الخميس 01/مايو/2025

في “عيد العرش”.. إرهاب المستوطنين يطال مسيحيي القدس

في “عيد العرش”.. إرهاب المستوطنين يطال مسيحيي القدس

القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام

يواصل مستوطنون صهاينة إرهابهم الهمجي في القدس المحتلة، فيما يسمى بعيد العرش، فضلا عن اقتحامات مكثفة للأقصى وترويع الأهالي، والضرب والإهانات، طال إرهابهم الهمجي رجال الدين المسيحيين.

ورفضت سلطات الاحتلال اليوم الأربعاء طلب الكنائس والأديرة في القدس وحيفا بتأمين حماية لها من اعتداءات المتطرفين اليهود، وسط مواصلة الاعتداء بالبصق عند مرور رجال الدين المسيحيين.

وبرر عدد من القادة اليمينيين اليهود قيام متطرفين بالبصق على الأرض خلال مرورهم بجانب كنائس وأديرة ورجال دين مسيحيين بأنه تقليد يهودي عتيق ومحمود، على حد قولهم.

وكان وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير صرّح سابقا أنه لا يعتقد أن التقليد اليهودي بالبصق عند مرور المسيحيين يعد مخالفة أو جناية.

وانتشر مقطع فيديو على شبكات التواصل الاجتماعي خلال اليومين الماضيين يظهر مجموعة من اليهود المتطرفين يحتفلون بعيد العرش، وهم يبصقون على الأرض لدى عبور أجانب يحملون صليبا في أثناء مسيرة احتفالية دينية في البلدة القديمة بالقدس المحتلة.

ولم يمنع جنود الاحتلال الذين وُجدوا في موقع الحادثة المتطرفين من البصق على المسيحيين في أثناء عبورهم، وسط اعتقاد أن بعض الحاخامات يحرضون على هذا السلوك.

ولا تعد ظاهرة بصق اليهود المتطرفين على المسيحيين وأماكنهم المقدسة جديدة، إذ قالت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية إن مركز بيانات الحرية الدينية وثّق 21 حادثة بصق من قبل يهود على المسيحيين ومؤسساتهم في القدس خلال سبتمبر/أيلول الماضي.

إدانات

ودان الأب عيسى مصلح اعتداءات اليهود على المسيحيين، قائلا إن المستوطنين لا يفرقون بين مسلم ومسيحي، فإلى جانب اعتدائهم على المرابطين في المسجد الأقصى، يعتدون أيضا على الكنائس والمسيحيين.

من جهتها، دانت حركة المقاومة الإسرائيلية (حماس) اعتداء المستوطنين على الحجّاج المسيحيين، والبصق عليهم أثناء توجههم لكنائسهم في القدس المحتلة، موضحة أن ممارسات الاحتلال العنصرية تجاه الشعب الفلسطيني من مسلمين ومسيحيين تأتي في إطار سعيه لتهويد المدينة المقدسة.

ودعت حماس المجتمع الدولي لوقف انتهاكات الاحتلال ومستوطنيه ضد الفلسطينيين وكنائسهم، وإلى مقاطعة إسرائيل.

كما دانت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات اعتداءات المستوطنين المتطرفين على القساوسة والكنائس، طالبةً من مجلس الكنائس العالمي التدخل لتحمل مسؤولياته في الدفاع عن الوجود المسيحي في الأراضي المقدسة.

واتهمت الهيئة سلطات الاحتلال بحماية المعتدين بهدف تقويض الوجود المسيحي في القدس، الذي يشكل مع الوجود الإسلامي الهوية العربية للمدينة وتراثها الديني والثقافي.

كما وجهت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية مذكرة رسمية للسفارة الإسرائيلية في عمّان، احتجاجاً على اقتحامات المستوطنين وأعضاء من “الكنيست” للمسجد الأقصى المبارك، تحت حماية شرطة الاحتلال، وعلى فرض قيودٍ على دخول المصلين للمسجد، والسماح للمتطرفين بالاعتداء وتدنيس المقابر الإسلامية في محيط المسجد المبارك، والاعتداءات المتصاعدة على مسيحيي القدس المحتلة.

وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة سفيان القضاة إن المذكرة تضمنت التأكيد على وجوب امتثال (إسرائيل)، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، لالتزاماتها وفقاً للقانون الدولي ولا سيما القانون الدولي الإنساني، بشأن مدينة القدس المحتلة ومقدساتها وخاصة المسجد الأقصى المبارك، والامتناع عن أية إجراءات من شأنها المساس بحرمة الأماكن المقدسة ووضع حدٍ لمحاولات تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها.

وأضاف أن المذكرة أعادت التأكيد على أن المسجد الأقصى المبارك بكامل مساحته البالغة 144 دونماً، مكان عبادة خالص للمسلمين، وأن إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية، هي الجهة القانونية صاحبة الاختصاص الحصري بإدارة شؤون المسجد الأقصى المبارك كافة وتنظيم الدخول إليه.

الإرهاب اليميني

 الأب لويس سلمان مرشد عام الشبيبة المسيحية في فلسطين ومسؤول الدعوات في فلسطين، إنّ الاعتداء الذي طال الكنيسة في القدس، استهدف سياح وزوار مسيحيين من الخارج؛ ليؤكد أن الإرهاب اليميني المتطرف يطال الجميع وليس فقط مسيحيو فلسطين.

وبين في تصريح صحفي تابعه المركز الفلسطيني للإعلام أن هذه الجريمة هي تعبير عن رسالة احتقار وإهانة، وتأكيد على أن هؤلاء لا يرغبون بأي وجود لأي ديانة أخرى في الأرض المقدسة.

وأضاف سلمان: “هذه الجريمة البشعة تكشف عن الوجه القبيح للعنصرية والتطرف التي تمارسها حكومة الاحتلال، وتؤكد أنها لا تريد وجود أصحاب الأرض الأصليين”.

وأكد أنّ جريمة الاحتلال مستفزة للشعب الفلسطيني بمسلميه ومسيحييه معا، تعبر عن اعتداءات متكررة يتعرض لها شعبنا بمختلف طوائفه، كما أنه استكمال لمسلسل الاعتداءات التي تستهدف الكنائس في فلسطين.

وشدد على أنّ هذه الجريمة لا يمكن فصلها عن جرائم المستوطنين في القدس، والتي تشهد طوفانا من اقتحامات المستوطنين، بذريعة الاحتفال بعيد العرش.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات