الجمعة 21/يونيو/2024

عملية النصيرات .. مهمة قذرة لخدمة مصلحة نتنياهو

عملية النصيرات .. مهمة قذرة لخدمة مصلحة نتنياهو

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

في توقيت حساس، جاء تنفيذ الاحتلال الصهيوني عملية عسكرية واسعة ومفاجئة في مخيم النصيرات في وضح النهار ليرتكب مجزرة مروعة غالبية ضحاياها من الأطفال والنساء؛ ويعلن على أشلائهم الإفراج عن 4 من أسراه.

وفيما يترقب الجميع رواية المقاومة لما حدث، يتوقف خبراء في الشأن الصهيوني عند دلالة توقيت هذه العملية التي جاءت لتخدم مصلحة نتنياهو في وقت كان هناك تقديرات بانهيار حكومة الحرب التي يقودها إثر الاستقالة التي كان يفترض أن يقدما بيني غانتس.

ويتفق هؤلاء على أن حالة الانتشاء الصهيونية التي جاءت بعد 245 يومًا من حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة ليست نهاية المطاف مذكرين بفشل الاحتلال في تحقيق أهدافه المعلنة رغم فاتورة الدم القاسية التي دفعها الشعب الفلسطيني عبر أكثر من 36 ألف شهيد وقرابة 84 ألف جريح، وتدمير هائل طال نحو 70 % من مباني القطاع.

ويؤكد الخبراء، أنه لا يمكن عد ما حصل إنجاز حقيقي للعدو، وخاصة بعد 8 أشهر من العدوان المتواصل، وبقاء أكثر من 120 أسيرا صهيونيا لدى المقاومة، في حين يدلل وجود الأسرى أحياء دليل حرص المقاومة على حياتهم، وأن جيش الاحتلال بعملياته وقصفه هو من يعرضهم للخطر والموت كما حصل سابقا، وقد يحصل في المستقبل.

ومع تأكيد الكاتب والمحلل بسام المناصرة أنه من المبكر الحديث عن تفاصيل الحدث في النصيرات، بخصوص ما أعلنه الاحتلال عن تحرير أربعة من أسراه، ذلك أن المقاومة لم تقل كلمتها بعد، ولم تعلن روايتها التي بالتأكيد ستكون لديها تفاصيل عدة؛ يشير إلى أن الحدث يضعنا أمام عدة دلالات.

ويشدد المناصرة في تصريحات تابعها المركز الفلسطيني للإعلام على أن ما جرى نقطة في سجل معركة مفتوحة، ولا يمثل إنجازاً نوعياً لجيشٍ يمتلك أعتى أسلحة القوة والمدعوم من أجهزة الاستخبارات العالمية، أمام مقاومة محدودة القدرات ومن الإجحاف عقد هذه المقارنة.

ووفق المعلومات الأولية؛ فإن قوات صهيونية تخفت في شاحنة تحمل مساعدات إنسانية لتصل عمق مخيم النصيرات وارتكبت مجزرة مروعة وعندما كشفت اندلعت اشتباكات ضارية قتل وأصيب فيها عدد من ضباط وجنود الاحتلال فيما استخدم الاحتلال طيرانه الحربي وقصفه المدفعي ليغطي على انسحاب القوة بأحزمة نارية وارتكاب مجازر دامية خلفت أكثر من 210 شهداء و400 جريح.

ويسجل للمقاومة -وفق المناصرة- نجاحها في اختراق الاحتلال بتعجيزه للوصول لها خلال الشهور الماضية مع امتلاكه وداعميه أحدث أنواع الطائرات التجسسية والعسكرية وسط النيران التي أفقدت العالم إنسانيته وآدميته، وفي حقيقة الأمر أنها نقطة تضاف بالمقابل لرصيد المقاومة في التخطيط والإعداد والمناورة والثبات رغم كل هذه القوى والتحديات.

ووفق ما رشح عن وسائل إعلام عبرية، فإن خلية أزمة أميركية كانت شريكة مع الاحتلال في تجميع المعلومات عن الأسرى وإدارة الهجوم الدامي للإفراج عنهم.

وفي هذا الصدد يشير المناصرة إلى أن من أهداف إنشاء الميناء العائم (الذي أقامه الجيش الأميركي) والذي تم توظيفه في عملية النصيرات، وقد تم إعلان إعادة صيانته بالأمس، يشير إلى أنه تم توظيفه لتدشين هذه العملية، ما يعني شراكة أمريكية كاملة في التخطيط والتنفيذ؛ ولعله يفتح مساراً جديداً للمقاومة الفلسطينية في التعامل الواضح والمعلن مع هذا الميناء بعد أن كان الأمر ظاهره إغاثياً دون إثبات عكس ذلك (أمام المجتمعات)، وهي فرصة ثمينة لكشف ادعاءات إدارة بايدن وتعريتها.

وتوقف عند استنفار دولة بأكملها بجيشها وأسلحتها وتخصصاتها واستخباراتها، كل قواتها لإطلاق بعض الأسرى يدلل على مقدار العجز الذي وصلت إليه وفقدان الثقة في قدراتها ومقدراتها وعملياتها أمام مقاومة باسلة أفقدت هذه المنظومة قيمتها وأفشلت أهدافها على مدار شهور عدة.

ويشدد على أن ارتكاب الاحتلال لمجازر عدة في حدث النصيرات، وسفك الدماء المتعطش لها، على مرأى ومسمع العالم من أجل تحرير بعض أسراه؛ يزرع في قلب كل فلسطيني الرغبة في أن يكون كل يوم هو 7 أكتوبر حتى دحر الاحتلال عن أرضه مهما كان الثمن.

وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي ارتفاع عدد الضحايا نتيجة مجزرة الاحتلال “الإسرائيلي” في مخيم النصيرات إلى 210 شهداء وأكثر من 400 جريح وهؤلاء وصلوا إلى مستشفيين اثنين، مستشفى العودة بالنصيرات، ومستشفى شهداء الأقصى بدير البلح، بعد عدة أيام من تكثف القصف على وسط القطاع ما أدى إلى مئات الشهداء والجرحى.

ويرى الخبراء أن الشعب الفلسطيني دفع فاتورة قاسية نتيجة حرب الإبادة الإسرائيلية فيما الاحتلال ونتنياهو تحديدا غير آبه لهذه الفاتورة وهمه فقط تحقيق مصالحه على أشلاء ودماء الشعب الفلسطيني، وهو ما يشكل وصمة عار وسيكون له أثمان لاحقة لن ينهض الاحتلال من تحتها، إن بالعزلة السياسية أم بتعظيم حالة الغضب وبيئة المقاومة.

القيادي في حركة حماس، محمود مرداوي، توقف عند مباشرة الاحتلال الإسرائيلي توظيف ما أعلنه عن الإفراج عن 4 أسرى له من قطاع غزة، للتغطية على كل إخفاقاته العسكرية والأمنية ورسم مشهد سياسي وإعلامي مختلف عن المشهد السائد على مدار أشهر.

وشدد مرادوي في تعليق له على ما أعلنه الاحتلال: العدو ربما ينجح لساعات ليوم، “لكن ستعود الصورة والمشهد الى سيرتها الأولى. فشل في تحقيق الأهداف المعلنة وأهمها تحرير 120 أسيرا (عسكريا) لا زالوا في قبضة المقاومة”.

ورأى مرداوي -وهو خبير في الشأن الصهيوني- أن أهم الدلالات التي تحملها عملية النصيرات أنها جزء من إدارة المعركة السياسية الداخلية لدى العدو، منبهًا أن توقيت العملية جاء لينقذ نتنياهو من تفكك تحالف الحرب، ويساعده في تجاوز إخفاقات وفشل ال 8 أشهر.

وإثر عملية النصيرات تراجع عضو مجلس الحرب غانتس عن مؤتمر صحفي كان سيعقده ويعلن فيه وفق التقديرات عن الانسحاب من حكومة الاحتلال.

وشدد مرداوي على أن الحملة الإعلامية المرافقة لعملية النصيرات والتي تحاول إظهارها كحدث له تداعيات هي محاولة لإرباك قرار المقاومة وسط الضغوط الأمريكية للقبول بالطرح الإسرائيلي لصفقة التبادل.

وأشار إلى تورط أطراف عربية وفلسطينية في الدعاية الصهيونية منسجمة مع أدوارها التي رسمتها الإدارة الأمريكية لحصار المقاومة، مذكرًا أن هذه الأطراف منذ عشرات السنوات ترى المقاومة خطرا عليها، بينما أصبحت هذه الأطراف ترى في سموتيرش وبن غفير شركاء السلام وصفقات التطبيع، وتضع مصير شعبنا وحقوقه في يد اليمين الصهيوني.

وقال: نحن مع المقاومة وهي تواصل الحفاظ على 120 أسيرا في معركة استخبارية ضد العدو وأجهزة استخبارات دولية، 8 أشهر والمقاومة ورجال القسام يديرون معركة ميدانية وبطولية في كل الجبهات الأمنية والعسكرية، فكل التحية للمقاومة ورجالها.

ولا تزال المقاومة تحتفظ بعشرات الأسرى الذين فشل الاحتلال بالوصول إليهم رغم دمويته وجرائم الإبادة الجماعية التي يقترفها ضد قطاع غزة.

وأضاف مرداوي: نحن مع المقاومة في كل أفعالها، مع رجالها الذي يسيرون على الشوك حفاة الأقدام يواجهون جيش الإجرام الصهيوني، مع المشتبكين واحدا تلو الآخر يرتقون شهداء ويرفضون التراجع مقبلين غير مدبرين، نحن معهم إذا كمنوا، إذا ضربوا.

ويتفق الخبراء على أن الاحتلال يسعى لإنجاز وهمي على دماء الشعب الفلسطيني والأطفال والأبرياء، وحقيقة هو لا يكترث لحياة أسراه، لأن عملية مثل هذه قد تؤدي لمقتلهم، أو مقتل جنود آخرين شاركوا بالعملية، أو ربما أسر جنود جدد، كما حصل قبل أيام في جباليا.

المقاومة قالت كلمتها الصادقة مسبقا على لسان أبو عبيدة الذي شدد على أن “الثمنَ الذي سنأخذه مقابلَ خمسةِ أسرى أحياءَ أو عشرةِ هو نفسُ الثمنِ الذي كنّا سنأخذه مقابلَ جميعِ الأسرى”، فهل يرضخ الاحتلال لهذه الحقيقة أم يواصل تعنته ووحشيته .

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

مسؤولة أممية: ما رأيته في غزة يفوق الوصف

مسؤولة أممية: ما رأيته في غزة يفوق الوصف

جنيف – المركز الفلسطيني للإعلام قالت الممثلة الخاصة لمكتب هيئة الأمم المتحدة للمرأة في فلسطين، ماريس غيموند، الجمعة، إن 9 أشهر من الحرب الإسرائيلية...