الإثنين 23/سبتمبر/2024

استهداف الأونروا.. عقابٌ جماعيٌ وابتزازٌ مفضوحٌ في سلسلة الإبادة المتواصلة بغزة

استهداف الأونروا.. عقابٌ جماعيٌ وابتزازٌ مفضوحٌ في سلسلة الإبادة المتواصلة بغزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

يتواصل التنديد والرفض الدولي لإقدام أمريكا وعددٍ من الدول الغربية تعليق تقديم المساعدات للأونروا – في عملية ابتزازٍ واضحٍ – ومشاركة في جريمة الإبادة الجماعية المستمرة ضد أهل غزة، عبر معاقبة جماعية تستهدف كل المؤسسات الدولية التي تقدم خدماتها لأهل القطاع المنكوب بعدوان غاشم منذ السابع من أكتوبر، وعلى رأسها “الأونروا”، وذلك على الرغم من تراجع دور هذه المؤسسات بشكل ملحوظ وكبير ورضوخها المكشوف في كثيرٍ من الأحيان لضغوط الاحتلال وأمريكا والتقصير بتقديم الخدمات المرجوة والمساعدات الضرورية لمحتاجيها.

من جانبه أكد رئيس جمعية حق العودة للاجئين الفلسطينيين كاظم عايش، في تصريحاتٍ لـ المركز الفلسطيني للإعلام أنّ قرار دول غربية وعلى رأسها أمريكا تعليق تقديم المساعدات للأونروا يعبّر عن “تواطؤ دولي مفضوح مع الاحتلال بهدف تصفية كل ما يتعلق بالقضية الفلسطينينة وعلى رأسها قضية اللاجئين”.

ولفت إلى أنّ الأونروا تمثل الشاهد على “نكبة الفلسطينيين”، لا سيما وأنّها حافظت على قضية اللاجئين وعلى عنوان النكبة، الأمر الذي ما زال يزعج العدوّ الصهيوني والدول الداعمة له.

وشدد عايش أنّ الغرب وأمريكا يسعون اليوم، وخاصة بعد قرارات محكمة العدل الدولية إلى الضغط على كل الشهود – وخاصة تلك المؤسسات الدولية التي حضرت شهادتها بقوة بمحكمة العدل الدولية – وقدموا أدلة دامغة وإثباتات على تورط الاحتلال في أعمال الإبادة الجماعية في غزة، وهو يريد أن يعاقبهم بشكلٍ واضحٍ وصريحٍ، في عملية ابتزاز سياسية رخيصة.

ونوه إلى أنّ اللوبي الصهيوني في الكونغرس الأمريكي يعمل بشكلٍ متواصلٍ، وحاول في مراتٍ سابقةٍ، لمحاولة إعادة تعريف اللاجئ الفلسطيني حتى يحرموا أحفاد اللاجئين الذين أخرجوا من فلسطين، من هذا الحق، في سعيٍ محمومٍ لإنهاء القضية الفلسطينية والإجهاز عليها.

وقال الكاتب والصحفي ياسر الزعاترة: عن حملة أمريكا وحلفائها الحقيرة على “الأونروا”، لا قيمة للتبرير المعلن، فأن يكون من بين موظفي الوكالة، وهم بالآلاف، بضعة أشخاص شاركوا في المقاومة، لا يمكن أن يكون مبرّرا لوقف المساعدات المخصّصة لها.

ولفت الزعاترة إلى أنّ “الحملة جزء من مخطّط تصفية القضية، وقضية اللاجئين من عناوينها”، واصفا ما يجري بأنه “صفعة لباعة الأوهام”.

الإعلامي الفلسطيني خالد صافي نشر ما وصفه بـ “بعض الرسومات التي تم تداولها في الصحافة الغربية للتحريض على الأونروا”.

وأضاف صافي بالقول: “بجد مش عارف أحدد مشاعر إيجابية تجاه الأونروا حتى أدافع عنها، وفي نفس الوقت زعلان إنها متهمة بشرف هي لم تنله ولن تصل إليه يومًا”.

السياسي والحقوقي العراقي طارق الهاشمي، قال: الولايات المتحدة ودول غربية وبناء على معلومات لم تتأكد بعد،  تقرر ايقاف تمويلها منظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا في الوقت الذي يتعرض فيه سكان غزة 2,2 مليون إنسان  إلى مجاعة حقيقية وهم بأمس الحاجة إلى هذه المنظمة، وليس هناك بديل، والأونروا بالنسبة لهم شريان حياة.

وشدد على أنّ الموقف الجديد يندرج في اطار مشاركة الكيان الصهيوني بجريمة ارتكاب الإبادة الجماعية.

وقال الهاشمي: إنّ الالتزامات السنوية للأونروا تربو على 1,17 مليار دولار ، وعلى الدول العربية  النفطية ان تعوض ولا تتأخر والظرف حرج للغاية.

من جانبه وصف المدير السابق لهيومن رايتس ووتش، قرار واشنطن بقطع المساعدات عن وكالة الأونروا بأنّه يدعو للسخرية، خاصةً في ظل استمرار الدعم الأمريكي لإسرائيل بالسلاح.

مدير المرصد الأورومتوسطي الدكتور رامي عبده علق على هذا الأمر بالقول: في عالم يغيب عنه المنطق لصالح الوحشية والظلم، يتم مساءلة الأونروا ووقف دعمها بسبب تعبير 12 من موظفيها عن دعمهم للمقاومة.

ولفت إلى أنّ الأونروا التي يعمل ضمن صفوفها آلاف من اللاجئين الذي يتعرضون كما شعبهم للقتل والتشريد والإبادة لا يقبل منطق هذا الغرب الأعوج احتمالية وجود أفراد يدعمون المقاومة

أكدت مقررة الأمم المتحدة الخاصة المستقلة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة فرانشيسكا ألبانيز، إن قرار بعض الدول بالتوقف عن تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا”، يمثل عقوبة جماعية للفلسطينيين.

وكتبت ألبانيز على حسابها في منصة “إكس”: “في اليوم التالي لاستنتاج محكمة العدل الدولية أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة، قررت بعض الدول وقف تمويل الأونروا، مما أدى إلى معاقبة جماعية لملايين الفلسطينيين في الوقت الأكثر أهمية، وعلى الأرجح بما ينتهك التزامات تلك الدول بموجب اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية”.

أعلنت 10 دول عن وقف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” في قطاع غزة، في أعقاب اتهام “إسرائيل” موظفين فيها بالمشاركة بهجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي”.

واتخذت أميركا قرارًا بوقف التمويل، ليتبعها كل من ألمانيا وأسكتلندا وأستراليا وكندا وفنلندا وإيطاليا وسويسرا وهولندا وبريطانيا.

من جهته، عدّ المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني السبت تعليق دول عدة تمويلها للوكالة أمرا “صادما”، داعيا هذه الدول إلى العدول عن قراراتها.

وقال لازاريني في بيان: “إنه لأمر صادم أن نرى تعليق تمويل الوكالة كرد فعل على الادعاءات ضد مجموعة صغيرة من الموظفين” لا سيما في ضوء التدابير التي اتخذتها الوكالة الأممية، التي “يعتمد عليها أكثر من مليوني شخص من أجل البقاء على قيد الحياة”.

وشدد على أن “هذه القرارات تهدد العمل الإنساني الجاري حاليا في المنطقة خاصة في غزة”، وأكد أنه لم يكن الفلسطينيون في قطاع غزة بحاجة إلى هذا العقاب الجماعي الإضافي.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات