الجمعة 28/يونيو/2024

بائع القهوة شهيدًا.. لمثل هذا يذوب القلب مِن كَمَد!

بائع القهوة شهيدًا.. لمثل هذا يذوب القلب مِن كَمَد!

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

امتزجت دماء بائع القهوة بالتراب الملتصق على الأسفلت وأكواب القهوة التي كان يبيعها؛ ليشهد المكان على جريمة جديدة من جرائم الاحتلال الدموية في قطاع غزة.

لم يكن الشاب الجنجي يحمل بندقية أو قنبلة، بل كان يحمل في يد صباب القهوة واليد الأخرى أكواب القهوة الكرتونية، بعدما خرج باكرًا ليوفر قوت يومه من عرق جبينه في واقع ضاقت به السبل وسط حرب الإبادة الجماعية.

على بسطة بسيطة قرب مفترق العائلات في مدينة غزة اعتاد بائع القهوة الشهير بالجنجني نظرًا لشعر رأسه الذي يميل للون الأحمر وبات علامة فارقة من علامات المكان يشهد له الجميع طيبته وابتسامته الجميلة ومذاق قهوته الطيبة التي يبيعها بمبلغ زهيد ولا يتردد عن إعطائها لمن يطلبها حتى دون ثمن.

صباح الثلاثاء، ووسط سلسلة من الغارات الدموية التي طالت مراكز إيواء نازحين ترفع علم الأمم المتحدة ومنازل سكنية على رؤوس ساكنيها، قصفت طائرات الاحتلال بائع القوة ليسقط على الأرض ويلتقط له أحد المواطنين صورة وقد سالت دماؤه لتمتزج بتراب الأسفلت ولا يزال يقبض في يده أكواب القهوة فيما أطيح بصباب القهوة إلى جانبه ليشهد المكان وتفاصيله على جريمة أخرى من جرائم الاحتلال.

بائع القهوة الشهير خرج كعادته كل صباح، جهز قهوته في “الصباب” وفناجين وتهيأ للتنقل بين شوارع حي الرمال ككل يوم.. يوزع ابتسامته، ينادي على الناس ليبيع قهوته..

واحتضنت الأرض التي يعشقها ورفض أن يغادرها منذ 263 يومًا جسد الشهيد ونزفت دماؤه لترويح حكاية الظلم والقهر والتمسك بالأرض، وإلى جواره أدوات عمله.

وقصفت طائرات الاحتلال مجموعة من المواطنين والباعة محيط مفترق العائلات غرب مدينة غزة، وهم: جواد على الزعبوط، ونجله علي، ومحمود فؤاد زهرة، وأحدهم هو بائع القهوة.

وكررت قوات الاحتلال في الأيام الماضية قصف بائعو بسطات وعمال وأعضاء تأمين مساعدات وعاملون إنسانيون ضمن استهدافها لكل محاولة عمل وبقاء رغم القتل والتدمير وحمم النار التي تصبها منذ السابع من أكتوبر الماضي.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات