الباحث المصدر يتحدث للمركز عن أشكال التضليل والدعاية الصهيونية وسبل مواجهتها

غزة المركز الفلسطيني للإعلام
أكد الباحث في الإعلام السياسي والدعاية، حيدر المصدر، أن الاحتلال الصهيوني يمارس عملية تضليل مقصودة إلى جانب أشكال متعددة من الدعاية لمحاولة التأثير في الحالة الفلسطينية ومحاولة خلق فجوة بين المقاومة وحاضنتها الشعبية.
وقال المصدر في مقابلة خاصة مع “المركز الفلسطيني للإعلام“: إن السلوك الإعلامي الإسرائيلي يرتبط بتوجيهات المؤسسة الأمنية خاصة خلال الحروب والأزمات، وبالتالي التسريبات عملية مقصودة وممنهجة، في وقت تؤدي فيه لجنة الرقابة العسكرية دوراً في التحكم بالمعلومات بين السماح والحظر.
وشدد على الحاجة إلى استراتيجية فلسطينية موحدة للتعامل مع ما ينشره الإعلام الإسرائيلي، مشيرًا حالة من الفوضى المعلوماتية واعتماد النقل دون تمحيص وفلترة كافية تستطيع التفريق بين الحقيقي والمسموم، مما يتداوله الإعلام العبري.
وأوصى بالتوقف عن نقل ما ينشره الإعلام العبري، وقبل ذلك امتلاك بلاغة مغلفة بوعي قادر على فهم أهداف وأجندات الإعلام العبري تجاه المجتمع الفلسطيني.
فيما يلي نص المقابلة:
نلاحظ في الآونة ارتفاع وتيرة التهديدات الإسرائيلية بشن اعتداءات واغتيالات، وتارة يتبعها تنفيذ فعلي وتارة بدون كيف تقرأ هذا السلوك؟
أعدّه سلوكًا ممنهجًا يعكس اشتغال مخطط ومقصود قائم على دراسة مسبقة للفئة المستهدفة وطريقتها في تفسير سلوك الكيان، فالتهديدات المتبوعة بفعل كانت بقصد تضليل نوايا الكيان ولكن بأسلوب جديد غير معهود.
أما التهديدات غير المتبوعة بفعل فهي إما لتحييد الجهة المستهدفة وردعها أو إشغالها ورفع وتيرة توترها؛ الأمر الذي يدفعها إلى تبني سلوكيات متسرعة بخلاف ما تقتضيه مصلحتها أو مصلحة المجتمع الفلسطيني.
وأيا كان الأسلوب المستخدم، فلم يعد من اليسير قراءة السلوك الإسرائيلي وتحديد أهدافه؛ لأنه بات يتطلب مزيد من التأمل والدراسة.
التضليل الصهيوني
ما أبرز أنماط التضليل التي مارستها قوات الاحتلال بين يدي وخلال العدوان الأخير على غزة، وفق رؤيتك؟
أبرز نمط تضليل لاحظته خلال العدوان الأخير ما أسميه أسلوب التضليل بالحقيقة الفاقعة، أو التضليل بالإعلان الصريح عن النوايا، وهو أسلوب يقوم على صناعة حالة من الشك والحيرة من أجل تمرير التضليل، بمعنى التأثير في منظومة تقدير الموقف عبر تزويدها بمعلومات صريحة تدخلها في دوامة من الشك حول جدية التهديدات مستغلةً الاعتقاد السائد باستحالة إعلان العدو عن نواياه صراحة أو مخالف لسلوكه السابق في التضليل، وهنا تتخدر ملكات التقييم السليم أو تتأخر بعض الوقت لصالح تحقيق المفاجأة التي يرغبها العدو.
تكثر التسريبات وكذلك نشر المعطيات والمعلومات في وسائل الإعلام الإسرائيلية، هل هذا الأمر عفوي أم مقصود؟
يرتبط السلوك الإعلامي الإسرائيلي بتوجيهات المؤسسة الأمنية خاصة خلال الحروب والأزمات، لذلك فالتسريبات عملية مقصودة وممنهجة بما يحقق أهداف الكيان.
ووفق خبرتك كيف يجري نظام التحكم بالمعلومات عبر الإعلام العبري؟
عادةً ما تؤدي لجنة الرقابة العسكرية دوراً في التحكم بالمعلومات بين السماح والحظر، كما تتكاتف جهود أكثر من جهة في هذا المجال مثل قسم عمليات الوعي ووحدة الناطق العسكري إلى جانب إدارة الدبلوماسية العامة في مكتب رئيس الوزراء ووزارة الخارجية وغيرها، وجميعها تعمل وفق ناظم موحد متناسق إلى حد كبير.
أشكال الدعاية الصهيونية
ما أبرز أشكال الدعاية الصهيونية في الآونة الأخيرة وما هي أولويات التركيز لديها؟
أشكال الدعاية الإسرائيلية كثيرة ومتنوعة ولا يمكن حصرها، ولكن أبرزها الدعاية التي تتناول موضوعات اجتماعية واقتصادية وسياسية عبر سيل مركز من الأطروحات المتنوعة مثل موضوعات الحالة الاقتصادية والانقسام وغيرها، والتي تهدف عادةً إلى صناعة حالة من النفور تجاه المقاومة وبالتالي فض الحاضنة الشعبية من حولها، أو إدامة الانقسام السياسي وتعميقه، أو صناعة شروخ داخل المجتمع الفلسطيني.
كيف تقرأ استراتيجية التعامل الفلسطيني (مواقع ونشطاء ومترجمين) مع ما يرد من مواد في الإعلام الإسرائيلي وكذلك على صفحة جيش الاحتلال والناطق باسم؟
الحقيقة أنه لا توجد استراتيجية فلسطينية موحدة للتعامل مع الإعلام الإسرائيلي، والحاصل عبارة عن فوضى معلوماتية تعتمد النقل دون تمحيص وفلترة كافية تستطيع التفريق بين الحقيقي والمسموم، وهو أمر يطرح تساؤلاً جدياً حول الأدوار المهنية التي تؤديها هيئات تحرير المواقع الإعلامية؟ أما على صعيد النشطاء والمترجمين فحدث ولا حرج، فدوافع الترجمة والنقل مرتبطة بدوافع متنوعة مثل حب الشهرة والظهور، أو السعي نحو السبق، أو الجهل، أو حتى الرغبة في التخريب والإثارة…إلخ.
وماذا تنصح حول التعامل مع هذه المواد وأخبار الاحتلال عمومًا .. النشر أم المعالجة أم التجاهل؟
لتجاوز الحالة يمكن تقديم عدة نصائح منها: توسيع مدركات الصحفيين والجمهور حول الإعلام الإسرائيلي وخطورته عبر عمليات توعية مستمرة، أو اعتماد مفهوم التحكم والسيطرة في التدفق المعلوماتي عبر حظر المواقع الإسرائيلية، أو إصدار قوانين تجرم النقل عن الإعلام الإسرائيلي، ولكن يحتاج ما سبق إلى خطوات استباقية منها تحديد جهة مسؤولة عن التثقيف الإعلامي إلى جانب مهامها في التحكم بحركة المعلومات الواردة من الإعلام الإسرائيلي بحيث يترك لها حرية تحديد المسموح والمحظور.
منهجية النشر
في الأزمات وحتى في حالة الهدوء النسبي يدور حديث عن إشكالات متعلقة بمنهجية النشر لدى الجمهور الفلسطيني على مواقع التواصل الاجتماعي ما رأيك؟
لم يعد الجمهور الفلسطيني متلق سلبي للمعلومات؛ بل تحول إلى فاعل إيجابي يستطيع نشر ما يريد مستغلاً الحرية النسبية التي تمنحها مواقع الشبكات الاجتماعية؛ والوعي الجماهيري درجات، بين المرتفع والمنخفض، لذلك نجد من يعي خطورة ما ينشر على المزاج العام فيمتنع وكذلك نقع على العكس وهم الأكثرية؛ وحتى نستطيع ضبط حالة النشر العشوائي سيما في الموضوعات الإشكالية والشائكة لابد من تطبيق مسار توعية استراتيجي يشمل المدارس والجامعات، بحيث يتحول الجمهور من معضلة إلى فرصة يمكن استغلالها لصالح المجهود الاتصالي الرسمي.
ما أبرز إشكاليات وسائل التواصل الاجتماعي في التوجيه السياسي والتأثير؟
إشكالات مواقع الشبكات الاجتماعي في مجال التوجيه السياسي والتأثير متنوعة، حيث نعدّها مرتعا للشائعات والإشاعات، ومستنقعا للتفريق والتشتيت وضرب اللحمة الاجتماعية، ومستودعا لصناعة الإحباط واليأس، بشكل يعبر إما عن حالة مزاجية تسود الجمهور، أو جهد ممنهج ومتعمد للتخريب.
الدعاية المضادة
في المقابل، ما تقييمك لمستوى الدعاية الفلسطينية المضادة خاصة في مواجهة الاحتلال هل هي فعالة؟ وكيف يمكن تطويرها؟
مستوى الدعاية الفلسطينية المضادة ضعيف وغير فعالة، لعدة أسباب منها: غياب المتخصصين في مجال الدعاية، والرتابة والتكرار في الأساليب المستخدمة وعدم تطبيق نظريات دعاية متطورة، وغياب أو بطئ عمليات الشرح والتفسير والتفنيد للدعاية الإسرائيلية، وتركيز المواجهة الدعائية على المستوى الإعلامي دون الميداني، واختلاف موضوعات الدعاية بين جهة فلسطينية وأخرى.
وحتى نتمكن من تطوير الدعاية لابد أولاً من الاعتراف بضعفنا كفلسطينيين في هذا المضمار، يتبعه جهد باتجاه إنشاء هيئة متخصصة تهتم بتوجيه وتطوير مجهودات الدعاية الكلية (حكومية وحزبية وجماهيرية) إلى جانب فرض سيطرة اتصالية محكمة ومخططة تسمح بتنفيذ عمليات دعاية هجومية ودفاعية.
ما توصيتك للمواقع والنشطاء في التعاطي مع الإعلام العبري؟
التوصية الوحيدة هي التوقف عن نقل ما ينشره الإعلام العبري، وقبل ذلك امتلاك بلاغة مغلفة بوعي قادر على فهم أهداف وأجندات الإعلام العبري تجاه المجتمع الفلسطيني.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

10 شهداء على الأقل في قصف جديد لمدرسة وسط القطاع
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام ارتقى 10 شهداء على الأقل، وأصيب أكثر من 50 مواطنًا بجراح، إثر قصف إسرائيلي جديد، استهدف، مساء الثلاثاء، مدرسة أبو...

الإعلامي الحكومي: مجزرة البريج امتداد مباشر لجرائم الإبادة في غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال المكتب الإعلامي الحكومي إن مجزرة مخيم البريج تُعد جريمة امتداد مباشر لجريمة الإبادة الجماعية التي يواصل جيش...

الهيئات الإسلامية: الاعتداء على ساحة الشهابي سياسة تهويدية لتطويق الأقصى
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام قالت الهيئات الإسلامية في القدس أن اعتداء سلطات الاحتلال الإسرائيلي على ساحة "الشهابي" التاريخية داخل البلدة...

حماس: مجزرة البريج جريمة حرب بشعة تضاف للسجل الأسود للاحتلال
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن مجزرة مدرسة أبو هميسة في مخيم البريج، والتي كانت تؤوي نازحين، جريمةٍ جديدةٍ...

بلدية جباليا تحذر من كارثة وشيكة لتراكم النفايات
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام حذرت بلدية جباليا النزلة، يوم الثلاثاء، من انتشار وتراكم كميات النفايات في مناطق نفوذها، مع عدم مقدرة طواقم العمل على...

الاحتلال يشرع بهدم منازل في مخيم نور شمس شمال الضفة
طولكرم – المركز الفلسطيني للإعلام شرعت جرافات الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء، بهدم عدد من المباني السكنية في مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم شمال الضفة...

20 شهيدا وعشرات الجرحى بمجزرة مروعة وسط غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الثلاثاء، مجزرة مروعة بحق النازحين، عقب قصف الطيران الحربي لمدرسة تُؤوي...