الأربعاء 26/يونيو/2024

في اليوم الدولي لضحايا العدوان.. الجرائم بحق أطفال غزة وصمة عار على جبين العالم

في اليوم الدولي لضحايا العدوان.. الجرائم بحق أطفال غزة وصمة عار على جبين العالم

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

“روحي هاي.. روحي هاي”.. بهذه الكلمات تعبر أمٌ مكلومةٌ في غزة عن قمّة القهر في وداع طفلتها التي اغتالتها طائرات الغدر الصهيونية الإجرامية بعد قصف منزلهم في غزة، فيما الأب الصابر يداري دمع هذه الأمّ المحتسبة بكلمات المواساة وبقايا الصبر التي أعجز بها أهل غزة العالم أجمع رغم فداحة المعاناة وعظمة التضحيات بعد أن قدموا من أطفالهم ما يزيد عن ١٥ ألف شهيد وعشرات آلاف الجرحى والمصابين، وتصبح المفارقة الأشد قتامة حين يكون ذلك المشهد في اليوم الدولي لضحايا العدوان من الأطفال الأبرياء.

ويواصل الأبّ المصابر حمل جثمان طفلته الشهيدة بين يديه، ويردد صرخات الغضب التي تؤكد أنّ شعب غزة كله خلف المقاومة مهما كانت التضحيات، مطالبا المقاومة وقيادتها بالثأر لدماء هؤلاء الأطفال الذين لم يكن أي ذنبٍ سوى صمت العالم وظلمه وعجزه، وأكثر من ذلك دعمه لآلة القتل الصهيونية بالمال والسلاح الذي يقتل به أطفال غزة صباح مساء.

وهكذا يواصل أطفال غزة تضحياتهم منذ أكثر من ثمانية أشهر فتجدهم إمّا محمولين على الأكتاف شهداء، أو جرحى ومصابين، أو يصنعون صنيع الكبار بحثا عن لقمة كريمة بعد أن استشهد أباؤهم ومعيلوهم، أو تجدهم مثل شعب غزة الصامد مزروعين فوق ركام بيوتهم المدمرة بقصف الاحتلال.

وفي هذا السياق قال امين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس عبدالله كنعان، إن اكثر من 16 الف شهيداً من الاطفال الابرياء ارتقوا شهداء في غزة بآلة القتل الاسرائيلية منذ السابع من تشرين الأول الماضي، يشكلون ثلث شهداء العدوان الاسرائيلي الغاشم على القطاع، يضاف إليهم أكثر من 120 طفلاً شهيداً في الضفة الغربية.

وأوضح كنعان في تصريحاتٍ صحفية بمناسبة اليوم الدولي لضحايا العدوان من الاطفال الابرياء الذي يصادف في الرابع من حزيران كل عام والذي تقرر عام 1982 انطلاقاً من معاناة الطفل الفلسطيني، إن هذه المناسبة الدولية تفضح الاحتلال الاسرائيلي، مشيرا الى أن هذه الأعداد من الشهداء الأطفال هي وصمة عار في جبين وضمير من يساند الاحتلال ويدعم جرائمه ما يدلل على أن الابادة الجماعية والتطهير العرقي ومحو الاجيال وطمس معالم هوية المكان الانسانية هي بنك أهداف وجوهر مخططات الصهيونية.

وأشار الى أن هناك ضعف هذه الارقام من الجرحى والمرضى من الاطفال الذين تتم محاصرتهم ومنع وصول المساعدات الاغاثية العاجلة لهم، اضافة الى حرب ممنهجة وشاملة ضدهم على المستوى التعليمي والاجتماعي والاقتصادي والاسري.

واضاف، ان القتل والاعتقال والاسر ومسلسل الحرمان المستمر، جميعها مفردات ووقائع يعيشها الطفل الفلسطيني كل لحظة بحق أجيال تتمسك بذكرياتها وأحلامها ووصايا الاباء والاجداد بأن الحقوق والحريات لا يمكن أن تنسى أو تمحوها جرائم الاحتلال و وحشيته.

وقال ان اللجنة الملكية لشؤون القدس وبمناسبة اليوم الدولي لضحايا العدوان من الاطفال الابرياء، توجه نداء انسانياً للمنظمات الحقوقية والانسانية العالمية بضرورة الاسراع في انقاذ الطفولة في فلسطين التي تجمع كل الشرائع والدساتير والاتفاقيات الدولية على حمايتها ورعايتها في الظروف الاعتيادية، مشيرا الى أن اعلان حقوق الطفل عام 1959 واتفاقية حقوق الطفل عام 1989 تبدوان عاجزتين او لا تملكان الارادة الحقيقية على اقل تقدير لانقاذ أطفال غزة ومدن فلسطين من الظلم.

وأكد أن هذه المناسبة رسالة للضمائر الحية من المنظمات ووسائل الاعلام بانقاذ الطفل الفلسطيني، الذي تحطمت حقوقه واحلامه تحت قذائف الطائرات والمدافع الاسرائيلية، فالواجب اليوم فضح جرائم الاحتلال وايصال صورة معاناة اطفال فلسطين واسرهم للرأي العام العالمي.

وفي اليوم العالمي للأطفال الأبرياء ضحايا العدوان يجوب عدد من أطفال غزة شوارع المدينة لبيع أرغفة خبر لمساعدة عائلاتهم في توفير حاجاتهم الأساسية في ظل الأزمة الاقتصادية الناجمة عن الحرب الإسرائيلية المدمرة.

وحصل هؤلاء الأطفال على تلك الأرغفة بعد ساعات طويلة قضوها في طابور أمام أحد المخابز العاملة بمدينة غزة تحت أشعة الشمس الحارقة، وفقًا لـ “الأناضول”.

ولا يحظى هؤلاء الأطفال بحقوقهم كسائر أطفال العالم، حيث يواجهون ظروفا قاسية من غارات عنيفة وقتل إسرائيلي ميداني لذويهم أو اعتقال أو إصابات، فضلا عن حالة التجويع والتعطيش التي تقول مؤسسات فلسطينية محلية إنها “متعمدة”.

هذه الظروف، تلحق وفق مؤسسات أممية، أذى جسديا ونفسيا كبيرين بالأطفال الذين باتوا بحاجة لتدخل ودعم نفسي عاجل.

ويقول أحمد قاسم، أحد الأطفال الذين يبيعون الخبز في الشوارع: “أبيع الخبز لمساعدة أهلي في توفير المصاريف اليومية”.

لكنه أعرب عن آماله في أن يستعيد طفولته التي غيّبتها الحرب، قائلا: “نفسي أكون كما أطفال العالم ألعب وأشتري الحلوى”.

وفي منشور على منصة “إكس” الثلاثاء، قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، إن الأطفال في غزة “يمرون بكابوس لا نهاية له”.

وتابعت: “القصف والتهجير القسري ونقص الغذاء والماء وعدم الحصول على التعليم تسبب صدمة لجيل بأكمله”.

وأشارت إلى أن فرق الدعم النفسي والاجتماعي التابعة لها “تواصل العمل على إغاثة أطفال القطاع”.

من جانبها، دعت حركة “حماس” في بيان بمناسبة اليوم العالمي للأطفال الأبرياء ضحايا العدوان، الأمم المتحدة إلى “إدراج الاحتلال (إسرائيل) ضمن القائمة السوداء للكيانات المجرمة بحقّ الأطفال”.

وقالت: “مارس الاحتلال خلال عدوانه الحالي أبشع الجرائم والمجازر المروّعة بحق الشعب الفلسطيني، وفي مقدّمته الأطفال الأبرياء (…) فحسب تقارير أممية، فإنَّ طفلاً واحداً يصاب أو يموت كلّ 10 دقائق في غزة”.

وأوضحت أن عدد “الشهداء من الأطفال الذين ارتقوا منذ 7 أكتوبر الماضي يقدر بنحو 14 ألف شهيد؛ بما يفوق عددهم المسجّل على مدى أربعة أعوام من النزاعات في العالم”.

وأشارت إلى أن إسرائيل تعتقل في سجونها أكثر من 200 طفل فلسطيني، بينهم أكثر من 20 طفلا من غزة حيث “ترتكب بحقهم صنوف من الضرب والتحقيق القاسي والتعذيب الجسدي والنفسي والإهمال الطبي المتعمد ومنع الزيارات”.

وطالبت الحركة المجتمع الدولي والمؤسسات المعنية بحقوق الطفل بـ”تحمّل مسؤولياتهم السياسية والإنسانية، تجاه أطفال فلسطين، والعمل على إطلاق سراح المعتقلين منهم في سجون الاحتلال، والتحرّك لإنقاذهم وحمايتهم من وحشيته وساديته”.

وخلفت الحرب الإسرائيلية على غزة أكثر من 119 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.

وتواصل إسرائيل عدوانها متجاهلة قرارا من مجلس الأمن يطالبها بوقف القتال فورا، وأوامر من محكمة العدل تطالبها بوقف هجومها على رفح، واتخاذ تدابير فورية لمنع وقوع أعمال “إبادة جماعية”، و”تحسين الوضع الإنساني” بغزة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات