السبت 06/يوليو/2024

طوفان الأقصى تحول عظيم في تاريخ القضية الفلسطينية

خميس القطيطي

معركة طوفان الأقصى الدائرة منذ فجر اليوم 7 أكتوبر 23 تسجل حالة تحول كبرى في إطار الصراع العربي – الصهيوني فهي المرة الأولى التي ينفذ فيها ابطال المقاومة الفلسطينية مبدأ المبادأة في القتال بهذا الحجم من الصواريخ والقوات الراجلة التي استطاعت اختراق غلاف غزة والقتال داخل المستوطنات، ولا شك أن الاخبار والصور التي بثت على وسائل الاعلام من قطاع غزة ومن مختلف مناطق فلسطين المحتلة حيث وصلت إليها صواريخ الشرف والكرامة وحيث اقتحم الابطال راجلين في غراف مستوطنات غزة لا شك أنها أثلجت صدور أبناء الأمة العربية وجمعت مشاعر العالم الاسلامي على نبض واحد هو فلسطين الله أكبر والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين.


اليوم كتبت المقاومة في ذاكرة الصراع والتحرير والتاريخ حدثا عظيما إذ امتلكت زمام المبادرة وهذا يحمل دلالات كبرى في اطار المواجهة فمنذ انتفاضة الحجارة 87م وانتفاضة الاقصى المباركة 2000م مرورا بجميع المواجهات مع العدو المحتل الصهيوني منها عدوان تموز 2006م وعدوان 2008/ 2009م وعدوان 2012م وعدوان 2014م وانتهاء” بمعركة سيف القدس 2021م في كل تلك المواجهات كان الصهيوني هو البادئ بالقتال ولكنه لم يستطع تحقيق أية نجاحات على المستوى الحربي والاستراتيجي وكل النتائج جاءت لصالح الفلسطينيين وخصوصا سيف القدس التي تسول فيها الصهاينة لطلب الهدنة “قَٰتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ ٱللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍۢ مُّؤْمِنِينَ” صدق الله العظيم .


اليوم وفي الذكرى ال50 لنصر اكتوبر المجيد لعام 1973م وهو آخر انتصار عربي حققه العرب مجتمعين على العدو الصهيوني اليوم يقول التاريخ أن عجلة التحرير قد بدأت منذ انتفاضة الحجارة ومضت تصاعديا في كل المواجهات ولكنها اليوم تفرز متغيرا استراتيجيا وهو أن المبادأة والمبادرة سجلتها المقاومة في تغير تاريخي لافت في حركة الصراع وعجلة التحرير، وبالتأكيد أن هذا المخطط الذي وضعته المقاومة قد أعدت العدة لما بعده وهي تعلم أن قوات الاحتلال ستحاول الرد بعد امتصاص الصدمة وهي تعلم أنها أي المقاةمة قد أعدت العدة فعندما اختار العدو التوقيت كانت المقاومة على الموعد بالرد القاصف وصدحت صواريخها في اقصى شمال فلسطين المحتلة ووصلت الى مناطق الجليل الاعلى وهكذا كان عندما تجاوبت تلك الصواريخ في شهر رمضان المبارك 2022م في ترجمة عملية بطولية لمعادلة القدس – غزة وهنا تؤكد المقاومة اليوم وهي قد اختارت التوقيت أنها قد استعدت لمجابهة أي رد محتمل وأن صواريخ سيف القدس التي وصلت الجليل ويافا وعكا وصلت الى مرحلة متقدمة لسان حالها يقول نحن في معركة مقدسة بين نصر واستشهاد معمدة” مشروع التحرير العظيم على أرواح الشهداء وعلى بطولات أبناء الشعب الفلسطيني وإن غدا لناظره قريب، وإن عدتم عدنا والمقاومة على أتم جاهزية للرد والمواجهة ومن في نهاية المطاف سيطلب الهدنة هكذا هي المقاومة التي تكتب مشروعها بأحرف من نور .


وحدة الساحات غاية عظيمة يجب ان تتحقق اليوم مع انطلاقة ملحمة مقاومة فلسطينية ويجب ان تلتحم الساحات من الضفة الى جنوب لبنان الى مختلف الساحات التي تلتقي على نفس الاهداف المشروعة وهذا ما نأملة اليوم الكيان الصهيوني يتصدع من الداخل ويجب استثمار هذه المرحلة بوحدة الساحات وهي لاشك واحدة من ملاحم التاريخ، فهنيئا لكم ايها الابطال أنتم بين نصر واستشهاد وهنيئا لهذا الشعب الفلسطيني العظيم الذي يقدم اليوم ملحمة تاريخية في سجلات الشرف والكرامة ليرسم مشروع التحرير الذي لا مناص عنه الله أكبر والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين .


كاتب عُماني

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات