وسط غياب قسري لطلاب غزة.. إعلان نتائج “التوجيهي” دون نسبة عامة للنجاح

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام

تحت غمامة من الحزن العميق تظلل سماء غزة، أعلنت اليوم نتائج الثانوية العامة “التوجيهي” في الضفة الغربية المحتلة، دون تحديد نسبة عامة للنجاح.

أعلنت النتائج وسط تغييب قسري لـ39 ألف طالب بين شهيد وجريح وأسير ونازح في قطاع غزة الذي لطالما حضر في صدارة أوائل الطلبة بعزمية أبنائه وأحلامهم وطموحاتهم التي حطمت كل عجز حتى في أشد الأزمات التي عايشوها دون حرب الإبادة الطاحنة التي أتت على كل شيء.

طالبة من #القطاع تذرف الدموع لحرمانها من تقديم امتحانات #التوجيهي، في يوم إعلان نتائج الثانوية العامة pic.twitter.com/2cxAXlIvfW

— وكالة فلسطين اليوم الإخبارية (@paltodaynews) July 29, 2024

وفي مؤتمر صحفي عقد صباح اليوم الاثنين، قال وزير التربية والعليم العالي أمجد برهم إن الاحتلال حال دون تقدّم 39 ألف طالب ثانوية عامة من ممارسة حقهم في التعليم في غزة، بعد أن صادر حقّ عشرة آلاف من طلبة المدارس والجامعات في القطاع في الحياة.

وبين أن 450 طالب من طلبة الثانوية استشهد في الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على غزة منذ 10 أشهر، علاوة على استشهاد 400 معلم و105 من أساتذة الجامعات، واعتقال 55 طالب.

📌 بعد إعلان نتائج الثانوية العامة الخاصّة بالضفة الغربية، وسط ظروف استثنائية جرّاء تواصل حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة. pic.twitter.com/FhjtVB9W9h

— وكالة شهاب للأنباء (@ShehabAgency) July 29, 2024

وأشار برهم إلى أن الاحتلال دمر 286 مبنى من أصل 307 بناء مدرسي، و31 من المباني التابعة للجامعات في قطاع غزة بشكل كامل.

وقال: “هذا العام، لا نسب عامّة للنجاح، فالأعداد لم تكتمل، علما أن خمسين ألفاً ومئة طالب تقدمّوا للامتحان، منهم 1536 طالبا في 29 دولة خارج الوطن من بينهم 1320 ممن غادروا قطاع غزة، منهم 1090 في جمهورية مصر العربية”.

وأوضح برهم أنه منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي لم يتمكن 630 ألفا من طلبة المدارس و88 ألفا من طلبة الجامعات في غزة من ممارسة حقهم الطبيعي في الدراسة.

نتائج الثانوية العامة، قبل عام من اليوم..

الشهيد محمد الحلو، ابن عمتي الشهيدة نهاد..
محمد أتى لوالديه بعد سنوات انتظار. أذكر فرحة عمتي به منذ صغره، حتى أنها خصصت حصالة منذ نعومة أظافره لتجمع له رسوم جامعته ليدرس الطب حين يكبر!

كبر محمد.. كبر الشاب الخلوق المهذب الطيّب المجتهد.… pic.twitter.com/x820M3OU6k

— Asmaa Mughari (@AsmaaMughari) July 29, 2024

وأكد وزير التربية والتعليم أن الوزارة “وانطلاقاً من مسؤوليتها الأخلاقية والوطنية، ستعقد دورة خاصة لطلبة الثانوية العامة في قطاع غزة حال انتهاء العدوان الغاشم”، لافتاً كذلك إلى عزم الوزارة على تنفيذ خطة لإنقاذ العام الدراسي “حتى تفوّت الفرصة على الاحتلال الساعي إلى طمس مستقبل الأجيال”.

وشدد برهم على أن امتحان الثانوية العامة “كان وسيبقى رمزا من رموز وحدتنا الوطنية، وحاضنةً لنظامنا التعليمي الذي نفاخر به الدنيا”.

تغطية صحفية: لأول مرة منذ النكبة.. فرحة نتائج الثانوية العامة لن تزور قطاع غزة. pic.twitter.com/xFkLZlNnIE

— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) July 28, 2024

وقال: “رسالتنا دوماً أن التعليم وسيلة تحرر وعنوان للوحدة وجسرٌ للعبور نحو المستقبل بثقة وثبات وسيبقى المعلم الفلسطيني نموذجاً، ملهماً، معطاءً، مبادراً”.

وفي تقرير توثيقي كشف مركز الميزان لحقوق الإنسان عن تعرض البنية التعليمية التحتية في قطاع غزة لتدمير ممنهج حيث دمر جيش الاحتلال 285 مدرسة بشكل كامل من أصل 442 مدرسة حكومية، فيما تعرض ثلثي مدارس الأونروا للقصف المباشر.

تدمير الجامعات والمدارس .. كيف أصبح التعليم هدفا لإسرائيل في الحرب على غزة؟

وأفاد التقرير بأن جيش الاحتلال قتل 9 آلاف طالب وطالبة، من المستوى المدرسي والجامعي، وأصاب 14 ألف، من بينهم نحو 3 آلاف طالب وطالبة أصبحوا من ذوي الإعاقة، و400 معلم ومعلمة في المدارس، و100 من كوادر الجامعات التي دمر الاحتلال أكثر من 80% من مبانيها.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، يشن الاحتلال حرب إبادة على قطاع غزة، أسفرت عن أكثر من 39 ألف شهيد، وإصابة أكثر من 90 ألف آخرين معظمهم أطفال ونساء، وإلى نزوح نحو 1.9 مليون شخص، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل في البنية التحتية الصحية والتعليمية ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال، بحسب بيانات منظمة الأمم المتحدة.