السبت 31/أغسطس/2024

القيادي مصطفى أبو عرة.. حياة نضالية حافلة بالعطاء لفلسطين

القيادي مصطفى أبو عرة.. حياة نضالية حافلة بالعطاء لفلسطين

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام

حياة زاخرة بالعطاء لوطنه وشعبه سطرها القيادي الفلسطيني في حركة المقاومة الإسلامية حماس، الشيخ مصطفى أبو عرة، ودفع ثمنًا لذلك سنوات زادت عن 12 عامـًا سجون الاحتلال، حيث اغتالته يد الغدر الصهيونية بعد تسعة أشهر على اعتقاله في إثر دعوات للنفير العام دفاعاً عن غزة التي تواجه حرب إبادة شاملة.

فمن هو الشيخ مصطفى أبو عره؟ وكيف تشكل تكوينه السياسي؟، وما هي أبرز النشاطات والأدوار التي قادها داخل حركة حماس؟ وكيف أسهم في المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي؟، وكيف أثرت سنوات الاعتقال العديدة على حياته الشخصية والعائلية؟

النشأة والتكوين

ينتمي الشيخ مصطفى محمد سعيد أبو عرة المولود في إبريل/ نيسان 1961 إلى بلدة عقابا في محافظة جنين، وهو متزوج ولديه ستة أولاد وبنتان.

درس أبو عرة المرحلة الأساسية في مدرسة عقابا، والثانوية في مدرسة طوباس الثانوية، حيث حصل منها على الثانوية العامة في الفرع العلمي عام 1981، ونال درجة البكالوريوس في أصول الدين والدعوة من الجامعة الأردنية عام 1984.

عمل الشيخ الشهيد إمامًا وخطيبًا وواعظاً عديد من السنوات (1982-1996) في عمّان وجنين والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48، كما عمل في تجارة الملابس بين عامي (1988-1991)، ومديرًا لمكتب زكاة جنين لعدة أشهر، وعمل بعدها مدرسًا للتربية الإسلامية في وزارة التربية والتعليم، كما عمل مأذونًا شرعيًا بين عامي (1999-2018).

مبكراً انتمى أبو عرة لجماعة الإخوان المسلمين أثناء دراسته الجامعية، وشارك في نشاطاتها الطلابية التوعوية والدعوية. وبعد عودته إلى فلسطين عام 1985 مارس العمل الدعوي والتربوي والاجتماعي مع الجماعة، ليغدو أحد أبرز قادة حركة حماس ومؤسسيها في بلدة عقابا ومحافظتي طوباس وجنين، مشاركاً في إعداد وتنفيذ العديد من فاعليتها هناك.

شغل الشيخ أبو عرة عضوية لجنة طوارئ شكلتها الحركة لمتابعة العمل الدعوي والحركي في المحافظة بين عامي (1996-1998)، كما انخرط في العمل المؤسساتي؛ فكان رئيسًا للجمعية العلمية الثقافية في عقابا في تسعينيات القرن الماضي، وعضوًا في جمعية البر والإحسان في جنين، ورئيسًا لمكتبها بين عامي (2000-2007)، ومديرًا لمكتب رابطة علماء فلسطين في محافظة جنين لعدة سنوات.

انتخب الأسير الشهيد رئيسًا لمجلس شورى حركة حماس في محافظة جنين لدورتين متتابعتين (1998-2007)، وانتخب عضوًا في بلدية عقابا عن قائمة الإصلاح والتغيير المحسوبة على حركة حماس في انتخابات عام 2005، وأصبح رئيسًا للبلدية عام 2007.

الملاحقة والاعتقال

عانى الشيخ أبو عرة مبكراً من سياسات الاحتلال القمعية، إذ منعه من السفر منذ أواخر ثمانينيات القرن الماضي، ومن دخول الأراضي المحتلة عام 1948 منذ عام 1986، واستدعته مخابرات الاحتلال عدة مرات.

اعتقل الشيخ أبو عرة لأول مرة عام 1990، ثمَّ توالت اعتقالاته، وتعرض خلالها لتحقيق قاسٍ، لتبلغ مجموعة سنوات اعتقاله 12 عاماً، عانى خلالها من التعذيب والإهمال الطبي المتعمد. وأبعدته إلى مرج الزهور في جنوب لبنان أواخر عام 1992، واغتالت شقيقه علان (من كوادر كتائب القسام) عام 1996 بالقرب من بلدة الجلمة قضاء جنين، كما عرقلت عمله رئيسًا للبلدية.

كما عانى الشيخ أبو عرة من الاعتقال السياسي لأجهزة أمن السلطة الفلسطينية، كان آخر في يوليو/ تموز 2023 بعد معركة “بأس جنين”، وأشار في شاهد على حيث كشف عن تعمد أمن السلطة تقييده من يده اليمنى طيلة ثلاثة أيام قضاها في المشفى إثر تدهور وضعه الصحي عديدة، وعدم فك قيوده إلا لتناول الطعام أو الصلاة.

مواقف سياسية

أما عن مواقف السياسية، فيرى الشيخ أبو عرة أن القضية الفلسطينية تمر بحالة صعبة ومنعطف خطير، “ولكن استنادًا إلى التجارب التاريخية نجد أن هذه المرحلة قد تكون مقدمة لإرهاصات حالة تغيير مقبلة، خصوصًا وأن الضغط يولد انفجارًا شعبيًا”.

وللشيخ الشهيد موقف لم يتغير من اتفاق أوسلو، وفق تقرير نشره مركز رؤية للتنمية السياسية، إذ انتقد مراراً تمسك قيادة السلطة باتفاق وضعه الاحتلال تحت أقدام، إذ قال إن “الاتفاق ولد ميتًا، ولم يعط للفلسطينيين أي شيء، وثبت فشله، لكن للأسف حتى الآن لا يوجد جرأة من القيادة الفلسطينية لإعلان التخلي الفعلي عنه”.

كما دعا إلى إصلاح منظمة التحرير ودخول القوى الإسلامية فيها لتصحيح مسارها وحتى لا يبقى هناك تفرد بها، مشيراً إلى أن الانقسام الفلسطيني مثل “محطة للفرز في مسيرة القضية الفلسطينية بين منهجين ومدرستين الأولى تؤمن بالتفاوض والثانية تؤمن بالمقاومة (…) ورغم ما تبع هذا الفرز من مآسي وآلام إلا أنها “مرحلة مفيدة” للقضية الفلسطينية.

وإذ يشدد أبو عرة على ضرورة الشراكة السياسية الفلسطينية، يؤكد أن المقاومة هي الدرع الحامي للقضية الفلسطينية بكافة أشكالها وفي مقدمتها المسلحة.

وفي سبيل هذا الإيمان قضى الشيخ أبو عرة شهيداً في سجون الاحتلال متمسكاً بالمبادئ التي عاش وعمل من أجلها، مؤمناً بأن فلسطين حق خالص للشعب الفلسطيني وأنه “لا مجال بعد اليوم للقعود أو الحياد”، ليرتفع يرتفع عدد الأسـرى الذين استشهدوا إلى 55 شهيدا منذ بدء الحرب على قطاع غزة في حين يواصل الاحتلال إخفاء هويات العشرات من معتقلي غزة الذين استشهدوا في سجون ومعسكرات الاحتلال منذ بدء عدوانه المدمر على غزة قبل نحو 10 أشهر.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات