الأحد 23/يونيو/2024

حرب التجويع على غزة تتواصل وسط صمتٍ دوليٍ على الجريمة

حرب التجويع على غزة تتواصل وسط صمتٍ دوليٍ على الجريمة

تواصل المؤسسات الدولية الحقوقية والإنسانية دق ناقوس الخطر من مجاعة تطل برأسها على قطاع غزة وخاصة في محافظة الشمال، دون أن يحرك العالم ساكنا أمام استمرار حرب التجويع وإغلاق المعابر أمام دخول المساعدات الإنسانية التي يواصلها العدوّ الصهيوني، وتوقف الرصيف البحري الأمريكي المزعوم عن العمل، والذي ثبت تورطه في استخدام شاحنات المساعدات للقيام بمجزرة النصيرات مؤخرًا، فيما تفاقم المجاعة أوضاع أهل القطاع مأساوية.

“لا يزال الأطفال في غزة يعانون بشكل لا يمكن تصوره من هذه الحرب وأفادت اليونيسف أن 9 من كل 10 أطفال في قطاع غزة يعانون من فقر غذائي حاد، وأفادت منظمة أوكسفام أن العديد منهم يقضون أيامًا كاملة دون طعام”، بهذه الكلمات يصف الحساب الرسمي للأونروا جزءًا يسيرًا من الكارثة الإنسانية التي يواجهها أهل قطاع غزة، وخاصة الأطفال مع استمرار العدوان الصهيوني المتواصل منذ ثمانية أشهر .

ويؤكد الحساب الرسمي للأونروا بالقول: “لا ينبغي لأي طفل أن يواجه مثل هذه الظروف المروعة، يجب وقف إطلاق النار الآن”.

وتؤكد الأونروا انه في 5 حزيران الحالي، استلمت الأونروا 62 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية عبر معبر كرم أبو سالم (57 منها كانت للأونروا).

وتشدد على أنّ هذا يمثل انخفاضًا هائلًا في عدد الشاحنات التابعة للأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية مقارنة بما كان الوضع عليه حتى قبل بدء عملية رفح.

حسام أبو صفية مدير مستشفى كمال عدوان يصف جانبا من الصورة الكارثية للمجاعة في شمال غزة، ويؤكد في تصريحات وصلت المركز الفلسطيني للإعلام أنّ ” شبح المجاعة يخيم في غزة وسجلنا علامات سوء التغذية على بعض الأطفال”.

وقال أبو صفية: نحاول استئناف الخدمة الطبية بالحد الأدنى في ظل نقص الوقود والوضع كارثي في القطاع.

وشدد على أنّ ” المنظومة الصحية في غزة هي هدف للاحتلال لكننا نحاول استئناف الخدمات الطبية بالحد الأدنى”.

وأكد أنه تم إحصاء نحو 50 طفلا يعانون من سوء التغذية خلال أسبوع واحد فقط.

وحذرت جمعية الهلال الأحمر، اليوم الإثنين من مواصلة قوات الاحتلال الإسرائيلي إغلاق معبر رفح البري في ظل مستويات حادة ووشيكة من المجاعة في قطاع غزة.

وقالت في بيان صادر عنها وصل المركز الفلسطيني للإعلام: إن فرض هذا العقاب الجماعي على السكان الفلسطينيين في غزة لا يزيد من تفاقم الوضع الإنساني في القطاع فحسب، بل يشكل أيضاً انتهاكاً مباشراً لأمر محكمة العدل الدولية الصادر في أيار بشأن التدابير المؤقتة والقانون الدولي الإنساني.

وأعلن مدير منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة “الفاو” لشؤون التواصل مع روسيا، أوليغ كوبياكوف أن خطر المجاعة الجماعية في قطاع غزة لا يزال قائما.

وقال كوبياكوف إن هذه التوقعات ما زالت قائمة بسبب استمرار الأعمال القتالية التي لها تأثير سلبي على المدنيين. ويمكننا الحديث عن أزمة واسعة النطاق. وغزة حاليا واحدة من أكثر بؤر المجاعة سخونة في العالم، وتكافح الوكالات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة للقضاء عليها”.

وذكرت صحيفة “إلبايس” الإسبانية نقلا عن موظفين في “منظمة العمل ضد الجوع” غير الحكومية أن حوالي 30% من الأطفال دون سن الثانية في قطاع غزة يعانون من سوء التغذية الحاد.

كما أكدت منظمة “العمل ضد الجوع” أن قطاع غزة مهدد بتفشي أمراض خطيرة هذا الصيف بسبب مخلفات القمامة وارتفاع درجات الحرارة ما يزيد مأساة السكان الذين يعانون أصلا من نقص الغذاء.

ورغم أن المجاعة منتشرة والأطفال يموتون من سوء التغذية، فإن استمرار الحرب الإسرائيلية يعرقل جمع الأدلة الضرورية للإعلان رسميا عن المجاعة في قطاع غزة، والتي يمكن أن تستخدم لاحقا أمام المحاكم الدولية.

ويقول تقرير لـ”شبكة أنظمة الإنذار المبكر بالمجاعة” المعتمدة دوليا إنه “من المحتمل أن تكون المجاعة أمرا واقعا في شمال غزة، وإن الناس بمن فيهم الأطفال يموتون جوعا في كافة أنحاء القطاع، وإن ذلك قد يستمر إلى يوليو/تموز المقبل على الأقل”.

بيد أن التقرير يؤكد أن الحرب الإسرائيلية والقيود المفروضة على وصول المنظمات التي تعنى بالشؤون الإنسانية أعاقت جمع البيانات لإثبات وجود مجاعة، وذلك وفق تقرير عرضته قناة الجزيرة.

وتضيف “شبكة أنظمة الإنذار المبكر بالمجاعة” التي تمولها الوكالة الأميركية للتنمية الدولية أن الإعلان الرسمي عن المجاعة يتطلب بيانات تعيق الحرب جمعها، وترتكز هذه البيانات إجرائيا على 3 مؤشرات تعتمد دوليا لإثبات المجاعة وهي:

أن تكون نسبة 20% من الأسر تعاني من نقص شديد في الغذاء، وثانيا، أن ما لا يقل عن 30% من الأطفال يعانون من سوء التغذية الحاد أو الهزال، وأخيرا أن يموت شخصان بالغان أو 4 أطفال من كل 10 آلاف شخص يوميا بسبب الجوع ومضاعفاته.

ويكتسي الإعلان الرسمي للمجاعة في قطاع غزة أهمية كبيرة، إذ يمكن استخدامه كدليل في المحكمة الجنائية الدولية وكذا في محكمة العدل الدولية، حيث تواجه إسرائيل تهما بالإبادة الجماعية.

ويذكر أن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) توقعت -في تقرير لها بشأن الأماكن التي تشهد أزمة الجوع- أن يواجه أكثر من مليون شخص في قطاع غزة المجاعة والموت بحلول منتصف يوليو/تموز المقبل.

وكان فحص أجراه مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” لأكثر من 93 ألفا و400 طفل دون الخامسة في غزة للتأكد من سوء التغذية، خلصت نتائجه إلى أن 7280 منهم يعانون من سوء تغذية حاد، إذ يعاني شمال قطاع غزة سوء التغذية، حيث لم يتلق من بقوا هناك من السكان سوى قليل من المساعدات في الأشهر الأولى من الحرب.

من جانبه حذر برنامج الأغذية العالمي من أنّ العائلات في رفح ما زالت تواجه النزوح المستمر، الجوع والخوف.

وأكد في تدوينة له على منصة إكس رصدها المركز الفلسطيني للإعلام، على أنّه لا يستطيع الأشخاص الحصول على المياه النظيفة، الوقود والغذاء نتيجة إلى التدفق المحدود للمساعدات.

وقال: تحتاج المنظمات الإنسانية إلى الوصول الآمن ودون عوائق.

وكان المكتب الإعلامي الحكومي، في غزة، حذر من أن الاحتلال يطبق حصاره على قطاع غزة بالكامل، منذ أكثر من شهر باستمرار احتلاله معبر رفح وإغلاقه أمام دخول شاحنات المساعدات، ومنع دخولها من معبر كرم أبو سالم.

وأشار المكتب الحكومي في تصريحٍ صحافي، نهاية الأسبوع الماضي، إلى أن ما دخل لمحافظتي غزة والشمال الأسبوع الماضي من نقطة غرب بيت لاهيا لم يتجاوز 257 شاحنة، منها 148 شاحنة محملة بالطحين و26 شاحنة أدوية ومستهلكات طبية. وأوضح أن شبح المجاعة يعود ليهدد من جديد قطاع غزة وخاصة محافظتي غزة والشمال.

ولفت المكتب الحكومي إلى أن أزمة الأمن الغذائي تتفاقم بمحافظات الوسط والجنوب، سيما مع نزوح عشرات آلاف المواطنين من مدينة رفح جراء عملية الاجتياح التي يقوم بها جيش الاحتلال.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات