وقفة مع أحداث مخيم عين الحلوة

ما حدث في مخيم عين الحلوة حرب تدميرية أضرت بشعبنا وصورته في لبنان والمنطقة، وضعتنا على حافة قلقة كادت تدخلنا في دوامة بائسة لا تنتهي، ولهذا تشكر حركة حماس على جهودها المسؤولة في وقف إطلاق النار، واحتواء الموقف ووقف النزيف، وإخلاء المدارس من المسلحين، ونشر القوة المشتركة وتنفيذ مقررات هيئة العمل الفلسطيني المشترك، فيجب المحافظة على أمن واستقرار المخيمات كضرورة وطنية، باعتبارها محطات على طريق العودة، التي يتمسّك بها شعبنا، ويرفض كل المشاريع التي تستهدفها.

مع إدانة جريمة اغتيال عبد الرحمن فرهود، وجريمة اغتيال أبو أشرف العرموشي ورفاقه، وعلينا تجنيب شعبنا ومخيماتنا الاحتكام الى السلاح والاقتتال الداخلي تحت أي عنوان، لأنه يؤدي الى القتل والتدمير والتهجير، وإلى تشويه القضية الفلسطينية ونضالها، ولنعزز العمل الفلسطيني المشترك، ورفض التفرّد من أي طرف كان، فإن الأمن في المخيمات يتحقّق من خلال العمل الجماعي وعبر القوة الامنية المشتركة وبإشراف هيئة العمل الفلسطيني المشترك.

أكبر مكسب يمكن مراكمته والعمل على تعزيزه يتمثل في صورة الفلسطيني والعلاقات الأخوية بين الشعبين اللبناني والفلسطيني، فلبنان شعبا وحكومة وقوى ومقاومة آوانا وعزز نضالنا وما زال معنا، ولهذا نرفض اي ظواهر فكرية خارجة عن النسيج الوطني الفلسطيني، وفي الوقت نفسه نرفض أن يوصم المخيم بالإرهاب، ونسعى الى معالجة هذه الظواهر بالحكمة وبما لا يؤدي إلى نتائج كارثية على شعبنا وعلى المخيمات وعلى الجوار.

يحسب لحركة حركة حماس أنها لم تكن جزءاً من الاقتتال الذي حصل، وكان جلّ اهتمامها منصبّاً على وقف القتل والتدمير والتهجير ومحاسبة الذين ارتكبو الجرائم عبر تسليمهم الى السلطات اللبنانية المختصّة، وسعت الحركة مشكورة منذ اللحظة الأولى لاندلاع الأحداث بجدّية متعاونة مع المخلصين من أبناء شعبنا ومع المرجعيات اللبنانية الرسمية والحزبية والاعتبارية الى تنفيذ قرارات هيئة العمل الفلسطيني المشترك ومنها وقف إطلاق النار وتثبيته وإعادة الحياة الى طبيعتها، وتسليم المشتبه فيهم الى السلطات اللبنانية.

ولهذا حركة حماس جزء أساسي في كل المبادرات التي سعت الى معالجة الأزمة في مخيم عين الحلوة، وتجاوبت معها، وبذلت جهداً كبيراً من أجل تنفيذها.

أزمة مخيم عين الحلوة الأخيرة من أخطر ما واجه شعبنا في لبنان منذ عقود، وعليه يجب تضافر الجهود من أجل بلسمة جراح ومعاناة أهلنا في المخيم، ومعالجة ما خلفته الأحداث من دمار كبير وعودة المهجرين من أبناء شعبنا، ولنتعاون فصائل ونخب على تجاوز الأزمة وأن يعيش أبناء المخيمات بأمان وكرامة.