حملة ببريطانيا للضغط على البرلمانيين لأجل غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
أطلقت عدد من المؤسسات المدنية والناشطين الحقوقيين في بريطانيا حملة باسم “لا وقف لإطلاق النار لا تصويت” تهدف إلى الضغط على البرلمانيين من أجل دعم وقف إطلاق النار في غزة.
وذلك من خلال توجيه مواطنين بريطانيين رسالة إلى البرلمانيين لإخبارهم أنه في حال لم يعلنوا تأييدهم وقف إطلاق النار فإنهم لن يحصلوا على أصواتهم.
وبدأ الآلاف من البريطانيين بالمشاركة في هذه الحملة التي أطلقتها مؤسسة “أصدقاء الأقصى”، لإرسال أكبر عدد من الرسائل إلى البرلمانيين قبل جلسة بعد غد الخميس في البرلمان لمناقشة وقف إطلاق النار في غزة.
وبالفعل، فقد نجح عدد من البريطانيين من أصول فلسطينية أو عربية في جذب لفت نظر البرلمانيين في منطقتهم، وحصلوا منهم على وعود بنقل مطالبهم إلى قيادة حزبي العمال والمحافظين.
حملة للضغط
بكثير من الرضا يتحدث رئيس مؤسسة “أصدقاء الأقصى” البريطانية إسماعيل باتيل عن حجم التجاوب مع حملة “لا وقف لإطلاق النار لا تصويت”، ذلك أنه “خلال يومين فقط من إطلاق الحملة تجاوب معها عشرات الآلاف من البريطانيين، و”نتوقع أن يرتفع العدد خلال هذا الأسبوع، وهي حملة مهمة، لأننا مقبلون على انتخابات عامة خلال العام المقبل، وكل نائب سيخشى خسارة الأصوات في دائرته”.
وأكد باتيل في حديثه مع الجزيرة نت على أهمية مراسلة البرلمانيين “لأننا أمام أسبوع حاسم، حيث سيناقش وقف إطلاق النار في البرلمان البريطاني، وكلما زاد الضغط على البرلمانيين نجحنا في زيادة الأصوات التي ستصوت لصالح وقف إطلاق النار”.
وكشف الناشط الحقوقي البريطاني أن “حملة مراسلة البرلمانيين البريطانيين نجحت في تغيير مواقف الكثير منهم، وحاليا نتوقع أن يصوت على الأقل 100 نائب بريطاني لصالح وقف إطلاق النار”.
واضاف باتيل أن هذا العدد مرشح للارتفاع، إضافة إلى الاستطلاعات التي تقول إن 76% من البريطانيين يؤيدون وقف إطلاق النار “سيضع صانع القرار البريطاني وكذلك قيادة حزب العمال في موقف محرج، لأننا نتصرف ضد الإرادة الشعبية وضد إرادة الناخبين”.
يجب عدم الخوف
بدوره، يتحدث رئيس جمعية المحامين العرب في بريطانيا صباح المختار عن تجربته الخاصة في توجيه رسالة قانونية إلى رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك يطالبه فيها بوقف إطلاق النار، وكذلك مراسلة برلماني منطقته “فهذا واجب وحق لكل مواطن بريطاني أن يراسل البرلمانيين والسياسيين للتعبير عن رأيه”.
وأكد المختار في حديثه مع الجزيرة نت أن “هذه المراسلات للبرلمانيين مهمة جدا، لأنها تخبر السياسي بالمزاج العام وتجعله تحت ضغط الخوف من خسارة الأصوات الانتخابية”.
ومن الناحية القانونية، قال المختار إنه “على الناس ألا يخشوا أي شيء، لأن ما يقومون به هو أمر يسمح به القانون، ويجب ألا يحمل أي شخص معه أفكارا من الدول الدكتاتورية، كونه إن خرج في مظاهرة أو عبر عن رأيه أو راسل السياسيين فإنه سيتعرض للاعتقال أو المضايقة”.
وناشد “جميع العرب والمسلمين المشاركة في هذه الحملة، لأنها واجب أخلاقي وإنساني، وأنا على يقين أنه سيكون لها تأثير كما حدث مع إقالة وزيرة الداخلية البريطانية التي كانت تريد منع المسيرات المتضامنة مع فلسطين”.
وعبر المختار عن “خيبة أمل وحسرة، لأن الكثير من أبناء الجالية العربية لم يخرجوا بعد من السلبية ويخشون المشاركة في النقاش السياسي، وهذا خطأ فادح يجعل أصحاب الرواية المضادة يتصدرون المشهد دون أي يرد عليهم أحد”.
المبادرة واجب عربي وإسلامي
من جهته، نجح الصحفي الفلسطيني محمد أمين في فتح نقاش مع النائب البرلماني الذي يمثله في دائرته.
ويقول أمين للجزيرة نت كيف أنه بادر إلى مراسلة البرلماني للتعبير عن غضبه وإحباطه من موقف حزب العمال، وتحديدا موقف زعيمه كير ستارمر الذي وافق في بداية العدوان على قطع الماء والكهرباء عن غزة رغم أنه محام وحقوقي.
وأضاف أنه “انطلاقا من اعتباري فلسطينيا بريطانيا لي حق التصويت قررت أن أقوم بخطوة عملية للضغط على الحزب الذي صوّت له، فأرسلت رسالة غاضبة تطالب بوقف إطلاق النار، وأن يتخذ نائب منطقتي موقفا إنسانيا، وألا يدعم حرب الإبادة، ليأتي الرد واضحا بأن موقف الحزب هو دعم إسرائيل في الدفاع عن نفسها، مع استدراك في الرسالة بأنه يأسف على سقوط مدنيين، لكن الحزب لا يدعم وقف إطلاق النار”.
ولم يتوقف الصحفي الفلسطيني عند رد البرلماني “رددت عليه برسالة أخرى أحذره فيها من أن يكون جزءا من الإبادة، وأخبرته أن إحباطي من هذا الموقف سأترجمه بعدم التصويت لصالحه ولحزبه، وسأقنع المحيطين بي وحث الجالية العربية على عدم التصويت لحزب العمال، لأن الحزب اختار الصمت أو المشاركة في ما يحدث، وأخبرته أنني فقدت عددا من أفراد عائلتي وأقربائي في قطاع غزة بسبب استمرار العدوان وصمت حزب العمال وموقف حكومة المملكة المتحدة”.
وبادر البرلماني فورا للاتصال بأمين الذي قال “وفي المكالمة شرحت له أن رسالتي هي أن ما يحدث في غزة هو جريمة حرب، وأنني لا أفهم ما هو تعريف الإبادة الجماعية إذا لم يكن هو قصف المستشفيات وقتل الأطفال بالآلاف، ويجب أن يكون في الجانب الصحيح بالدعوة فورا لوقف إطلاق النار، ووعد بأنه سينقل كل هذه النقاط إلى قيادة الحزب”.
واعتبر الصحفي أن تجربته هذه هي ما يجب أن تقوم به أبناء الجاليتين العربية والمسلمة وأن “يعرفوا أهمية صوتهم الانتخابي، وأحث كل أفراد الجالية على الضغط والتواصل مع البرلمانيين لإيصال وجهة نظرهم، والخروج من السلبية، والمشاركة الإيجابية، وممارسة التصويت العقابي لكل من اتخذ موقفا يعارض وقف العدوان ضد الفلسطينيين”.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

حماس تُثمن حصار اليمن الجوي على دولة لاحتلال
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام ثمّنت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إعلان القوات المسلحة اليمنية فرضها حصاراً جوياً شاملاً على كيان الاحتلال...

القوات المسلحة اليمنية تُعلن فرض حصار جوي شامل على إسرائيل
صنعاء – المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت القوات المسلحة اليمنية، مساء اليوم الأحد، فرض حصار جوي على كيان الاحتلال الإسرائيلي، رداً على التصعيد...

منظمات أممية تعلن رفضها الخطة الإسرائيلية لتوزيع المساعدات بغزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام رفضت منظمات أممية وغير حكومية، المشاركة في الخطة التي يستعد الاحتلال الإسرائيلي لتنفيذها في قطاع غزة بخصوص توزيع...

الاتصالات تُحذر من انقطاع الخدمة جنوب ووسط قطاع غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت شركة الاتصالات الفلسطينية، مساء اليوم السبت، أنها ستُنفذ أعمال صيانة اضطرارية على أحد المسارات الرئيسية في قطاع...

الدويري: عمليات القسام برفح تمثل فشلا إسرائيليا مزدوجا
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام قال الخبير العسكري اللواء فايز الدويري إن عمليات كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)-...

شركات طيران دولية تلغي رحلاتها لتل أبيب عقب قصف مطار بن غوريون
الناصرة – المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت شركات طيران دولية، صباح اليوم الأحد، إلغاء رحلاتها إلى "تل أبيب"، عقب قصف مطار بن غوريون الدولي. وبحسب...

مؤسسة حقوقية: آلاف المعتقلين بسجون الاحتلال يواجهون عمليات قتل بطيئة
رام الله- المركز الفلسطيني للإعلام يواجه الأسرى في سجون الاحتلال تصاعدًا غير مسبوق في عمليات التعذيب والتجويع والإهمال الطبي، التي تمارسها الإدارة...