السبت 27/يوليو/2024

صيادو غزة .. ماذا تعني المجازفة بركوب البحر لكسر الجوع؟

صيادو غزة .. ماذا تعني المجازفة بركوب البحر لكسر الجوع؟

غزة -المركز الفلسطيني للإعلام

في كل مرّة يركب الفلسطيني عمر عياش البحر، يدرك أن رحلته هذه قد تكون الرحلة الأخيرة، لكنه يجازف ويكررها بحثًا عن لقمة عيش مغمسة بالدم.

ويروي الصياد عياش في حديثه لمراسل المركز الفلسطيني للإعلام، رحلة الخطر التي يعيشها كل مرة يتوجه فيه لركوب البحر، وسط حرب الإبادة الجماعية المستمرة في غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي.

وفي الأسابيع الأولى للحرب على غزة، قصفت قوات الاحتلال موانئ الصيد في كل محافظات قطاع غزة، ودمرت أغلب قوارب الصيد، فيما توقف الصيد خشية الاستهداف الإسرائيلي، كما يحدث في كل حرب وتصعيد كبير.

وبعد أن طالت الحرب واشتد الجوع مع الحصار الإسرائيلي، اضطر مئات الصيادين والهواة للمجازفة وركوب البحر بحثًا عن لقمة العيش.

وإلى ما قبل الحرب على غزة، كان أكثر من 4 آلاف صياد ومئات من الهواء يعملون في مهنة الصيد، وهي مصدر عيشهم الوحيد.

استهداف رغم المساحة المقلصة

الصياد عياش واحد من مئات الصيادين الذين عادوا إلى البحر بعد أن ضاقت عليهم الأرض، رغم الأخطار المحدقة بوجود زوارق الاحتلال على مقربة من شواطئ القطاع.

يتابع الصياد الذي يزاول مهنته منذ 25 عاماً، أن المساحة التي يعمل بها لا تتجاوز ميلا بحريا واحداً، ورغم ذلك تلاحقهم زوارق الاحتلال بالرصاص والقنابل.

ويؤكد الصيادون أن طول فترة تعطلهم عن العمل مع عدم وجود تعويض من أي جهة، إلى جانب المجاعة التي تضرب قطاع غزة وعدم توفر لحوم وأسماك وخضار، يدفعهم للمخاطرة بحثًا عن لقمة العيش، حيث يأخذون القليل من صيدهم لأسرهم ويبيعون الجزء الآخر ليوفروا احتياجاتهم الأخرى التي تضاعفت أسعارها عدة مرات، حال توفرت.

مراسل المركز الفلسطيني للإعلام أكد أن الاحتلال يتعمد استهداف الصيادين بالرصاص والقنابل، وإغراق مراكبهم، واعتقالهم.

وأضاف أن البحر يعد بمنزلة ساحة للموت، إلا أن الصيادين يجازفون بحثاً عن لقمة العيش.

واستشهد عشرات الصيادين بنيران الاحتلال، خلال عملهم خلال الحرب، على الرغم من تقدمهم لمسافة ضئيلة داخل البحر.

استهداف الشواطئ

ولا يكتفي الاحتلال بمهاجمة الصيادين داخل البحر، بل تستهدفهم الزوارق باستهدافهم على الشاطئ حين يقومون بصيانة مراكبهم وخياطة شباكهم التالفة.

وعمدت قوات الاحتلال إلى إتلاف مراكب الصيادين ومعدات صيدهم في ميناء غزة، حيث دمرت وأحرقت وأغرقت مئات المراكب.

وتواصل قوات الاحتلال انتهاج ذات السياسة التدميرية بحق ممتلكات ومعدات الصيادين على طول الشريط الساحلي للقطاع.

شهيد لقمة العيش

الصياد محمد المسارعي من دير البلح وسط قطاع غزة، كان يركب البحر بحثاً عن لقمة العيش، قبل أن تستهدفه زوارق الاحتلال بالرصاص ما أدى لارتقائه، وذلك في شهر نوفمبر من العام الماضي.

زوجته تقول لمراسل المركز الفلسطيني للإعلام: إن زوجها جازف بركوب البحر بعد أن ضاقت عليهم الحياة في أتون الإبادة الجماعية.

تضيف أنه حمل روحه على كفه، وقرر مزاولة مهنته لصيد الأسماك، لتوفير احتياجات أطفاله.

تؤكد أنه لم يشكل أي خطر على الاحتلال وأنه لم يدخل البحر لمسافات طويلة، وإن الاحتلال قتل زوجها متعمداً.

ويعتقد خبراء حقوقيون أن استهداف الصيادين ومنعهم من العمل، يأتي في إطار سياسة التجويع التي يفرضها الاحتلال من خلال حرمان سكان قطاع غزة من الاستفادة من أي موارد محلية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات