مقاومة جنين الباسلة تكشف هشاشة الاحتلال

جنين – المركز الفلسطيني للإعلام
لم تكن المشاهد التي وثقتها عيون أهالي جنين طوال السنوات القليلة الماضية إلا جزءاً من التحضير لمواجهة حتمية بين أهالي المخيم ومقاومته الباسلة من جانب وجيش الاحتلال الإسرائيلي الذي يسعى لوأد المقاومة الساعية إلى نيل الحرية للاجئين في المخيم على طريق الحرية لكل فلسطين.

وبعد نحو 30 ساعة على عدوان الاحتلال على مخيم جنين، رسمت الحاضنة الشعبية الحامية لمجموعات المقاومة حالة من الصمود والتحدي لعدوان الاحتلال، مع تصاعد انتهاكات الاحتلال ضد كل أشكال الحياة في المخيم ومدينته التي كشفت هشاشة الجيش الذي يعدّ من الجيوش الأقوى عالميًّا.

ورغم أن المعركة الجارية في المخيم الذي لا تتجاوز مساحته 1 كيلو متر مربع، تعدّ في الموازين العسكرية غير متكافئة، حيث تجري رحاها بين مجموعة من الثوار بأسلحة بسيطة في مقابل ترسانة عسكرية تقول عن نفسها الأقوى في المنطقة.

وحول العدوان والحالة التي شكلتها الحاضنة الشعبية والمقاومة في مخيم جنين، أكد الباحث في شؤون المقاومة بمخيم جنين، محيي الدين نجم، في حديث صحفي لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن الواضح في مخيم جنين بأن المقاومة مصممة على الصمود مع كل ترسانة الاحتلال مع استمرار العدوان الإسرائيلي على جنين ومخيمها والذي استغرق حتى اللحظة نحو 30 ساعة متواصلة.

وقال نجم: لا تزال التعزيزات العسكرية للاحتلال تتصاعد وعدد الشهداء والمعتقلين كذلك في تزايد؛ إلا أن الاحتلال يتكبد خسائر لم يعترف فيها، مشيراً إلى أن المقاومة في جنين بخير وتعلمت من تراكم خبراتها في مقاومة الاحتلال.

وأضاف: الجيش الإسرائيلي الفاشل وقوات النخبة فيه، أوقعتهم المقاومة خلال عدوانه في الكمائن وتفجير العبوات الناسفة في آلياته، حيث يتزامن ذلك مع حاضنة شعبية مساندة تدعم المقاومة وتعزز صمودها رغم كل الترهيب الإسرائيلي”.

تراكم الخبرة

وبيّن أن عمليات العدوان السريعة التي نفذها الاحتلال في وقت سابق على مخيم جنين ومدينته، أعطت المقاومين خبرة وتقدير موقف مغاير عن السابق، قائلاً: “المقاومة بخير وتراكم الخبرة”.

وذكر أن الصمود هو عنوان المرحلة في مواجهة عدوان الاحتلال، وأن المقاومة تعمل بنفس حاضنتها الشعبية المساندة “لذلك تميز الوضع العام لأهالي المخيم والمقاومة في صمود منقطع النظير وأعطى دافعية للمقاومين في الاستبسال والتصدي وهذا ما أجبر الكيان على المزيد من التعزيزات وتكثيف الضربات الجوية”.

وحول استمرار عدوان الاحتلال لليوم الثاني، رأى نجم في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن تلك الحالة تعطي مؤشراً أن المقاومة لا تزال تواجه قوات الاحتلال عن جدارة وأن الكيان لن يحقق أهدافه ولن يحقق الردع المفقود وستكون جنين الوحل الحارق له. وفق وصف نجم.

من جهته، قال الباحث في الشأن الفلسطيني ناصر الهدمي، إن الجريمة التي ترتكبها سلطات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني وبحق مدينة جنين ومخيمها تعبر عن فشل محاولات تحييد الشعب الفلسطيني وبالذات في الضفة وعودة هذا الشعب العظيم إلى المربع صفر في صراعه وعلاقته مع الاحتلال.

وأوضح الهدمي في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنه بعد خمس وسبعين عاماً من قيام دولة الاحتلال لم تستطع حسم الصراع وبقي الشعب الفلسطيني محافظاً على هويته ووجوده وقدرته على المقاومة.

وذكر أنَّ عدوان الاحتلال على مخيم جنين ومدينته، يؤكد إجرام وبشاعة الاحتلال الذي يستخدم أعتى أسلحته المدمرة في مواجهة مخيم محاصر أعزل ومدنيين من رجال ونساء وشيوخ وأطفال.

وشدد الهدمي، وهو رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد، على قدرة الشعب الفلسطيني على تشكيل تهديد وجودي لدولة احتلال دخيلة حتى ولو كان أعزلا وبدون جيش.

وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، عدوانها على مدينة جنين ومخيمها، لليوم الثاني تواليًا، وسط شن المزيد من الغارات، والاشتباكات الضارية من المقاومين.

وأعلنت وزارة الصحة، ارتفاع حصيلة الشهداء إلى عشرة بينهم 4 أطفال وفتية جراء عدوان الاحتلال على جنين، ونحو ١٠٠ جريح، بينهم ٢٠ بحالة خطيرة، إضافة إلى استشهاد الشاب محمد عماد حسنين (21 عاماً)، خلال مواجهات عند مدخل البيرة الشمالي؛ نصرة لجنين وتنديداً بالعدوان الإسرائيلي عليها.