الجمعة 21/يونيو/2024

الاغتيالات.. سياسة إسرائيل المهزومة لمواجهة مقاومي الضفة

الاغتيالات.. سياسة إسرائيل المهزومة لمواجهة مقاومي الضفة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام

يسعى الاحتلال باغتياله ثلاثة شبّان في جنين لتبييض صورته المتآكلة، في ظل تنامي العمل المقاوم، وتصاعد العمليات الفدائية، والعجز عن مواجهة المقاومين في الضفة الغربية.

واستشهد ثلاثة شبان -مساء الأحد- في جريمة اغتيال غادرة نفذتها قوة صهيونية خاصة بإطلاق النار المباشر تجاه مركبة فلسطينية قرب دوار عرابة جنوب جنين شمال الضفة الغربية.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إنها تبلغت باستشهاد 3 مواطنين في عملية اغتيال جنوب جنين، هم: نايف أبو صويص وخليل ابو نعسة وبراء كرامة.

محاولة فاشلة

الكاتب والمختص في الشأن السياسي، يوسف رزقة، أكد أن عملية الاغتيال المتعمد للمقاومين الثلاثة تأتي كمحاولة إسرائيلية فاشلة لتقزيم العمل المقاوم الكبير في الضفة.

وقال رزقة في حديث صحفي تابعه المركز الفلسطيني للإعلام إن الاحتلال برر علمية الاغتيال بكذبة أن الثلاثة كانوا في مهمة جهادية، ولكن المصادر الفلسطينية كذبت الرواية الإسرائيلية وقالت إنهم كانوا يمارسون حياتهم المعتادة، ولم يكونوا في وضعية قتالية.

وأوضح أن جريمة الاغتيال كبيرة، والسكوت عنها غير ممكن، بل في السكوت ما يغري العدو على المزيد من الاغتيالات، “ولكن الرد والانتقام ينبغي أن يكون مدروسا ومؤلما، ويحدث في الوقت المناسب”.

وتطرق رزقة للحديث عن عملية تل أبيب التي جرت السبت، واصفا إياها بـ “العملية نوعية”، “لأنها كانت في تل أبيب، ولأن من قام بها كان من جنين ومطلوبًا للعدو ثانيًا، ولأن العملية كشفت عن عورات الأمن الإسرائيلي، إذ كيف يتمكن مطلوب من جنين أن يخترق الحواجز الأمنية ويصل إلى تل أبيب”.

وشدد على أن عملية تل أبيب تمثل تحولا نحو الهجوم، حيث لم ينتظر المجاهد قوات العدو في جنين، بل هاجمهم في عقر دارهم، وكشف عن هشاشة أدائهم الأمني، وهو عمل نوعي قد يرسم رؤية جديدة للمقاومة.

معركة ضارية

في حين، أكد الناطق باسم حركة حماس عن مدينة القدس المحتلة محمد حمادة أن كل ما يفعله الاحتلال من أجل وأد المقاومة بالضفة لم يأتِ بنتيجة، بل إن الضفة تحتضن المقاومة وتلتف حولها، وإن المقاومة في الضفة المحتلة مستمرة ولن تتراجع مهما أجرم المحتل الصهيوني.

وقال حمادة في بيان صحفي، إن الاحتلال يحاول من خلال عمليات الاغتيال أن يكسر إرادة المقاومة في الضفة الغربية، مشيراً إلى أن ما حدث في جنين مساء الأحد من اغتيال المقاومين الثلاثة يأتي في إطار معركة ضارية شرسة تخوضها المقاومة ضد المحتل.

وأشار إلى أن استمرار المقاومة في الضفة الغربية يؤكد أن كل محاولات الاحتلال لوأدها هي عبث لا طائل منه، منوهاً بأنّ شعبنا سيواصل دفاعه عن المسجد الأقصى المبارك، ولن يتراجع في ظل اعتداءات الاحتلال والمستوطنين وإجراءاته التهويدية.

سياسة قديمة جديدة

الكاتب والمحلل السياسي المختص في الشأن الإسرائيلي مصطفى الصوّاف يرى أن سياسة الاغتيالات الصهيونية “قديمة جديدة”، لكنها اشتدت في الفترة الأخيرة في محاولة من الاحتلال للقضاء على المقاومين وتجفيف منابع المقاومة من جنين، لكن محاولاته باءت بالفشل، إذ عقب كل استهداف يطال كوادرها تخرج المقاومة أقوى وأشد بأساً وعنفواناً وتوجه له الضربات تلو الأخرى ثاراً للقادة الشهداء.

وأشار الصواف في حديث صحفي تابعه المركز الفلسطيني للإعلام، إلى أن ارتفاع وتيرة الاستهداف الصهيوني للمقاومة، لن يضعفها، بل سيجعلها أكثر قوة وبأساً، وعملية “تل أبيب” الأخيرة التي نفذها الشهيد المجاهد محمود بكر تؤكد ذلك.

ويعتقد الصواف، أن الاحتلال لجأ إلى سياسة الاغتيالات مؤخراً بصفتها أقل تكلفة على قواته من الاجتياحات التي تكبده خسائر بشرية ومادية فادحة مثلما حدث عند الاجتياح الأخير لمخيم جنين، قائلا: “الاحتلال يعتقد أن سياسية الاغتيال أقل تكلفة على قواته، إذ إنها تتم بعد جمع المعلومات والمراقبة والتجسس من خلال أطراف على الأرض أو عبر وسائل الاتصال الحديثة والتي لا يزال عدد من المقاومين يستخدمها مع الأسف”.

ولفت إلى أن اجتماعي “العقبة وشرم الشيخ” الأمنيين كان هدفهما الأبرز القضاء على المقاومة في جنين والضفة، إذ إن السلطة الفلسطينية شنّت بعد اللقاءين حملات ملاحقة واعتقالات شرسة طالت عشرات المقاومين، ما يدل أن أجهزة أمن السلطة اتفقت مع الاحتلال رغم جرائمه على السعي للقضاء على المقاومة.

وحذّر المقاومين من استخدام وسائل الاتصال الحديثة، والتي تعد وسيلة جيدة للاحتلال للوصول إلى أماكنهم وتحركاتهم ولذلك هم بحاجة إلى الإقلاع عن استخدامها بالمطلق سواء خلال تنقلاتهم أو تواجدهم في أماكنهم، متابعاً: “المقاومون بحاجة إلى تفعيل العنصر الأمني لأنه يكون أحياناً كثيرة مفقوداً، ويكون سبباً في كشف تحركاتهم ووضع الخطط لاغتيالهم”.

تصفية المقاومة

وقال الناشط السياسي سامح عفانة إن عملية الاغتيال الجبانة التي قامت بها قوات الاحتلال الإسرئيلي بحق ثلاثة مقاومين في جنين تأتي ضمن محاولات تصفية المقاومة في الضفة الغربية، والتي شكلت كابوسا للاحتلال الغاشم.

وأضاف عفانة أن “مخيم جنين شكّل رافعة قوية للمقاومة في الضفة، باستبسال مجاهديه ومقاوميه”، مشيراً إلى أن الاحتلال وبعد عملية “تل أبيب” الأخيرة والتي أصابته في مقتل، أصبح يفكر في ألا يسمح للمقاومين بعمليات مماثلة، فهو يحاول أن يصفيهم قبل قيامهم بأي عمل مقاوم.

وتابع قائلاً: “يجب علينا أن ندق ناقوس الخطر وفي هذه المرحلة التي قرر فيها الاحتلال انهاء هذه الحالة المقاومة، فإن على مقاومينا ومجاهدينا اتخاذ كافة التدابير الأمنية والحذر والتحرك بكل سرية وكتمان”.

وأكد عفانة أنه وبالرغم من أن الشهداء هم وقود معركة الكرامة والتحرير، لكن لا ينبغي لمقاومينا أن يرتقوا قبل أن يثخنوا في المحتل الغاصب، فأخذ الحيطة والحذر واجب.

وشدد على أن مخططات الاحتلال ستفشل وسيرتد مكر الاحتلال إلى نحره، وأن النصر سيكون حليف المجاهدين المقاومين الأبطال.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

مسؤولة أممية: ما رأيته في غزة يفوق الوصف

مسؤولة أممية: ما رأيته في غزة يفوق الوصف

جنيف – المركز الفلسطيني للإعلام قالت الممثلة الخاصة لمكتب هيئة الأمم المتحدة للمرأة في فلسطين، ماريس غيموند، الجمعة، إن 9 أشهر من الحرب الإسرائيلية...