الإثنين 01/يوليو/2024

حمدان: الاحتلال يمعن في حرب التجويع ومطلوب تحرك عاجل لإغاثة شعبنا

حمدان: الاحتلال يمعن في حرب التجويع ومطلوب تحرك عاجل لإغاثة شعبنا

بيروت – المركز الفلسطيني للإعلام

قال ممثل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في لبنان، أسامة حمدان، إنّ الاحتلال الإسرائيلي يمعن في حرب التجويع التي يشنّها ضد أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة، وطالب بالتحرّك العاجل لإغاثتهم وإنقاذهم من الموت جوعاً وعطشاً ومرضاً.

وجاءت أقوال حمدان في مؤتمر صحفي عقده، اليوم السبت، في العاصمة اللبنانية بيروت، تطرّق فيه إلى عدّة قضايا تتعلق بالعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع، مستعرضاً موقف حماس من تلك القضايا.

وأوضح حمدان أنّ الاحتلال الإسرائيلي يمعن في إغلاق كافة المعابر، شريان الحياة لأكثر من مليوني مواطن فلسطيني في قطاع غزَّة، ممّا عمَّق المأساة الإنسانية التي يعيشونها منذ ما يقارب تسعة أشهر، وأصبحت حالات الموت جوعاً حقيقة لا مجازاً تحدث في قطاع غزَّة، خصوصاً في محافظتي غزَّة والشمال.

وحذّر من أنّ الوضع في محافظتي غزة والشمال بات مأساوياً، وينذر بارتقاء الآلاف من الشهداء بسبب الجوع وانعدام الغذاء والماء ومقوّمات الحياة، مشيراً إلى منع العدو إدخال المساعدات، واستهدافها وحرق ما يدخل منها، الأمر الذي أدّى إلى حالة مجاعة كبيرة.

احصائيات صادمة

وقال ممثل حماس في لبنان إنّ التقديرات الأممية تشير إلى أنَّ 70٪ من أبناء شعبنا في قطاع غزة يواجهون خطر المجاعة الحقيقي، فيما يعاني الأطفال بشكل خاص من أمراض سوء التغذية وضعف المناعة.

وأشار إلى أنّ منظمات وهيئات دولية عديدة أكّدت أنَّ شعبنا في قطاع غزَّة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة يحتاجون إلى 500 شاحنة مساعدات على الأقل يومياً، ونظراً إلى عدم وصول هذا العدد من الشاحنات، فإنَّ ذلك أدّى لما يلي:

  • جميع سكان القطاع (2.3 مليون نسمة) يعانون اليوم من حالة انعدام الأمن الغذائي.
  • 346 ألف طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية.
  • 50,400 طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد.
  • 160,000 امرأة حامل ومرضعة تحتاج إلى تغذية إضافية لتجنّب سوء التغذية.
  • أكثر من نصف الأسر الغزية لا يوجد لديها طعام في أغلب الأحيان، وتقضي أكثر من 20% من الأسَر أياماً ولياليَ كاملة دون تناول أيّ طعام.

إجراءات قمعية

وأشار القيادي حمدان في مؤتمره الصحفي إلى الإجراءات القمعية التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني. وذكر منها ما يلي:

  • منع وصول المال إلى سكّان القطاع نتيجة للحصار وإغلاق المعابر، وهو ما أدّى إلى أزمة السيولة النقدية، وأثّر قدرة النَّاس على شراء ما يحتاجونه من مواد غذائية.
  • لإعاقة وصول المساعدات من خلال فرض حصار عسكري شامل، وهو ما يشكّل عقاباً جماعياً.
  • سياسة التدمير المُمنهج للبنية التحتية، كالطرقات ومعدّات الطاقة والمياه والنظافة والصرف الصحي.
  • استهداف عمَّال الإغاثة والمسؤولين عن تأمين وصول المساعدات، من شخصيات مجتمعية ورؤساء بلديات، وجمعيات ومؤسسات ولجان طوارئ، حيث قتل الاحتلال الصهيوني نحو 537 منهم.
  • استهداف الاحتلال للسكّان المدنيين فيما الأماكن التي ادّعى أنّها “آمنة”، حيث هاجمها وقتل المئات ممَّن لجأوا إليها.

حرب التجويع

كما شدّد حمدان على أنّ سياسة التجويع واحدة من أساليب الحرب الأكثر وحشية التي يستخدمها الاحتلال الإسرائيلي لاستهداف المدنيين الأبرياء، وأنّها تعدّ جريمة حرب بموجب القانون الدولي.

وأوضح القيادي أنّ الاحتلال يهدف من وراء هذه السياسة إلى الضغط على أهلنا في قطاع غزَّة وكسر إرادتهم من خلال تجويعهم وإذلالهم، في محاولة فاشلة لفرض قيادة بديلة تتماهى مع سياسات الاحتلال لإدارة حياة المواطنين..

واستذكر أنّ وزير الطاقة الصهيوني “يسرائيل كاتس” أعلن في اليوم الأوَّل للعدوان أنَّ تل أبيب لن تعيد الماء والكهرباء والوقود لقطاع غزَّة إلا بعودة الأسرى الإسرائيليين إلى منازلهم، في اعتراف لانتهاج حكومة الاحتلال التعطيش والتجويع سلاحاً منذ بداية العدوان.

وأشار حمدان إلى تصاعدت سياسة التجويع التي تنتهجها حكومة الاحتلال ضد الأسرى الفلسطينيين، التي قادها الوزير المتطرف بن غفير، عندما أمر بتقليل كميَّة الطعام المقدّم للأسرى للحدّ الأدنى، من أجل ردعهم، في انتهاكٍ صارخٍ لقواعد القانون الدولي، وحقوق الإنسان.

ولفت إلى تقارير حقوقية وأممية كشفت عن حالات مروّعة لتجويع الأسرى، خصوصاً من قطاع غزَّة، عبر تقنين كمية ومستوى الطعام المقدّم إليهم، كما ظهر في صور العديد من الأسرى الذين فقدوا وزناً كبيراً بعد أشهر قليلة من اعتقالهم.

أمريكا شريك في الجريمة

وحمّل حمدان الإدارة الأمريكية والرَّئيس “بايدن” المسؤولية المباشرة، السياسية والأخلاقية عن الأوضاع الإنسانية المأساوية للشعب الفلسطيني، وعن حالة المجاعة الخطيرة التي اتسعت دائرتها في كامل القطاع.

وشدّد على أنّ الإدارة الأمريكية تتحمل المسؤولية بسبب كذبها وتضليلها للرَّأي العام حول حقيقة حرب الإبادة الجماعية والتّجويع والتعطيش في قطاع غزَّة من جهة، وبسبب مواصلتها تغطية هذه الجرائم الصهيونية، وإمداد الاحتلال وجيشه المجرم بالدَّعم العسكري والسياسي والدبلوماسي.

وفي سياق متصل، أكّد حمدان أنّ الميناء العائم الذي قامت بإنشائه الإدارة الأمريكية على ساحل غزَّة لم يكن إلا دعاية واستعراضاً سياسياً، لحفظ ماء وجه هذه الإدارة الشريكة مع الاحتلال في قتل وحصار وتجويع شعبنا، مشيراً إلى أنّ الميناء لم يحلّ مشكلة نقص الإمدادات الغذائية، بل ارتفعت مستويات المجاعة أكثر بوجوده.

لا جديد في الصفقة

وفيما يتعلق بصفقة التبادل، أعلن حمدان أنَّه لا جديدَ في مفاوضات وقف العدوان، وأنّ ما يُنقل عن الإدارة الأمريكية يأتي في سياق ممارسة الضغوط المختلفة على الحركة، حتّى توافق على الورقة الإسرائيلية كما هي.

وأكّد أنَّ حماس جاهزة للتعامل بإيجابية مع أيّ صيغة تضمن بشكل أساسي ومباشر: وقفاً دائماً لإطلاق النَّار، وانسحاباً شاملاً من قطاع غزَّة، وصفقة تبادل حقيقية.

وأشار إلى أنّ الموقف الحقيقي لنتنياهو وحكومته المتطرّفة، لازال يتسم بالمراوغة والتهرّب من استحقاق الاتفاق، فهم لا يزالون يرفضون الإقرار بوقف دائم لإطلاق النّار، أو بالانسحاب الكامل من قطاع غزَّة.

وأعرب عن أسف الحركة لموقف الإدارة الأمريكية التي تصرّ على تحميل حماس مسؤولية تعطيل التوصل لاتفاق، على الرّغم من ترحيب حماس بما ورد في خطاب بايدن، وقرار مجلس الأمن. في حين، لم يسمع العالم أيّ موافقة أو ترحيب مماثل مِن أيّ مسؤول في حكومة الاحتلال.

مناشدة للمجتمع الدولي

وطالب حمدان المؤسسات والمنظمات الدولية بأن تتحمَّل مسؤولياتها الإنسانية والحقوقية والأخلاقية، من أجل إغاثة شعبنا الذي يتعرّض لأبشع جريمة تجويع وإبادة جماعية في العصر الحديث.

كما دعا المجتمع الدولي إلى الضغط على الاحتلال الصهيوني لفتح كل المعابر مع قطاع غزَّة، مستهجناً الصمت الدولي أمام إغلاقها في وجه أكثر من مليوني مواطن فلسطيني. وجدّد التأكيد على أنّ معبر رفح كان وسيبقى فلسطينياً مصرياً خالصاً.

وشدّد ممثل حماس على أنّ الحركة تتطلّع إلى العمق العربي والإسلامي، من أجل التحرّك الفاعل والعاجل على كافة المستويات السياسية والدبلوماسية والإعلامية والإنسانية والحقوقية، واتخاذ خطوات جريئة في نصرة وإغاثة شعبنا في قطاع غزَّة، ومنع موتهم جوعاً وعطشاً ومرضاً.

واستنهض مؤسسات العمل الخيري والإنساني الداعمة لفلسطين من أجل تكثيف جهودها العاجلة لتعزيز كل أشكال التبرّعات والمساعدات لإنقاذ أهلنا في غزَّة، وتحدّي سياسة تجفيف منابع الطعام التي يشنّها الاحتلال.

وفي ختام مؤتمره الصحفي، أعلن حمدان أنَّ “حرب التجويع الصهيونية لن تكسر إرادة شعبنا الفلسطيني المجاهد وأهلنا الصَّابرين المرابطين في قطاع غزَّة”، مؤكّداً على مواصلة الصمود والجهاد حتى تحقيق النصر ودحر الاحتلال.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات