الثلاثاء 25/يونيو/2024

خبير عسكري يقرأ دلالات عملية تحرير الأسرى الصهاينة.. ويوجه رسائل للمقاومة وحاضنتها الشعبية

خبير عسكري يقرأ دلالات عملية تحرير الأسرى الصهاينة.. ويوجه رسائل للمقاومة وحاضنتها الشعبية

حذّر الخبير العسكري الدكتور محمد المقابلة من تداعيات عملية تحرير العدوّ الصهيوني لأربعة من أسراه في عملية إجرامية كبيرة راح ضحيتها المئات، وما تبعها من نقاشات وتحليلات ذهبت بعيدًا عن تحليل الدروس المستفادة والأهداف الحقيقية التي يجب أن نسعى لوضع يدنا عليها وتوصيفها بالشكل الصحيح على الصعيد العسكري وعلى صعيد الحرب النفسية لتجنب تكرارها والوقوع فيها وتقديم النصح الحقيقي للمقاومة في سياقاتها الصحيحة وتحصين الحاضنة الشعبية بوجه الإشاعات والأكاذيب التي تمّ ترويجها خلال هذا الحدث الصعب.

وقال الدكتور محمد المقابلة في تصريحاتٍ للمركز الفلسطيني للإعلام: إنّ تحليل العملية التي شنّها الكيان الصهيوني في سبيل تحرير الأسرى يجب أن ننظر لها من خلال منظارين، منظار تحليلي عملياتي ابتداءً، ومن ثمّ نظرة من ناحية إطار الحرب النفسية.

وقال الخبير العسكري: إنّ جيش الاحتلال الإرهابي لا يلتزم بمقياس الأخلاق والقوانين في عملياته، لأنّه جيش بلا أخلاق.

وأشار إلى أن الاحتلال ينوّع مصادر حصوله على المعلومات، مقدرًا وجود دور للمساعدات الأمريكية في هذه العملية.

وحث المقاومة على إعادة قواعد التعامل مع المساعدات سواء الطعام أو الشراب أو ما يحتاجه الإنسان وإعادة تفتيشه والتعامل مع من جديد.

وحول الغدر والتضليل الذي استخدمه الاحتلال، قال المقابلة: إن هذا يتطلب من المقاومة أن يكون هناك طوق إنذار مبكر في محيط يبعد على الأقل 2 كيلومتر من مكان الاحتفاظ بالأسرى، وذلك من خلال أفراد يراقبون حركة ودخول جميع النازحين وجميع شاحنات المساعدات، ومراقبتها من نقطة انطلاقها لنقطة وصولها، وهذا يتطلب زيادة الحرص، وفق تقديره.

ودعا إلى تفعيل بروتوكولات أمنية جديدة من حيث التضييق على الأسرى، حتى لا يكونوا قادرين على الحركة في حال قيام عمليات تخليص وإنقاذ لهم، ليعيقوا القوات المنقذة، مشددا على أن المقاومة هنا أعرف وأعلم كيف تعيق حركتهم لتسبب لهم الإعاقة، ويهمنا في هذا الجزء ضمان عدم تكرار هذا في أي مرات قادمة لا قدّر الله.

وأكد المقابلة ضرورة إعطاء الحدث حقه ووزنه الحقيقي، قائلا: نحن يجب أن لا نجزع ولا نستسلم لكل حدثٍ نسمعه، وهذا أمرٌ طبيعي في كل المعارك والحروب، والمقاومة الجبارة التي صمدت ثمانية شهور لا يمكن في الوقت الذي حققت فيه عشرات بل مئات الانتصارات على العدوّ الصهيوني على المستوى العالمي والإقليمي، وعلى مستوى الميدان، وفي لحظة معينة وحادثٍ بسيطٍ لا يعتبر له أي قيمة عسكرية على الإطلاق أن نصاب نحن كحاضنة شعبية باليأس والجزع والقنوط وكأنّ المقاومة انهزمت، فهذه ليست من أسس دعم المقاومة.

وشدد على أنّ فلسفة المقاومة في غزة اليوم تقوم على توجيه الصفعات للعدوّ الصهيوني، وإنهاكه وضمان عدم استقراره، وليست فلسفة أنها لا يمكن أن تتعرض لأي خسارة، فهذه معركة من بين المعارك، ويجب علينا أن نكون قادرين على تقبل هذه المعارك ونتائجها مع يقيننا أن المقاومة حققت انتصارات كبيرة إستراتيجية على العدوّ الصهيوني، وهو حتى اللحظة لم يحقق أي انتصار تكتيكي؛ بل أجزم أن تحرير هؤلاء الأربعة أسرى سيظهر لنا نتائجه الإيجابية لمصلحة المقاومة في الأيام القادمة، لأنّ هذه العملية أمام المقاومة تسببت بقتل أسرى آخرين، وتسببت بتأليب الشارع الإسرائيلي لعدم تكرار مثل هذه العمليات التي تخاطر بحياة الأسرى.

وأكد المقابلة بالقول: أنا كلّي يقين أن المقاومة ستعيد التعامل مع الأسرى وهذا ما لا يريده أهل الأسرى في الشارع الإسرائيلي.

وأكد المقابلة أنّ بعض المثبطين الذين لو خرجوا فينا ما زادونا إلا خبالا وهزيمة، لم يجدوا عيبًا في الذهب إلا أنّ لمعانة ووميضه يؤذي العيون، فالمقاومة تحتفظ وتخفي هؤلاء الأسرى في قطاع غزة، ونحن نعلم جغرافية وديمغرافية القطاع، فأين سيخفونهم.

وشدد على أنّ الإجرام ليس في سؤال أين أخفيهم ولكنّ الإجرام في الذي يرتكب مجازر في حياة المدنيين والأطفال والنساء والأبرياء وفي حياة أسراه ليظهر بمظهر المنتصر أمام شعبه وأمام العالم، والمجرم هو نتنياهو الذي خاطر بحياة أسراه لأنّ نسبة القتلى في هذه العملية من أسراه فاشلة، فهو حرر أربعة وقتل آخرين.

وأكد أنّ هذا أمر من باب التثبيط وليس له أي سند حقيقي أو منطقي، وفي ثمانية اشهر أبيدت أسواق ومربعات سكنية وشقق وعمارات وأبراج وخيام دون أن يكون بها أحد، لماذا نأتي الآن ويسعى البعض لترديد الرواية الصهيونية في تحميل المقاومة مسؤولية الدم الفلسطيني.

وشدد المقابلة على أنّ هذا هو الأسلوب الصهيوني في سعيٍ مفضوح لتحميل وزر الدم الفلسطيني للمقاومة، فمن يقول ذلك هو يدعم الآلة الصهيونية والفكر الصهيوني ولا يريد تحميل هذا الوزر للمجرم الحقيقي، ورأينا كيف قتل العدوّ الصهيوني أطفالاً في الخيام وفي المخابز والأسواق والمستشفيات دون أن يكون هناك أسرى، سوى محاولات فاشلة لشيطنة المقاومة لن تنطلي على أحد.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات