراف عدَّة في الحرب.

فقد توعَّدت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” باستمرار نهجها المقاوم في غزَّة، وبالانتقام لدم “هنيَّة”، وعدم الخضوع للضغوط والممارسات الإسرائيلية. كما أكَّد المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، إثر اغتيال “هنية”، أنَّ إسرائيل “ستعاقب بشدَّة” على اغتياله، معتبرًا أنَّ “الثأر لاغتيال هنيَّة واجب على إيران”، لأنَّه اغتيل على أراضيها، وتوعَّد بـ”عقاب قاسٍ” لإسرائيل، ورأى أنَّ إسرائيل “وفَّرت أساسًا لمعاقبتها بقسوة”. كما توعَّد الرئيس الإيراني الجديد، مسعود بزشكيان، بجعل إسرائيل تندم على اغتيال “هنيَّة” في طهران؛ وقال: إنَّ إيران “ستدافع عن وحدة أراضيها وكرامتها وشرفها وكبريائها، وستجعل المحتَّلين الإرهابيين يندمون على فعلتهم الجبانة” .

وهذا يرجِّح مزيد تنسيق وتعاون لجبهات الحرب والمواجهة، ما بين القوى المقاومة الفلسطينية وإيران والجماعات الموالية لها في كلٍّ مِن لبنان وسوريا والعراق واليمن، فقد أكَّد عضو المكتب السياسي لحركة “أنصار الله”، حزام الأسد، أنَّ ما فعلته إسرائيل تجاوز كلَّ الخطوط الحمراء، وأنَّ التنسيق جارٍّ في مسار الردِّ الذي سيكون شافٍ وكبير وبحجم الحدث وبحجم الاستهداف، محذِّرًا مِن أنَّ “الاحتلال فتح القبر على نفسه، ولن يمرَّ الحدث مرور الكرام”، كما حذَّر واشنطن مِن أنَّها “ستدفع ثمنًا مؤلمـًا نتيجة دعمها وغطائها الذي توفِّره للاحتلال للقيام بجرائمه التي يرتكبها، وبحقِّ الاغتيالات التي ينفِّذها، وكان آخرها القائد هنية” .

وبالتالي، فإنَّ الحرب في فلسطين قد تأخذ منحى جديدًا في المنطقة، حيث أصبح مِن الصعب على الولايات المتَّحدة الأمريكية، ومجلس الأمن، كبح جماح العدوان الإسرائيلي وإيقاف الحرب وتداعياتها التي تتصاعد وتيرتها شيئًا فشيئًا في عدَّة ساحات خارج فلسطين.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات