السبت 27/يوليو/2024

النكبة الفلسطينية .. 76 عامًا والمأساة تتجدد

النكبة الفلسطينية .. 76 عامًا والمأساة تتجدد

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

في الذكرى الـ 76 للنكبة الفلسطينية يعيش الفلسطينيون فصولاً متجددة من المأساة تبدو أكثر قسوة ووحشية مع حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة للشهر الثامن تواليًا.

و”النكبة” مصطلح يطلقه الفلسطينيون على اليوم الذي أُعلن فيه كيان الاحتلال على معظم أراضيهم في 15 مايو/ أيار 1948 بعد مجازر دامية هجروا فيها مئات الآلاف من أصحاب الأرض الأصليين.

ووفق تقرير حديث لجهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني، قتلت إسرائيل 134 ألف فلسطيني وعربي في فلسطين منذ عام 1948، إضافة إلى تسجيل نحو مليون حالة اعتقال منذ “نكسة” 1967، حين احتلت إسرائيل قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة.

وفي 15 مايو من كل عام، يحيي الفلسطينيون ذكرى النكبة عبر مسيرات وفعاليات ومعارض داخل الأراضي الفلسطينية وفي الشتات بأرجاء العالم.

وتحل الذكرى هذا العام وسط حرب إبادة إسرائيلية مدمرة في قطاع غزة، وعدوان متصاعد في الضفة الغربية والقدس المحتلتين.

ومساء 14 مايو 1948، أعلنت إسرائيل تأسيس كيانها على أرض فلسطين، وكانت الولايات المتحدة أول المعترفين بها.

وبعد أقل من عقدين، احتلت إسرائيل ما تبقى من فلسطين وتحديدا الضفة الغربية بما فيها شرقي القدس وقطاع غزة، وأراض عربية في لبنان وسوريا والأردن ومصر.

ووفق جهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني، شكلت أحداث النكبة وما تلاها من تهجير مأساة كبرى للشعب الفلسطيني، نظرا لما صاحبها من طرد لشعب بكامله وإحلال جماعات وأفراد من شتى بقاع العالم مكانه.

ويشير “الإحصاء الفلسطيني” في تقرير صدر الأحد الماضي، إلى أن النكبة أسفرت عن تشريد ما يزيد على مليون فلسطيني من أصل 1.4 مليون كانوا يقيمون في 1300 قرية ومدينة عام 1948، إلى الضفة الغربية وقطاع غزة والدول العربية المجاورة، فضلا عن التهجير الداخلي للآلاف منهم داخل الأراضي التي أخضعت لسيطرة الاحتلال.

وسيطرت إسرائيل في حينه على 774 قرية ومدينة فلسطينية، 531 منها تم تدميرها بالكامل، بينما تم إخضاع المتبقية إلى الاحتلال وقوانينه.

ووفق التقرير “صاحب عملية التطهير اقتراف العصابات الصهيونية أكثر من 70 مجزرة بحق الفلسطينيين أدت إلى استشهاد ما يزيد على 15 ألف فلسطيني”.

وفي النكبة أقيمت إسرائيل على أكثر من 85 بالمئة من مساحة فلسطين التاريخية البالغة قرابة 27 ألف كيلومتر مربع.

ويوضح التقرير أن 134 ألف فلسطيني وعربي استشهدوا في فلسطين منذ “النكبة” عام 1948، إلى جانب تسجيل نحو مليون حالة اعتقال منذ “نكسة” عام 1967.

ووفق جهاز الإحصاء المركزي؛ فإن “عدد الفلسطينيين الإجمالي في العالم بلغ 14.63 مليون نسمة في نهاية عام 2023″، مشيرا إلى “تضاعف عدد الفلسطينيين نحو 10 مرات منذ أحداث نكبة 1948”.

ويوضح أن الفلسطينيين يتوزعون في أنحاء العالم على النحو التالي: “5 ملايين و500 ألف فـي دولة فلسطين (الضفة الغربية بما فيها القدس وغزة)، وحوالي مليون و750 ألفا في أراضي 1948 (إسرائيل)، بينما بلغ عدد الفلسطينيين في الدول العربية حوالي 6 ملايين و560 ألفا، وحوالي 772 ألفا في الدول الأجنبية”.

ويتوزع الفلسطينيون كالتالي: “3 ملايين و200 ألف في الضفة الغربية، 477 ألفا منهم في القدس الشرقية، كما يوجد مليونان و100 ألف في قطاع غزة، بينما العدد المتبقي في الشتات (خارج فلسطين التاريخية)”، وفق المصدر ذاته.

ويقول التقرير الإحصائي، إن “الفلسطينيين يشكلون نحو 49.9 بالمئة من السكان المقيمين في فلسطين التاريخية، بينما يشكل اليهود ما نسبته 50.1 بالمئة، لكنهم يستغلون أكثر من 85 بالمئة من المساحة الكلية لفلسطين التاريخية”.

وبذلك، يضيف جهاز الإحصاء، يبلغ “عدد الفلسطينيين في فلسطين التاريخية حوالي 7 ملايين و300 ألف، في حين يقدر عدد اليهود بنحو 7 ملايين و200 ألف مع نهاية عام 2023”.

وعن الكثافة السكانية يوضح التقرير الفلسطيني أنها “582 فردا لكل كيلومتر مربع في الضفة الغربية، و6 آلاف و185 فردا لكل كيلومتر مربع في قطاع غزة، كما هو في نهاية 2023”.

ومنذ أحداث النكبة وحتى الوقت الراهن، تستمر سياسات الاعتقال الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، ويذكر جهاز الإحصاء المركزي الرسمي أنه تم تسجيل أكثر من مليون حالة اعتقال منذ عام 1967، مشيرا إلى وجود نحو 9 آلاف و400 أسير حاليا في سجون إسرائيل.

على الصعيد الاستيطاني، يشير التقرير الفلسطيني إلى أن “عدد المواقع الاستعمارية والقواعد العسكرية الإسرائيلية بلغ نهاية عام 2022 في الضفة الغربية 483 موقعًا، منها 151 مستعمرة (مستوطنة) و25 بؤرة مأهولة تم اعتبارها كأحياء تابعة لمستعمرات قائمة”.

كما يتحدث عن “163 بؤرة استعمارية، و144 موقعا آخر يصنف مناطق صناعية أو سياحية أو خدماتية ومعسكرات للجيش”.

وقال “الإحصاء الفلسطيني” إن عدد المستوطنين في الضفة الغربية “بلغ 745 ألفا و467، وذلك في نهاية عام 2022، معظمهم يسكنون محافظة القدس بواقع 336 ألفا و272 مستعمرًا”.

وتحل ذكرى النكبة بينما يواصل الاحتلال الإسرائيلي حربه المدمرة على غزة منذ 7 أكتوبر 2023 مخلفا أكثر من 114 ألف شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وحوالي 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.

وكما حدث قبل أكثر من 7 عقود، تحت وطأة القتل والقصف هجّرت قوات الاحتلال قرابة مليوني مواطن وحولتهم إلى نازحين ومشردين في خيام وبلا مأوى يعانون النزوح تلو الآخر وسط قصف وتجويع غير مسبوق.

ويقول جهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني في تقريره، إن خسائر قطاع غزة المباشرة جراء الحرب الإسرائيلية الحالية بلغت نحو “30 مليار دولار”، مشيرا إلى “تدمير أكثر من 31 ألف مبنى، وتضرر حوالي 17 ألف مبنى بشكل كبير، و41 ألف مبنى بشكل متوسط”.

وبموازاة حربه على غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي عملياته بالضفة، مخلفا 498 شهيدا ونحو 5 آلاف جريح منذ 7 أكتوبر، إضافة إلى آلاف الاعتقالات، وفق معطيات وزارة الصحة الفلسطينية.

ويشير “الإحصاء المركزي” إلى أن إسرائيل “هدمت خلال عام 2023 بهدم وتدمير ما يزيد عن 659 مبنى ومنشأة بالضفة الغربية” وأصدرت “1333 أمر هدم لمنشآت فلسطينية بحجة عدم الترخيص”. 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات