اغتيال هنية في طهران.. ما تبعات الإقدام عليه؟
![محمود سلطان محمود سلطان](https://palinfo.com/wp-content/uploads/2024/05/6ebf4148.jpeg)
اغتيل فجر اليوم إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، ولم يعلن أحد مسؤوليته عن الاغتيال، لكن الشكوك تحوم على الفور حول إسرائيل، التي تعهّدت بقتل هنية وغيره من قادة حماس؛ بسبب الهجوم الذي شنّته في 7 أكتوبر/تشرين الأول على إسرائيل والذي أسفر عن مقتل 1200 شخص، واحتجاز حوالي 250 آخرين.
تطور خطير
بعد دقائق من الإعلان رسميًا عن اغتيال هنية، وصف موقع “إسرائيل اليوم” عملية الاغتيال بـ “التطور الخطير” الذي “من شأنه أن يعيد تشكيل الحرب المستمرّة منذ أكثر من تسعة أشهر في غزة”.
العملية بالغة الخطورة، وهي زلزال حقيقيّ، قد يضرب الشرق الأوسط، وقد يتضرر منه الداخل الإسرائيلي نفسه، ولعل ذلك الذي حمل تل أبيب ـ المتهم الأول حتى الآن ـ على الصمت والتهرب من أي أسئلة من صحفيي المنصات الإخبارية العالمية.
وأيًا ما كان الأمر.. فهل إسرائيل “سعيدة” باغتيال أهم قيادة عربية معادية لها؟! ليس بوسع أحد أن يقطع بذلك! فالشارع الإسرائيلي مشغولٌ بصفقة تبادل الأسرى مع المقاومة، وليس باغتيال قادة فلسطينيين.
توقيت العملية، ربما يعيد نتنياهو إلى هدف في ميدان رماية الإسرائيليين مجددًا، الذين يعتبرونه أكبر عائق أمام إبرام صفقة تعيد أبناءهم الأسرى في غزة. بل ربما يُنظر إلى عملية اغتيال هنية بوصفها عملًا ليس في صالح الأمن القومي الإسرائيلي، وإنما في خدمة سيناريوهات نتيناهو المتعددة والمتنوعة لإفشال أي جهود لإنهاء الحرب، وتسوية ملف الأسرى؛ خوفًا من استئناف محاكمته في قضايا فساد، بات من المؤكد أنها ستقوده إلى السجن بعد أن تضع الحرب أوزارها.
عملية الاغتيال، من المرجح أنها قد نُفذت بدون استشارة سيد البيت الأبيض “الضعيف” معتمدة على أنه غير قادر حتى على العتاب أو التوبيخ.. فالبيان الأميركي قال إنه على “علم بالتقارير التي تتحدث عن اغتيال هنية”، فضلًا عن تصريحات وزير الدفاع الأميركي الذي أعاد ذات المعنى وأنه علم بـ”خبر” العملية، مثله مثل عامة الناس وليس كأكبر راعٍ للبلطجة الإسرائيلية في المنطقة.
انفلات العقل السياسي الإسرائيلي
بيدَ أنه ليس من شك في أن هاريس نائبة الرئيس “المغيب” والذي لا يُخفي حاجته المستمرة إلى النوم فيما يشتعل العالم من حوله ـ المرشحة المحتملة، في مواجهة منافس جمهوري عدواني وشرس – هي الآن في ورطة وأمام سؤال انفلات العقل السياسي الإسرائيلي، وعجز إدارتها “المؤقتة” عن وقف تهوره ونزقه وإحراج واشنطن أمام حلفائها الإقليميين، وتحملها سداد فواتير هوس نتنياهو بالسلطة ولو على حساب العالم كله، خاصة أن الحدث جلل، ويمسّ بسمعة الولايات المتحدة الأميركية، وبنفوذها وقدرتها في التأثير على قنوات وأوعية صناعة القرارات الإقليمية السيادية في الشرق الأوسط.
فضلًا عن تكلفة تورّطها في المنطقة حال دخلت إسرائيل في حرب أوسع تمتد من طهران والعراق شمالًا وإلى صنعاء جنوبًا مرورًا بلبنان وحزب الله المسلح، بما يعيد إسرائيل إلى ما قبل وجودها.
ومن المرجح أن تفضي العمليّة إلى مراجعة أميركية لخطابها التبريري للعربدة الإسرائيلية في المنطقة، إذ بات شعار “حقّ إسرائيل في الدفاع عن نفسها” شيكًا على بياض استخدمه نتنياهو لإضافة المزيد إلى رصيده السياسي بكل حمولته الشخصية القلقة من المحاكمة بعد الحرب، وخصمًا من رصيد واشنطن في منطقة مضطربة ولا يفصلها عن الفوضى إلا غياب الحضور الأميركي بشقّيه: العسكري والسياسي.
صفعة للسرديات العربية
ولذا فإنه ليس من شك في أن اغتيال هنية “تهوّر” لا تُقدم عليه قيادة سياسية رصينة وعاقلة، فهو قد جاء بعد سويعات قليلة من محاولة اغتيال قيادة عسكرية وازنة لحزب الله في الضاحية الجنوبية من بيروت، وقبل أن يقرّر الحزب سقف الرد على العملية.. فعلامَ كان يراهن نتنياهو وهو يوقّع على قرار اغتيال أرفع مسؤول سياسي ودبلوماسي في حماس، وأن يتم ذلك في داخل إيران التي تنتشر أذرعها العسكرية في أربع عواصم عربية، وصواريخها قادرة على إلحاق الأذى بنصف إسرائيل؟!
العملية إهانة لإيران.. واستفزاز ليس بوسع المراقب، أن يستشرف مآلاته والخطوة التالية له. إذ يتعين على السلطات الإيرانية الإجابة عن سؤال: لِمَ اغتيل في طهران تحديدًا؟!.. وليس في أية عاصمة أخرى من تلك التي كان يقيم فيها أو زائرًا إليها كمفاوض ممثلًا لحماس؟!
وتبقى الإشارة هنا إلى أن اغتيال هنية يعتبر أكبر صفعة للسرديات العربية التي أحرجتها عملية “طوفان الأقصى” وما تلاها من صمود أسطوري على غير أي مثال سابق في تاريخ الشعوب التي كافحت من أجل استقلالها.
إذ لم تنفك ـ تلك السرديات قبل اغتياله ـ عن الادعاء بأنه يرفل في دفء الفنادق المخملية خارج فلسطين، تاركًا شعبه تفترسه آلة الحرب الإسرائيلية الهوجاء والعمياء، حيث استشهد أخيرًا هنية، ومن قبله ثلاثة من أبنائه حازم ومحمد وأمير في غارة جوية إسرائيلية في 10 أبريل/نيسان الماضي، كما فقد أربعة من أحفاده، هم ثلاث فتيات وصبي، في الهجوم نفسه.
*كاتب وصحفي مصري
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
![أحزاب وهيئات عربية تندد باغتيال إسماعيل هنية](https://palinfo.com/wp-content/uploads/2023/10/image-637.jpg)
أحزاب وهيئات عربية تندد باغتيال إسماعيل هنية
عواصم - المركز الفلسطيني للإعلام أدانت أحزاب وهيئات وشخصيات عربية، اغتيال الاحتلال الصهيوني قائد حركة حماس إسماعيل هنية بغارة على طهران. وتقدم حزب...
![اغتيال إسماعيل هنية .. غضب شعبي وتنديد فلسطيني واسع](https://palinfo.com/wp-content/uploads/models/media/images/2022/7/15/-722088996.jpg)
اغتيال إسماعيل هنية .. غضب شعبي وتنديد فلسطيني واسع
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام بغضب شعبي عارم، وتنديد فلسطيني واسع تتوالى ردود الأفعال على جريمة الاحتلال الصهيوني في اغتيال رئيس المكتب السياسي...
![إدانات دولية لاغتيال إسرائيل إسماعيل هنية](https://palinfo.com/wp-content/uploads/2024/07/Hanyah-1024x675.jpeg)
إدانات دولية لاغتيال إسرائيل إسماعيل هنية
عواصم - المركز الفلسطيني للإعلام أدانت العديد من الدول -اليوم الأربعاء- اغتيال إسرائيل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية في طهران. إيران...
![في يومها الـ299.. أبرز تطورات الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة](https://palinfo.com/wp-content/uploads/2024/07/300724_Khan_Yunis_OSH_2_0014-1080x675.jpg)
في يومها الـ299.. أبرز تطورات الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام تواصل قوات الاحتلال الصهيوني ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة، لليوم الـ 299 تواليًا، عبر شن عشرات الغارات...
![3 شهداء مدنيين و74 جريحا حصيلة الغارة الإسرائيلية قرب بيروت](https://palinfo.com/wp-content/uploads/2024/07/050bb16c-c6b3-4687-b4a8-063271ca2a37.jpeg)
3 شهداء مدنيين و74 جريحا حصيلة الغارة الإسرائيلية قرب بيروت
بيروت – المركز الفلسطيني للإعلام استشهد 3 مدنيين، هم سيدة وطفلان، جرّاء الغارة الإسرائيلية مساء الثلاثاء على الضاحية الجنوبية لبيروت، وفق حصيلة غير...
![هنية يبحث مع الرئيس الإيراني التطورات بغزة](https://palinfo.com/wp-content/uploads/2024/07/هنية-ووفد-من-الحركة-1080x675.jpeg)
هنية يبحث مع الرئيس الإيراني التطورات بغزة
طهران – المركز الفلسطيني للإعلام بحث رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، الثلاثاء، آخر التطورات السياسية...
![حماس تدين العدوان الصهيوني على لبنان](https://palinfo.com/wp-content/uploads/2024/07/Screenshot-2024-07-30-215214-1080x675.jpeg)
حماس تدين العدوان الصهيوني على لبنان
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام أدانت حركة حماس، اليوم الثلاثاء، بشدّة العدوان الصهيوني الغاشم على لبنان والشعب اللبناني الشقيق، والذي استهدف...