الأربعاء 03/يوليو/2024

هل هذه حرب حماس فقط؟

إسماعيل ياشا

كشفت الحرب الدائرة بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل منذ السبت، مرة أخرى، مدى انحياز الولايات المتحدة وأوروبا لإسرائيل.

المسؤولون الأمريكان والأوروبيون الذين اصطفوا جميعا وفورا وراء نتنياهو، بدأوا يذرفون الدموع من أجل إسرائيل، متجاهلين ما تعرض له الفلسطينيون منذ سنين من قمع وتعذيب وإعدام بلا محاكمات عادلة، ومتغافلين حرق قطاع غزة المحاصر وتدميره.

يواصلون اتهام المقاومة الفلسطينية وكأنهم لم يروا تفاخر نتنياهو بنشر مقطع فيديو يظهر قصف الأماكن السكنية المدنية، ولم يسمعوا أبدا وزير الدفاع الإسرائيلي الذي قال: “نحن نحارب حيوانات بشرية ونتصرف وفقا لذلك”.

الإعلام الغربي أيضا لم يتغير؛ ويمارس ازدواجية المعايير بشكل متعمد من خلال استخدام كلمة “مات” في حق ضحايا قطاع غزة لإخفاء الفاعل، وكأنهم فقدوا حياتهم بموت طبيعي، فيما يستخدم كلمة “قُتِلَ” في حق الخسائر البشرية في إسرائيل.

وباختصار، لا جديد في مواقف أصدقاء إسرائيل من القضية الفلسطينية وخطاباتهم.

الشيء الوحيد الذي تغير في تلك الجبهة هو انضمام أعضاء جدد من الدول العربية إلى صفوفها.
كثير من الدول العربية، مثل قطر والكويت، حمَّلت إسرائيل مسؤولية التصعيد، إلا أن بيانات الإمارات العربية المتحدة والبحرين اللتان قامتا بتطبيع علاقاتهما مع إسرائيل، جاءت بمضمون يسر إسرائيل ويسعدها.

بيان وزارة الخارجية البحرينية يدعو إلى وقف الاشتباكات الدائرة بين إسرائيل وحماس، ويدعي بأن الهجمات التي تشنها حماس تهدد حياة المدنيين، ويأسف لخسارة إسرائيل في الأرواح، ويستنكر اختطاف المدنيين من قبل حماس كــ”رهائن”، على حد زعمه.

وفي الوقت الذي يجب على العالم الإسلامي أن يقف وراء المقاومة الفلسطينية بكل ما يملك من قوة، يطلق بعضهم تصريحات خجولة للتضامن معها، ويحاول آخرون أن يظهروا محايدين، فيما يعلن بعضهم بشكل صريح وقوفهم إلى جانب إسرائيل.
ومهما قيل، فهذا نجاح لإسرائيل.

لقد عملت إسرائيل على تحويل القضية الفلسطينية أولا إلى قضية العرب من خلال قطع صلتها بهويتها الإسلامية، ثم إلى مسألة تهم الفلسطينيين فقط. وفي النقطة التي بلغت إليها، يُنظَر إلى فلسطين والقدس والمسجد الأقصى على أنها ليست قضية جميع الفلسطينيين، بل قضية فصائل المقاومة مثل حماس والجهاد الإسلامي.

يجب أولا تصحيح هذه الرؤية المعوجة والخطاب الخاطئ. فهذه الحرب ليست بين حماس وإسرائيل، وإنما هي حرب القدس والمسجد الأقصى وهما قضية جميع المسلمين، حتى وإن كان الفلسطينيون في الصف الأول في المعركة بسبب الجغرافيا التي يعيشون فيها.

هل نسينا قصيدة المرحوم “محمد عاكف إنان” الشهيرة التي كانت تتردد على ألسنتنا؟
كنا قد رأينا المسجد الأقصى في المنام وهو يبكي كطفل صغير ويقول إنه ينتظر المسلمين بفارغ الصبر.

وكان يسأل: “أين إخواني؟ أنا القبلة الأولى للنبي الأعظم، فهل نسي الجميع ذلك؟”، ويرسل السلام إلى المسلمين، ويقول: “لا أستطيع أن أتحمل هذا الفراق، فليعانقني الإسلام”.

هل الدفاع عن قبلتنا الأولى، المسجد الأقصى، واجب على حماس فقط؟

هؤلاء الذين ينتقدون حماس هذه الأيام، هل لديهم أي خطة أو اقتراح لمنع تهويد المسجد الأقصى بشكل ممنهج، وهدمه، وإقامة معبد سليمان على أنقاضه؟ . نعلم جميعا أنه لا يوجد. فلا تلوموا حماس والمقاومة وكونوا سنداً لها وشريكاً في معركة الدفاع عن الأقصى.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

إصابة طفل واعتقال شاب في الخليل

إصابة طفل واعتقال شاب في الخليل

الخليل – المركز الفلسطيني للإعلام أصيب طفل برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، في مدينة الخليل بالضفة الغربية. وقال الهلال الأحمر...