الخميس 20/يونيو/2024

الإبادة الجماعية الإسرائيلية تحرم غزة من أجواء عيد الأضحى

الإبادة الجماعية الإسرائيلية تحرم غزة من أجواء عيد الأضحى

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

على وقع مجاعة حقيقية وأوضاع إنسانية كارثية، وقصف لا يتوقف، يستقبل سكان قطاع غزة الذين بات نحو 2 مليون منهم نازحون في خيام بالية أو مراكز إيواء تفتقر لمقومات الحياة، عيد الأضحى وهو العيد الثاني الذي يمر عليهم وسط حرب الإبادة الجماعية المتواصلة للشهر التاسع تواليًا.

وغابت تماما مظاهر العيد، فلا عجول ولا خراف تنقل، ولا جولات الأهالي والأطفال على زرائب المواشي التي كانت تعج في مثل هذه الأيام بزوارها الذين يختارون أو يتفقدون أضاحيهم.

وتعلو تكبيرات العيد بين الحين والآخر في محاولة من بعض الآباء لاستحضار الشعيرة والأجواء حاضرة رغم القتل والتدمير المتواصل من قوات الاحتلال.

بأي حال عدت يا عيد، صرخة وجع نطق بها المواطن سالم حميد وهو يقول: في الوقت الذي يتجهز العالم العربي والإسلامي للعيد وذبح الأضاحي وأكل اللحوم، نحن هنا في غزة يواصل الاحتلال ذبحنا من الوريد إلى الوريد والعالم متفرج وصامت.

وأضاف حميد لمراسلنا: يأتي العيد ونحن نبحث عن حبة البندورة والخيار والبصل والقليل من الطعام لنسد رمق أطفالنا ونساءنا الذين أعياهم الجوع.

ومن بين الركام يحمل الفتى محمود أحمد جالون مياه يبدو مقاربًا لوزنه ويقول: علينا أن نكافح لنلبي احتياجاتنا الأساسية، لا أحد يفكر بالعيد هنا إلا كمناسبة مؤلمة نتذكر فيها أيامنا الحلوة، ولكننا واثقون بجبر الله وكرمه وكل شيء مقدر نحمده عليه.

وبفعل الحرب الدامية ونفوق آلاف الخراف والعجول نتيجة القصف والجوع على مدار الحرب، مع عدم إدخال أي أضاحي جديدة وسط واقع اقتصادي متردي توقفت فيه الأعمال وشبه انعدمت فيه السيولة المالية، لم يعد خيار أداء الأضحية واردًا عند الغالبية العظمى من السكان.

وباستثناء حالات محدودة من التجار مربي الخراف والعجول، أو مبادرات من متبرعين في الخارج لن تكون هناك أي أضاحي في قطاع غزة.

وقال خليل عابدين أحد تجار الخراف: المتوفر في السوق من الخراف والعجول قليل جدا وأجسامهم هزيلة وأسعارهم مضاعفة لذلك لا يوجد إقبال فقط يصل بعض النشطاء الذين يوزعون مساعدات أو بعض أفراد العائلات الذين تبرع لهم أقارب لهم في الخارج لإحياء شعيرة التضحية.

تبدو الأمور أكثر قسوة في شمال قطاع غزة، حيث يعاني 700 ألف إنسان من مجاعة حقيقية، وباتوا يفتقرون منذ بداية مايو الماضي إلى مواد غذائية؛ إذ لا يصل غليهم إلا كميات قليلة من الطحين والمعلبات من الفول والتونة.

وقال سالم سعيد: ما نفكر به كيف نوفر القليل من الطعام لأطفالنا، ونسأل الله أن يتذكرنا المسلمون حول العالم ليرفع الله عنا هذا البلاء.

ويتجهز أهالي قطاع غزة لتأدية صلاة العيد على ركام المساجد المدمرة ليرفعوا التكبيرات ويسألوا الله النصر والتمكين والفرج.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات