الأحد 30/يونيو/2024

ترتيب البيت الفلسطيني الآن .. دعوة من خالد مشعل ما تفاصيلها؟

ترتيب البيت الفلسطيني الآن .. دعوة من خالد مشعل ما تفاصيلها؟

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

عبر رؤية من سبع نقاط، طرح رئيس حركة حماس خارطة طريق لترتيب البيت الفلسطيني الداخلي، مؤكدًا ضرورة أن يبدأ ذلك الآن وليس انتظار نهاية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

معركة “طوفان الأقصى” غيّرت كثيرا -وفق خالد مشعل- من عناصر المشهدين الإقليمي والدولي وداخل “الكيان” الإسرائيلي، ولا يصح مطلقا أن يغيب تأثيرها عن ترتيبات البيت الفلسطيني التي يجب أن تبدأ الآن ولا تنتظر انتهاء المعركة.

وأضاف مشعل -في ندوة نظمها مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات عبر زووم أمس الأربعاء-“هذا أمر لا نتسوله ولا ننتظره، بل نقتحمه وسيفرض بالأمر الواقع، شاء من شاء، وأبى من أبى”.

ووفق الرؤية التي يطرحها مشعل؛ فإن ترتيب البيت الفلسطيني يجب أن يجري بطريقة توافقية يشارك فيها كل الطيف الفلسطيني من دون إقصاء أي طرف، وذلك للتحضير لمرحلة ما بعد العدوان على قطاع غزة.

وقال: لن نسمح بأي فراغ في القطاع، مشددا على أنه لا يمكن إقصاء حماس بأي شكل من الأشكال.

وشدد على أن ترتيب البيت الفلسطيني والمؤسسات والقيادة الفلسطينية أصبح ضرورة واستحقاقا واجبا خاصة بعد طوفان الأقصى.

وأضاف مشعل أنه لا أحد يمكنه مصادرة القرار الفلسطيني، ولا يمكن انتظار مآلات المعركة وانتهاء الحرب حتى تتم إعادة ترتيب المؤسسات الفلسطينية، لأن النظرة تغيرت، و”بعد أن كانوا يبحثون ما بعد حماس، أصبحوا يتفاوضون معها وينتظرون ردها” على المبادرات.

ويرتكز تصور مشعل على مجموعة من الأسس التي يمكن الاعتماد عليها في إعادة بناء المؤسسات الفلسطينية وترتيب البيت الفلسطيني كله، وأجملها في 7 نقاط:

أولا- ما بعد أوسلو: إذ إننا دخلنا فعلا مرحلة ما بعد اتفاق أوسلو بمعركة طوفان الأقصى التي غيرت كثيرا من القواعد، وكذلك سلوك الحكومة الإسرائيلية التي تعمل على فرض واقع جديد على القدس والأقصى، وينبغي ألا يكون ذلك موضع خلاف فلسطيني.

ثانيا- إستراتيجية المقاومة: الرهان على التحرير وإنجاز طريق المقاومة لأنها هي التي تصنع الأساس السياسي، وينبغي أن تشارك فيها جميع الفصائل والكيانات والجغرافيا، وحل كل العقبات التي تحول دون مشاركة الجميع.

ثالثا- أثمان التحرير: التحرير في كل العالم يحتاج إلى دفع أثمان، والمقاومة تدفع الثمن لكنها تحقق إنجازات، أما التسوية السياسية، فتدفع أثمانا وخسائر من دون تحقيق أي إنجاز.

رابعا- المشروع الوطني: من المهم إعادة الاعتبار إلى المشروع الوطني ولأهدافه وإستراتيجيته ووسائله السياسية والأمنية والقيادة القائمة عليه، دون أن يحتكره فصيل دون آخر أو ينفرد به.

خامسا- الموقف من الدولة: يجب أن نركز على الدولة بوصفها كيانا حقيقيا وليست رمزا في الهواء أو شعورا ووهما، ولا بد أن نعلم كيف نحقق مفهوم الدولة لتكون واقعا على الأرض، وذلك يتم بالمقاومة وبأيدينا ونطلب من العالم مساعدتنا.

سادسا- بناء المؤسسات والمرجعيات: فبعد الطوفان لا يمكن السكوت على تعثر بناء المؤسسات والهياكل الفلسطينية، “لأن من يمسك مفاتيحها لا يسمح ببنائها، وهذا لم يعد مقبولا”.

سابعا- آليات البناء: لكي تتم هذه المرحلة ستحتاج إلى “الانتخابات والتوافق والشرعية”، وهي أسس مهمة لتجاوز المرحلة الانتقالية حتى يكسب جميع الشركاء دون انفراد أحد بها.

ويرى رئيس حركة حماس بالخارج أن أولوية حكومة التوافق يجب أن تشمل إيواء الناس بعد معركة الطوفان وتضميد جراحهم، مشددا على أن ترتيب البيت الفلسطيني مسؤولية الجميع، ولا أحد يمكنه أن ينفرد بذلك.

وأضاف أن “حماس مستعدة وتثق في شركائها ولا تريد أن تقصي أحدا، ولو راهن البعض على كسرها فهو واهم، ومن تخلى عن المقاومة من أجل أن تفتح له أبواب السياسة، فماذا جنى؟”.

وفي مداخلته بالندوة، قدم مشعل ورقة بعنوان “معركة طوفان الأقصى وانعكاساتها على البيت الفلسطيني”، مشددا أنه يجب تمييز موقع يوم “السابع من أكتوبر (تشرين الأول)” في مسيرة التحرير من عدة زوايا.

وبيّ أنه نقلة حقيقية ومؤثرة في مرحلة تحرير الأرض الفلسطينية، و”يمثل انعطافة مهمة وتاريخية وضعت أقدامنا على طريق التحرير”.

وأضاف أن هذا اليوم غيّر كل عناصر المشهد الذي كان في ثبات وسكون من قبل كل الأطراف المؤثرة في القضية الفلسطينية، وأصاب الكيان الإسرائيلي بزلزال بعثر كل الأوراق التي في يده.

كما أشار أنه أحدث صدمة إيجابية في الانفعال العالمي نحو المقاومة واستمراريتها في مجابهة إسرائيل طوال كل هذه الفترة.

وبشأن تأثيرات عملية طوفان الأقصى، أوضح خالد مشعل إنها “تضم تفاصيل كثيرة، ولا ينبغي الوقوف على جميعها”، لكن أهم ما أحدثه هجوم طوفان الأقصى يمكن إيجازه في ما يلي:

الطوفان أحدث تحولات كبيرة في القضية الفلسطينية كنا نظنها ماتت، لكنها عادت إلى صدارة المشهد؛ مثل الاعترافات الدولية وحركات التضامن، وأصبحت القضية الفلسطينية ذات ثقل انتخابي في عديد من الدول.

الطوفان أربك كل حسابات “العدو” من حيث الخلافات السياسية بين تياراته وأحزابه، وتضرر علاقاته الدولية وصورته أمام العالم، وهزّ صورة القوة التي صدّرها في محيطه الجغرافي، بالإضافة إلى التدهور الاقتصادي، والضعف الأمني.

الطوفان أجج الخلافات الدينية التي أدت في النهاية إلى تجنيد اليهود الحريديم نتيجة حاجة الجيش إليهم في المعارك، وهذه سابقة في إسرائيل.

الطوفان أوجد تأثيرات شعبية كبيرة في المنطقة، وتباينت مواقف الدول في تعاملها مع الطوفان بين متفاعلة ومنتظرة النتائج.

الطوفان أظهر مدى الخلافات بين السياسيين والعسكريين في إسرائيل، لأن المواجهات هي التي تكشف حجم الخلافات وتناميها داخل الكيان، لكن ضعف العرب والفلسطينيين لا يظهر هذه الأزمات.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات