الجمعة 28/يونيو/2024

تل زعرب.. حي أثري في رفح يستهدفه الاحتلال بالتوغل

تل زعرب.. حي أثري في رفح يستهدفه الاحتلال بالتوغل

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

بالمزيد من القتل والتدمير والتوغل واستهداف المواقع الأثرية تتحدى قوات الاحتلال الإسرائيلي قرار محكمة العدل الدولية القاضي بوقف العدوان على رفح.

فعلى وقع غضب عالمي متصاعد من محرقة الخيام في حي تل السلطان التي ارتكبتها قوات الاحتلال مساء الأحد الماضي والتي أدت إلى 45 شهيدًا نصفهم من الأطفال والنساء، زادت تلك القوات من وتيرة عدوانها وارتكبت مجزرة جديدة في المنطقة نفسها ووسعت توغلها لتتمركز على تل زعرب الأثري تحت وابل من القصف الهمجي المكثف، في ترسيخ ممنهج لاستهداف المواقع الأثرية منذ بدء حرب الإبادة.

وأفاد مراسل المركز الفلسطيني للإعلام بأن آليات الاحتلال العسكرية وسعت توغلها فجأة في رفح الليلة الماضية وفجر اليوم الثلاثاء تحت سيل رهيب من النيران مستهدفة المنازل والمشافي والمساجد وصولًا إلى تل زعرب الأثري غربي المدينة.

ونقل مراسلنا عن مصادر طبية تأكيدها استشهاد 16 مواطنًا منذ ساعات الفجر الأولى جراء القصف المكثف في المدينة التي شهدت ليلة أول أمس مجزرة دامية في خيام النازحين أسفرت عن 45 شهيدًا جلهم من الأطفال والنساء.

ووفق شهود عيان فإن دبابات الاحتلال تمركزت على التل الأثري في وقت شرعت الجرافات بأعمال حفل وتجريف بما في ذلك داخل مقبرة عائلية مجاورة حيث كررت سياستها في تدنيس ونبش القبور وامتهان كرامة الأموات.

تل أثري

وتل زعرب الذي تتخذه آليات الاحتلال نقطة تمركز يقع في منطقة رفح الحدودية من جهة الغربية، ويحتوي على آثار تعود لخمس حضارات قديمة هي: الفرعونية، الرومانية، اليونانية، البيزنطينية، والإسلامية.

وأطلق الاسم على الحيّ لنسبة لعائلة زعرب كبرى العائلات الموجودة في رفح، التي تسكن بجانب الموقع الأثري. وهي تسمية شعبية.

ويقع على الحي على مساحة 150 دونما، وهو مطلّ على شاطئ البحر ويقع قبالة الحدود الفلسطينية المصرية.

وعانى هذا الموقع من عمليات نبش غير قانونية، منذ عام 1956 حتى عام 2005، وسبق ان تعرّض الموقع لانتهاكات ونبش غير قانوني من الاحتلال الإسرائيلي الذي اتخذ من المكان موقعا عسكريا قبل انسحابه من القطاع عام 2005.

حضارات مرت من هنا

وتشير الاكتشافات الأثرية إلى آثار تعود للعصر الروماني والبيزنطي، وهناك آثار لكنيسة مهمة من العصر الروماني والأعمدة والتيجان تشير إلى ذلك، وكذلك تمّ العثور على 1300 عملة نقدية محفور عليها آلهة أثينا تعود للفترات يونانية قديمة وكذلك عملات رومانية وبيزنطية. كما أنه تم اكتشاف الكثير من القطع الفخارية. وهناك العديد من الأسوار والأقواس التي تعود للقرن 320ق.

وأغلب القطع الأثرية التي عثر عليها في الحي هي من الأواني الفخارية وأعمدة وتوابيت وعملات نقدية وبعض القطع المرسوم عليها.

وأشارت بعض الاكتشافات إلى وجود كنيسة ترجع إلى العصر الروماني (395م ـ 630م) وقد ذهبت الحفريات التي نفذتها وزارة الأثار في قطاع غزة مؤخرًا في أعماق التل عن اكتشاف طبقة أثرية تعود للعصر الكنعاني (2500 ـ 3000 ق.م).

كما أنه في وقت سابق عثر فريق التنقيب على مشغولات من الفخار وغيره تعود للعصر الكنعاني وكان أشهرها قدر من الفخار موسوم عليه شعار الكنعانيين وهو طائر البجع، وفق تقارير.

كما أكدت التقارير ان التل كان يحتوي على العديد من القطع الاثرية التي تمت سرقتها وسرقة جزء من رمال التل وذلك في فترة الاحتلال البريطاني والإسرائيلي على قطاع غزة.

ومنذ بداية عدوانها على قطاع غزة في 7 أكتوبر الماضي استهدفت قوات الاحتلال ودمرت عشرات المواقع الأثرية في قطاع غزة ضمن محاولتها تغيير الهوية الحضارية للقطاع.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات