فلسطين والمسار الوحيد

مياه كثيرة جرت في النهر منذ الانتخابات التشريعية عام 2005 حتى يومنا هذا، أحداث تاريخية ومفصلية حصلت في العقدين الماضيين، كتائب المقاومة الفلسطينية وخاصة كتائب عز الدين القسام سابقت الزمن في التطور، وشاركت في صنع أحداث تاريخية ومفصلية كما قلت وليس في ذلك مبالغة ولا انحيازًا، أليس الاندحار الإسرائيلي من قطاع غزة بفعل المقاومة حدثًا تاريخيًّا؟ ألم تكن معركة سيف القدس معركة تاريخية شهدت على قدرة الفلسطينيين على ردع جيش الاحتلال، وفرض منع التجول في “عاصمة” كيانه غير الشرعي فضلًا عن ضربها بالصواريخ، لقد توقفت الحياة في دولة الاحتلال وتوقف الطيران، وتوقفت حتى أحلامهم بالأمن والاستقرار، ومعركة سيف القدس ليست الأولى ولا الأخيرة والقادم أعظم.
على هامش الحياة هناك من يعيش في الماضي ولم يتقدم خطوة واحدة إلى الأمام، ولا حتى كلَّف نفسه بفتح نافذة ليرى ما يحدث حوله، ولذلك يخرج من بين هؤلاء من يطالب بإيجاد تيار ثالث لقيادة الشعب الفلسطيني، وكأنه لم يتعلم من التجربة الفياضيَّة التي لعبت على وتر الخلافات الفصائلية التاريخية ومع ذلك فشلت فشلًا ذريعًا بالرغم من الدعم الدولي الذي ساند سلام فياض وبالكاد استطاع زجَّه في المجلس التشريعي ليُفرض على الشعب الفلسطيني بعد أحداث 2007.
الشعب الفلسطيني ليس أمامه سوى طريق واحد وهو التخلص من الاحتلال، فهل يكون ذلك بالتنازل عن 78% من فلسطين للمحتل واعتبار ذلك من الثوابت الفلسطينية كما تدعي منظمة التحرير؟ أم يكون بمراكمة القوة والعمل والدفع باتجاه الخلاص النهائي؟ غزة قاومت وطردت الاحتلال وفرضت معادلات صعبة عليه، والضفة بدأت تسير في ذات الاتجاه انطلاقًا من جنين ونابلس، وقد تفرض على الضفة الظروف التي تعيشها غزة الآن، حيث السيناريوهات واحدة، شدة المقاومة تجلب العقوبات والضغوط بجميع أشكالها، ولكن نهاية الطريق هي الخلاص والحرية والدولة المستقلة، لذلك ونحن نتحدث عن الإنجازات ضد الاحتلال لا ننسى المعاناة الشديدة التي يعانيها شعبنا في قطاع غزة، التي قد يعانيها شعبنا في الضفة ، علمًا بأن الضفة تعاني جرائم الاحتلال والمستوطنين من قتل، واعتقال، وتهجير وتشريد، واستيلاء على المنازل والأراضي، فضلًا عن الأوضاع الاقتصادية المتردية، أي أن الشعب الفلسطيني يعاني سواء في غزة أو في الضفة مع الفارق الكبير بينهما.
خلاصة القول، هو ضرورة إدراك أن طريق الخلاص ليس سهلًا ولا بد من الصبر والتحمل واحتساب الأجر عند الله عز وجل، كذلك عدم الانخداع والانجرار خلف من يزرعون الفتنة بين الناس، سعيًا منهم لتفريق وحدة الشعب وإضعافه، سواء خدمة للاحتلال أو خدمة لمصالحهم الشخصية، ومن ذلك طعنهم في فصائل المقاومة سواء باتهام قادتها بالتقصير أو باستغلال الدين أو حتى بسعي القادة إلى عقد اتفاقات من تحت الطاولة مع المحتلين، فكل تلك أكاذيب تسقطها معارك غزة وبطولات جنين وغيرها من مدن الضفة المحتلة.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

مستشفيات غزة تستقبل 145 شهيدا وجريحا خلال 24 ساعة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفادت وزارة الصحة بغزة، بأن مستشفيات القطاع استقبلت 35 شهيدا، و109 إصابات وذلك خلال 24 الساعة الماضية جراء تواصل حرب...

برنامج الغذاء العالمي: غزة تواجه المجاعة و700 ألف بلا طعام
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أكد برنامج الغذاء العالمي أن الوضع الإنساني في قطاع غزة بلغ مرحلة حرجة للغاية، مبينا أن مخزون البرنامج من المساعدات...

العفو الدولي تتهم إسرائيل بارتكاب إبادة وانتهاك واسع للقانون الدولي بغزة
لندن - المركز الفلسطيني للإعلام اتهمت منظمة العفو الدولية، سلطات الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب "أعمال ترقى إلى الإبادة الجماعية" في قطاع غزة،...

حماس تدعو لحراك عمالي عالمي تضامناً مع غزة ورفضاً للإبادة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام دعت حركة حماس المنظمات الحقوقية والإنسانية عبر العالم إلى الوقوف عند مسؤولياتها في فضح جرائم وانتهاكات الاحتلال...

لليوم الـ94.. الاحتلال يواصل عدوانه على طولكرم
طولكرم – المركز الفلسطيني للإعلام تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ94 على التوالي، ولليوم الـ81 على مخيم...

عشرات المستوطنين يقتحمون الأقصى ويؤدون طقوسًا تلمودية
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام اقتحم مستوطنون متطرفون، صباح يوم الأربعاء، المسجد الأقصى المبارك من باب المغاربة، تحت حماية مشددة من قوات...

حملة دهم واعتقالات في الضفة
الخليل- المركز الفلسطيني للإعلام شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر الأربعاء، حملة اقتحامات في مناطق متفرقة من الضفة الغربية، تخللتها اعتقالات بعد...