السبت 06/يوليو/2024

جدران غزة وتصوير الجنود .. شاهد على أخلاقيات الاحتلال الملطخة بالدم

جدران غزة وتصوير الجنود .. شاهد على أخلاقيات الاحتلال الملطخة بالدم

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

بين كتابات تطفح كراهية وعنصرية، ومقاطع فيديو تحمل ذات السلوك تنوع السلوك المشين والسادي لجنود الاحتلال الإسرائيلي خلال حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة.

ومنذ اندلاع الحرب على غزة، لم تتوقف ممارسات قوات الاحتلال الخارجة عن مألوف أخلاق الحروب، خصوصا ما ينشره الجنود المشاركون من تصرّفات مشينة في العدوان البري، في انعكاس لحالة تحريض وكراهية من أعلى المستويات السياسية والعسكرية في كيان الاحتلال.

ومع كل توغل للدبابات الإسرائيلية في الأحياء السكنية بالقطاع كان الجنود يرتكبون جرائم بحق السكان والمنشآت، وارتكاب أفعال مجرمة في قانون الحرب، ومع ذلك لم يتوانوا عن تصويرها ومشاركتها على منصات التواصل الاجتماعي، مطمئنين لغياب المساءلة الدولية لهم.

وفي أغلب الأماكن التي اقتحموها ترك جنود الاحتلال خلفهم شعارات باللغة العبرية، تطفح بالكراهية والعنصرية.

على جدران منزل في حي النصر شمال القطاع، بعد انسحاب الدبابات والجنود الإسرائيليين، وجدت كتابات تشير إلى أن الجنود ينتقمون من المدنيين الفلسطينيين، وإلى الكراهية التي يحملونها للعرب.

كتابات وشعارات عبرية خطها جنود الاحتلال على جدران غزة

كما رصد السكان بعد خروج الدبابات الإسرائيلية شعارات خطها جنود إسرائيليون على الجدران أثناء اقتحام المباني السكنية تحمل معاني الانتقام من أهالي القطاع، وفقاً لوكالات الأنباء.

كما انتشرت عبر مواقع التواصل صورة لجندي من جيش الاحتلال، وخلفه شعار “الموت للعرب”، على جدار مستشفى الصداقة التركي وسط قطاع غزة، الذي حوّله الجنود لمقرّ عسكري.

جيش يوثق جرائمه

أكد تقرير نشره موقع “أوريان 21” الفرنسي، في يناير/ شباط الماضي، أن جنود الاحتلال الإسرائيلي يحرصون على عرض مقاطع فيديو وصور للانتهاكات التي يرتكبونها في غزة لإبراز تفوقهم، والافتخار بجرائمهم.

وذكّر التقرير لكاتبته فاطمة بن حمد، بحادثة تصوير جنود أميركيين لمعتقلين في سجن أبو غريب بالعراق، موضحة بأنه حتى ذلك الحين، كان هذا النوع من الصور مخصصا لدائرة محدودة ولم يصل إلى الجمهور العام إلا من خلال جنود آخرين مستائين.

وتابعت الكاتبة أنه في عصر مواقع التواصل الاجتماعي، يحرص الجنود الإسرائيليون على مشاركة الفيديوهات والصور، فوفقا لهم، لم يعد هناك رجال أو نساء أو أطفال، بل “أعداء” يجب قتلهم، و”أشياء” يجب أن تختفي.

وأوردت أن الأمر الأكثر إثارة للدهشة هو عدد الصور ومقاطع الفيديو التي التقطها جنود إسرائيليون وهم يضحكون وفي غاية السعادة، أثناء تفجير مباني الفلسطينيين أو حرقها، دون أي مبرر.

استهداف المدنيين

وفي مشهد يتنافى مع الأخلاق الإنسانية، يكتب بعض جنود الاحتلال “إن شاء الله يصيب الأبرياء” على هذه قذيفة سيسقطونها على أي مكان في قطاع غزة، وفي الغالب ستصيب المدنيين الأبرياء.

وفي مشاهد أخرى، يظهر الجنود الإسرائيليون ساديتهم ووحشيتهم أثناء تصوير عمليات تفجير منازل الفلسطينيين في غزة، وقد علت ضحكاتهم الممزوجة بالسخرية دون الاكتراث لمشاعر أصحابها وممتلكاتهم.

ويتنافس جنود الاحتلال في التقاط الصور مع البيوت التي ينسفونها، كما قعل بعض الجنود أثناء تفجير مبنى بخان يونس وسط قطاع غزة.

وبلغ الإمعان في الإجرام عند أحد جنود الاحتلال أن ينشر مقطعاً له على الهواء مباشرة، يتفاخر فيه بتفجير مربع سكني كامل بالمتفجرات في بيت حانون شمال قطاع غزة.

وليس هناك دليل أقوى من تفجير المربعات السكانية لإثبات قصد تهجير الفلسطينيين في غزة، وهو ما لا ينكره جيش الاحتلال، بل إنّ جنوده يتباهون بتفجير تلك المساكن، ويوثقون جريمتهم بالصوت والصورة، دون أن يُبدوا أيّ مشاعر إنسانية.

وفي تعبير صارخ عن السادية التي يتصرف بها جنود الاحتلال، نشر جندي صهيوني مقطعاً له وهو يحرق منازل الفلسطينيين في غزة، مع انتفاء أيّ دافع مقبول لهذا التصرف، سوى المتعة والانتقام.

وليست تلك الأحدث فردية كما قد يدّعي الاحتلال، ففي مقاطع أخرى يظهر الجنود الإسرائيليون أكثر تنظيماً وهم يستعدون أمام الكاميرا لإطلاق الصواريخ، ويقومون بتجهيز القنابل لتدمير المباني المدنية في غزة.

استهداف المساجد

وبالرغم من القوانين الدولية التي تجرّم استهداف دور العبادة، إلّا أنّ الاحتلال الإسرائيلي تعمّد في عدوانه الهمجي على غزة أن يدمّر معظم المساجد في القطاع، حيث قصف بعضها أثناء الصلاة ليوقع المصلين فيها بين شهيد وجريح.

ويزعم الاحتلال أنّ تلك المساجد تؤوي مسلحين أو تستخدم لأغراض عسكرية، وهو ما لم يستطيعوا إثباته. بل إنّ بعض المقاطع التي نشرها جنود الاحتلال تثبت عكس ذلك، حيث عمد الجيش إلى تفخيخها ثم تفجيرها، وهو ما يثبت أنّهم دخلوها وفتشوها دون أن يتعرضوا لأيّ أذى.

فقد نشر أحد الجنود مقطعاً للحظة تفجير قوات الاحتلال مسجداً في قطاع غزة.

كما تداول جنود إسرائيليون مقطع آخر على حساباتهم بمواقع التواصل يصورون فيه التفجير المتعمد لأحد المساجد بخان يونس، رغم تعرض المسجد لأضرار جسيمة من قبل. ومن المفلت للنظر أنّهم نشروا المقطع بعنوان: “عملية هدم خاضعة للرقابة، أجريت لأغراض الترفيه”.

استهداف المنشآت التعليمية

لقد أثبت العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة للشهر التاسع على التوالي أنّ جيش الاحتلال يستهدف كل مجالات الحياة في القطاع، ومن ذلك المنشآت التعليمية كالمدارس والجامعات.

فقد نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن دراسة بحثية أن أكثر من 80% من المدارس والجامعات في غزة دُمّرت أو تعرضت لأضرار بالغة منذ بدء العدوان الإسرائيلي.

وبالرغم من زعم الاحتلال أنّ تلك المؤسسات تستخدم من قبل المقاومة، فقد أظهرت جميع التقارير الإعلامية أنّها لم تكن سوى مأوى للنازحين والمهجّرين.

وتساهم تلك المقاطع التي ينشرها جنود الاحتلال في نفي تلك المزاعم، ففي أحد المقاطع يظهر جنود إسرائيليون وهم يرقصون داخل كلية الطب بالجامعة الإسلامية في غزة قبل تفجيرها في أوائل يناير/ كانون الثاني الماضي.

وفي مقطع آخر، يصوّر جنود الاحتلال لحظة تفجير كلية الطب، في تحدّ صارخ لكلّ المواثيق والمعاهدات الدولية، التي تدعو إلى حماية المؤسسات التعليمية.

وفي دليل آخر على أنّ تصوير تلك المقاطع ونشرها لا يقتصر على الحالات الفردية، تُظهر مقاطع مصوّرة باحترافية من قبل طائرة مسيّرة لحظة تفجير الاحتلال لمبنى جامعة الإسراء في غزة، وهو ما يشير إلى أنّها سياسة ممنهجة تنمّ عن روح التشفي والانتقام.

ولم تسلم الكتب والمكتبات من حقد جنود الاحتلال، حيث نشر أحد الجنود مقطعاً له داخل مكتبة جامعة الأقصى في غزة، حيث جلس يقرأ كتاباً بينما كانت النار التي أشعلها تلتهم الكتب خلفه.

وفي رسالة واضحة إلى الأمم المتحدة، بأنّ جيش الاحتلال لا يعيرها أيّ اهتمام، ولا يبالي بأيّ قانون دولي، نشر جندي إسرائيلي مقطعاً له وهو يحرق مدرسة تابعة للأمم المتحدة في غزة، ثم شاركه “بكلّ فخر” على حسابه على وسائل التواصل الاجتماعي.

ومن الجدير ذكره أنّ جنوب إفريقيا قدمت بعض مقاطع الفيديو التي نشرها جنود الاحتلال إلى محكمة العدل الدولية، كأدلة على ارتكاب إسرائيل “إبادة جماعية” بحق الفلسطينيين في غزة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات