الأربعاء 17/يوليو/2024

الشهيد محمد بهار.. شاهدٌ على الإجرام الصهيوني بحق ذوي الاحتياجات الخاصة

الشهيد محمد بهار.. شاهدٌ على الإجرام الصهيوني بحق ذوي الاحتياجات الخاصة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

لن يتسع قاموس الإبادة الجماعية والمجازر التي يرتكبها الاحتلال في قطاع غزة لمفردات الإجرام وأشكالها المتوحشة في قتل المدنيين، وستظل قصة الشهيد محمد بهار ذي الـ (24) الذي لم تسعفه إصابته بمتلازمة داون، من سادية الاحتلال وتفنّنه في استهداف المدنيين في غزة وقتلهم بأبشع الصور، حاضرةً كإحدى الشواهد المتكررة لإدانة العدوان الصهيوني.

مشهدٌ مرعبٌ ذلك الذي تصفه عائلته للحظة استشهاد محمد بهار، بعد أن أجبر جنود الاحتلال عائلته على الخروج من المنزل قبل إفلات كلبٍ بوليسيٍ عليه لينهشه أمام والدته المكلومة وينهش جسده لينزف حتى الموت، في مشهدٍ يكشف حجم الخسّة والإجرام الذي يتمتع به الجيش الذي يزعم أنّه الأكثر أخلاقية في العالم.

وأمام أعين والدته وإخوته، تعرض الشاب الفلسطيني محمد بهار (24 عاما)، المصاب بمتلازمة داون، لهجوم وحشي من كلب بوليسي إسرائيلي خلال اجتياح الجيش مؤخرا لحي الشجاعية شرقي مدينة غزة.

نبيلة بهار (70 عاما)، والدة محمد، قالت إنه “عندما توغل الجيش في حي الشجاعية، بقينا 7 أيام محاصرين في المنزل ولم نخرج منه، وكان معنا ابني محمد المصاب بمتلازمة داون”.

وأضافت “في اليوم السابع، حاصر الجيش الإسرائيلي المنزل وأدخل طائراته الكواد كابتر لتصوير ما بداخل المنزل، حينها كنا ننادي بأننا مدنيون، لكنهم أطلقوا القذائف والرصاص حول المنزل، واقتحمته قوة تصطحب معها كلاب بوليسية”، بحسب الأناضول.

وتابعت: “دخول القوة الإسرائيلية علينا أصابنا بحالة من الخوف والرعب”.

وقالت الأم: “هاجمتنا الكلاب، وهجم أحدها على ابني محمد الذي كان يجلس على الأريكة، ونهشه الكلب في صدره ثم في يده. كان محمد خائفا، وكنت أنادي على الجيش ليبعد الكلب عنه وأقول لهم إنه مريض”.

وأوضحت: “محمد مصاب بمتلازمة داون، ويظهر على شكله أنه مصاب وبريء، وغير قادر على الحركة والكلام، ولا ينطق سوى بكلمات بسيطة”.

وذكرت نبيلة أن نهش الكلب لجسد ابنها أدى إلى “نزيف دم كبير لم يتوقف”، ولم يكن بيدها هي وبقية أفراد العائلة سوى النظر إلى محمد من نافذة الغرفة التي أخرجهم منها الجيش وظل محمد بداخلها دون حراك، والفزع على محياه بسبب الهجوم العنيف للكلب وتمزيق جسده الهزيل البريء.

كيف يستخدم جيش الاحتلال الكلاب سلاحاً يفتك بالفلسطينيين قتلاً وتعذيباً؟

وسادت حالة من الغضب في مواقع التواصل الاجتماعي في استنكارٍ واسعٍ للإجرام الصهيوني، وعبر النشطاء والمدونون عن تضامنهم مع العائلة المكلومة والحنق الشديد تجاه جيش الاحتلال وجرائمه المروعة بحق المدنيين في غزة.

وتداول المدونون الكلمات الأخيرة للشهيد محمد بهار الذي لم يكن يتقن من هذه الدنيا غير بضعة كلمات، “سيبني، خلص”..

قالها قبل استشهاده حيث تركه جنود الاحتلال ينزف حتى الموت بعد أن نهش جسده كلب مرافق لهم.

وفي 27 يونيو الماضي، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، في بيان، إن “استخدام الجيش الإسرائيلي الكلاب البوليسية لمهاجمة المدنيين الفلسطينيين في غزة، إلى جانب استخدامها في ترويع ونهش واغتصاب الأسرى والمعتقلين في مراكز الاحتجاز الإسرائيلية، يعد سلوكا ممنهجا ومتبعا بشكل واسع النطاق”.

وأضاف المرصد (مقره جنيف): “وثقنا عشرات الحالات التي استخدمت فيها القوات الإسرائيلية الكلاب البوليسية الضخمة خلال عملياتها الحربية في غزة، لا سيما خلال مداهمة المنازل والمستشفيات ومراكز الإيواء”.

وأوضح أن “الكلاب تهاجم بشكل متكرر مدنيين وتنهشهم عند عمليات الاقتحام، دون أي تدخل من أفراد الجيش الإسرائيلي، الذين غالبا ما يأمرون الكلاب بمهاجمة المدنيين، ومن ثم يستهزئون بهم، بحسب إفادات”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات